إيران تقترح إرسال مراقبين من دول المنطقة

القوات السورية تصدّ هجوماً علـى «البحوث العلمية» في حلب

عناصر من القوات السورية أمام مقر مركز البحوث العلمية في حلب بعد صدّ هجوم للمعارضين. أ.ف.ب

اندلعت اشتباكات عنيفة فجر، أمس، في الأحياء التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر في مدينة حلب، ترافقت مع قصف عنيف، عقب تمكن القوات النظامية من صد هجوم على مركز البحوث العلمية الاستراتيجي في حلب. بينما وقعت اشتباكات على أطراف حيي الحجر الأسود والعسالي في دمشق. في وقت اقترحت فيه إيران على «مجموعة الاتصال» حول سورية، إرسال مراقبين من المجموعة الى سورية، للمساعدة على وقف العنف.

وقال ناشطون إن الجيش السوري تمكن من صد هجوم على مركز البحوث العلمية الاستراتيجي في حلب، عقب اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية.

كما وقعت اشتباكات عنيفة، بين الجيشين النظامي والحر في حي بستان القصر بمدينة حلب، وحي الإذاعة المجاور، اللذين تعرضا لقصف من القوات النظامية.

كما اندلعت مواجهات في حي السكري (جنوب)، حيث يتحصن مقاتلو المعارضة، بحسب السكان.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدنيين لقيا حتفهما، جراء القصف الذي تعرض له حي الصاخور شرق حلب.

بدورها، أكدت القوات النظامية أنها سيطرت على حي الميدان (وسط)، بعد اشتباكات استمرت أسبوعا، لكنها نصحت السكان بتجنب بعض جوانب الحي، مشيرة الى تحصن عدد من القناصة فيها.

وأشار مراسل «فرانس برس»، في حلب، الى ان بعض أجزاء الحي لاتزال غير آمنة لعودة السكان، كما لاحظ المراسل وجود جثث لعدد من المقاتلين في الميدان.

وذكرت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من النظام أن «وحدات من الجيش تمكنت من تطهير حي الميدان الحلبي من فلول المسلحين، في انتظار إعلانه منطقة آمنة خلال الـ24 ساعة المقبلة»، ما «سيفتح الأبواب أمام تطهير» الأحياء المجاورة، ومنها باب الباشا وسليمان الحلبي والصاخور.

لكن مدير المرصد رامي عبدالرحمن قال لـ« فرانس برس»، إن الوضع في حلب دائم التبدل «عندما يقول الجيش إنه يسيطر على حي، فالأمر ليس سوى مؤقت، يسيطرون على أحياء، ولا تلبث أن تندلع مواجهات مع الكتائب الثائرة».

وأوضح أن القوات النظامية لم «تستعد» حي الميدان، لأنه لم يكن اساسا تحت سيطرة المقاتلين الذين «كانوا يستحوذون فقط على مركز للشرطة وشارعين أو ثلاثة».

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن وحدات من القوات النظامية «تواصل عملياتها لتطهير عدد من المناطق والأحياء بحلب من المجموعات المسلحة»، مشيرة الى ان وحدة من هذه القوات «استهدفت تجمعا للارهابيين، في حي الصاخور بالمدينة».

وفي دمشق، اشار المرصد الى ان اشتباكات تدور على أطراف حيي الحجر الأسود والعسالي (جنوب)، بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية، التي تحاول اقتحام الحيين.

وفي دير الزور (شرق)، شنت طائرات حربية غارات على مدينة البوكمال، صباح أمس، بحسب المرصد.

سياسيا، اقترحت إيران على «مجموعة الاتصال»، التي تضمها إلى جانب تركيا ومصر والسعودية، إرسال مراقبين من هذه الدول الى سورية، للمساعدة على وقف العنف، بحسب ما أوردت وسائل الاعلام الرسمية الايرانية.

وقدم وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي، الذي تعد بلاده من أبرز حلفاء نظام الرئيس بشار الأسد، الاقتراح خلال الاجتماع الوزراي الأول الذي عقدته المجموعة أول من أمس، في القاهرة، والذي غابت عنه السعودية الداعمة للاحتجاجات المطالبة بسقوط الأسد.

وتضمن الاقتراح «الإعلان عن وقف اطلاق النار بشكل متزامن بين الطرفين (النظام والمعارضة)، والتأكيد على ضرورة الحل السلمي»، بعيدا عن أي تدخل أجنبي.

وكشفت وكالة «مهر»، الإيرانية للأنباء، أمس، عن اقتراح صالحي الذي تضمن ايضا وقف أي دعم مالي وعسكري وتدريبي للمجموعات المسلحة، وبدء الحوار بين النظام السوري والمعارضة.

كما تضمن اقتراح صالحي تشكيل لجنة للمصالحة الوطنية، بمشاركة جميع التيارات والفئات وإرسال مراقبين من الدول الأربع (إيران ومصر وتركيا والسعودية)، للإشراف على عملية وقف العنف وإجراء المحادثات.

وطالب صالحي بضرورة «الحفاظ على الوحدة الوطنية ووحدة التراب السوري، والمساعدة في عملية انجاز الاصلاحات الجذرية، وتحقيق العملية الديمقراطية ضمن محور سوري ـ سوري».

ودعا الى ان «يحدد الشعب السوري مصيره بنفسه، في إطار صيانة وحدة التراب السوري، والاستقلال والسيادة والوحدة الوطنية، وأن على دول المنطقة ان تضمن تحقيق هذا المسار، من خلال استخدام جميع إمكاناتها وقابلياتها المتاحة والتنسيق في ما بينها».

وكانت بعثة من المراقبين الدوليين انهت، أغسطس الماضي، مهمة استمرت شهرين، بناء على قرار من مجلس الامن لمراقبة وقف لإطلاق النار لم يجد طريقه الى التنفيذ.

إلى ذلك، بحث الرئيس المصري محمد مرسي، أمس، مع صالحي مستجدات الأزمة السورية ومجمل التطورات بمنطقة الشرق الأوسط وقضايا دولية، كما ناقش مرسي وصالحي واقع العلاقات الثنائية بين مصر وإيران وإمكانات تفعيلها.

وكان وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو بحث مع صالحي، في وقت سابق أمس، تطورات الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط خصوصا المستجدات على الساحة السورية، وآفاق العلاقات المصرية ـ الإيرانية ودفعها في الجوانب التجارية.

وقال عمرو، للصحافيين عقب المباحثات، إن «اللقاء جاء في إطار استكمال المناقشات التي جرت أمس (الإثنين)، بين وزراء خارجية مصر وإيران وتركيا، في إطار المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية».

من جانبه، قال صالحي إن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تشهد نموا جيداً في الآونة الأخيرة»، مشيراً إلى تطور العلاقات التجارية بين مصر وإيران.

من ناحية أخرى، دعت حكومة إقليم كردستان العراق إلى ضمان حقوق الأكراد المشروعة في سورية، والعمل على وقف إراقة الدماء هناك.

وقال رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان برزاني، أثناء اجتماعه الليلة قبل الماضية، بسفير تركيا في العراق يونس دميرار «لدينا مخاوف وقلق من إراقة الدماء بشكل يومي في سورية».

وأضاف «نحن نحترم أي قرار يتخذه الشعب السوري لرسم مستقبله، والأهم في نظر إقليم كردستان هو وضع الشعب الكردي في سورية إذ إنه محروم من جميع حقوقه، ويجب ضمان حصوله على حقوقه المشروعة».

تويتر