القوات السورية تقتحم معضمية الشام.. وروسيا والصين تحذّران الغرب من عمل أحادي

قصف واشتباكات في حلب.. و«الجـيش الحــــــــر» يعلن سيطرته على ثلثي المدينة

عناصر من «الجيش الحر» خلال اشتباكات مع القوات السورية في حي سيف الدولة وسط حلب. رويترز

اندلعت، أمس، اشتباكات عنيفة في بعض أحياء مدينة حلب شمال سورية بين القوات السورية النظامية والجيش السوري الحر الذي أكد سيطرته على اكثر من 60٪ من المدينة، بينما استمرت العمليات العسكرية في ريف دمشق، حيث اقتحمت القوات النظامية بلدة معضمية الشام وبدأت حملة احراق منازل ومحال تجارية. في حين حذرت روسيا والصين، الغرب من اتخاذ اجراء منفرد في ما يتعلق بسورية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، في بيان، إن اشتباكات تدور بين مقاتلين من الكتائب الثائرة والقوات النظامية ومسلحين موالين لها في حي سليمان الحلبي الواقع شرق مدينة حلب لجهة الوسط. وتعرّض هذا الحي مع حيّي قاضي عسكر والصاخور (شرق) للقصف صباح أمس. وذكر المرصد ان تسعة مواطنين، بينهم نساء واطفال قتلوا في القصف على مدينة حلب.

من جهته، أكد رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب التابع للجيش السوري الحر، العقيد عبدالجبار العكيدي، في اتصال مع «فرانس برس»، أمس، أن الجيش السوري الحر يسيطر على اكثر من 60٪ من مدينة حلب، حيث تدور معارك منذ شهر مع القوات النظامية السورية.

وأضاف «كل يوم، نسيطر على أحياء اضافية. وكلما سيطرنا على حي، يرد الجيش بالقصف».

وعدّد العكيدي اكثر من 30 حياً يسيطر عليها المقاتلون المعارضون، ابرزها سيف الدولة وبستان القصر والمشهد وانصاري (جنوب غرب)، وهنانو والصاخور (شرق)، وبستان الباشا (شمال شرق)، والشيخ سعيد والفردوس (جنوب)، والكلاسة (وسط جنوب).

أما حي صلاح الدين في جنوب غرب المدينة، فيسيطر عليه الجيش الحر بنسبة 50٪، بحسب العكيدي الذي اشار ايضا الى ان حي التلل في الوسط هو ايضاً تحت سيطرة الجيش الحر.

وفي دمشق، قال مسؤول امني في دمشق، إن «هذا الكلام عارٍ عن الصحة»، مضيفاً أن «الارهابيين لا يحرزون اي تقدم، الجيش يتقدم شيئاً فشيئاً».

واشار الى ان «المجموعات الارهابية تقوم بعمليات توغل في مناطق اخرى من المدينة ليقولوا انهم موجودون في شارع هنا او هناك، ثم يعودون الى مخابئهم». لكن العكيدي أكد ان سكان حلب يساعدون الجيش الحر، ويقدمون لهم الماء والطعام. وقال: «الشعب معنا، وإلا لما كنا صمدنا لمدة شهر كامل».

وفي ريف حلب، تعرضت بلدتا مارع وتل رفعت، صباح أمس، لقصف مصدره القوات النظامية، بحسب المرصد، تسبب في مقتل رجل وطفل. وافاد مراسل «فرانس برس» في مارع ان القصف توقف بعد ظهر أمس، وفتحت بعض المحال التجارية ابوابها في وسط البلدة. وهتف عدد من المشاركين في تشييع شاب في العشرين من عمره قُتل في قصف جوي على مارع «على الجنة طالعين، شهداء بالملايين».

وقالت صحافية في «فرانس برس»، إن سيارة اسعاف عبرت، صباح أمس، معبر السلامة الحدودي بين سورية وتركيا، وكانت تنقل جرحى من مارع، بحسب ما افاد ناشطون. وقال مصدر امني في دمشق، إن «الجيش يقصف مراكز المتمردين في منطقة حلب لمنع وصول السلاح والذخيرة» الى المدينة.

واشار الى توجه تعزيزات للطرفين نحو المدينة. وأكد أن «هذه المعركة ستستغرق وقتاً طويلاً».

من جهة ثانية، قال المرصد السوري إن القوات النظامية اقتحمت بلدة معضمية الشام، وبدأت حملة احراق منازل ومحال تجارية فيها. واشار الى العثور على «جثامين ثلاثة رجال أعدموا ميدانياً» في البلدة، من دون ان يحدد الجهة التي نفذت الاعدام. ونفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في بلدة قطنا بريف دمشق. وقتل مقاتلان معارضان بعد منتصف الليلة قبل الماضية في الغوطة الشرقية بريف دمشق ايضاً.

وفي العاصمة، «عثر على جثامين ستة رجال في حي القدم (جنوب)، عليها اثار تعذيب واطلاق رصاص، بعد ساعات من خطفهم من مسجد سعيد بن عامر الجمحي في منطقة أشرفية صحنايا (في الريف)»، بحسب المرصد. وكان عثر أول من أمس، على 12 جثة، بينها طفلان في حي القابون.

وأفيد عن تقارير عدة خلال الايام الماضية حول العثور على جثث في مناطق من العاصمة وريفها.

واعلنت السلطات السورية منذ نحو شهر ونصف الشهر استعادة السيطرة على مجمل احياء العاصمة، الا ان الاحياء الجنوبية والغربية وحي جوبر في شرق دمشق شهدت طوال الاسبوع الماضي اشتباكات.

وفي محافظة درعا (جنوب)، قتل طفل في قصف تعرضت له بلدة داعل، بحسب المرصد الذي اشار الى «اشتباكات عنيفة» في مدينة الحراك التي اقتحمتها القوات النظامية قبل ايام. وقتل شخصان في الحراك، أمس. كما قتل فتى في منطقة المليحة الشرقية في المحافظة نفسها، وتسجل حركة نزوح للاهالي من المنطقة، بحسب المرصد.

وفي محافظة دير الزور (شرق)، قتل ستة اشخاص، بينهم امرأة في قصف تعرضت له قرى خط الكسرة، كما قتل رجل في القصف على قرية الصالحية.

وقتل 167 شخصاً في اعمال عنف في سورية، أول من أمس، هم 88 مدنياً، و32 مقاتلاً معارضاً، و47 عنصراً من قوات النظام.

وفي موسكو، حذر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الغرب من اتخاذ اجراء منفرد في ما يتعلق بسورية. وقال: «إن روسيا والصين متفقتان على عدم السماح بأي انتهاك للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة». ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن لافروف، قوله خلال اجتماعه مع مستشار الدولة الصيني، داي بينغ قو، قوله إن التعاون الدبلوماسي الروسي الصيني يستند إلى «الحاجة إلى الالتزام بصرامة بمعايير القانون الدولي والمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة، وعدم السماح بانتهاكها»، وأضاف «أعتقد ان هذا هو المسار الصحيح الوحيد في الظروف الراهنة». واعتبر أن على الدول الاجنبية ان تكتفي بتهيئة الظروف للبدء بحوار بين مختلف الاطراف المتنازعة في سورية. وجاءت تصريحات لافروف بعد ان هدد الرئيس الاميركي باراك أوباما، أول من أمس، بعمل عسكري أميركي ضد الرئيس السوري بشار الأسد، محذراً بأشد تعبيرات حتى الآن من أن أي محاولة لنشر أسلحة كيماوية أو بيولوجية أو استخدامها سيكون في نظر الولايات المتحدة «خطاً أحمر».

وفي باريس، التقى الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، وفداً من المجلس الوطني السوري المعارض برئاسة رئيسه عبدالباسط سيدا. ويأتي اللقاء غداة اجتماع هولاند مع مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي.

وإثر هذا الاجتماع، كرر هولاند ان «لا حل سياسياً في سورية دون رحيل بشار الاسد» عن السلطة. وبحسب بيان للرئاسة الفرنسية فإن هولاند «ذكر ايضاً بتعهد (فرنسا) لمصلحة قيام سورية حرة وديمقراطية تحترم حقوق كل مجموعة من المجموعات» الموجودة على اراضيها، واكد دعمه للوسيط الجديد.

تويتر