قصف عنيف على بلدات بدرعا.. واشتباكات واسعة في دمشق وحلب

«الجيش الحر» يعلن انشقـاق الــشرع.. ودمشق تنفي

صورة

أعلن المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، أمس، انشقاق نائب الرئيس السوري فاروق الشرع عن نظام الرئيس بشار الأسد ووصوله إلىالأردن، فيما نفت دمشق، مؤكدة أن الشرع «لم يفكر في أي لحظة بترك الوطن الى اي جهة كانت». في وقت قصفت القوات النظامية أحياء في مدينة حلب ومدينة إعزاز في ريفها قرب الحدود التركية (شمال) مع اندلاع اشتباكات في أحياء يسيطر عليها الجيش الحر في مدينة حلب، كما قصفت بعنف مدناً وبلدات في محافظة درعا (جنوب)، بينما دارت اشتباكات في حي التضامن بدمشق بين الجيشين الحر والنظامي الذي قصف بالحوامات بساتين بين جرمانا والمليحة.

ونقلت قناة «العربية» الإخبارية عن الناطق باسم المجلس العسكري الأعلى في «الجيش السوري الحر» لؤي المقداد تأكيده نبأ انشقاق الشرع، بالإضافة إلى انشقاق ضابطين من ذوي الرتب العالية في إطار موجة انشقاقات كبيرة، الأمر الذي يعد ثاني أهم انشقاق يطال النظام السوري بعد رئيس الحكومة رياض حجاب مطلع الشهر الجاري والأرفع عى المستوى السياسي من حيث ما يمثله موقع الشرع نائباً للرئيس.

وقال المقداد إن جيش النظام نشر قناصته على الحدود السورية الأردنية في محاولة لاعتقال الشرع أو قتله، بعد تأكيد خبر انشقاقه، مضيفاً أن نظام الأسد كان يسعى إلى اتهام الجيش الحر بقتل الشرع.

ويعد انشقاق الشرع الأهم بعد انشقاق حجاب عن نظام الأسد، حيث أشارت مصادر متطابقة إلى اختفائه من العاصمة دمشق قبل أيام، ولم يعلن عن انشقاقه بشكل قاطع إلا بعد وصوله إلى الأردن، بحسب القناة.

من جهته، أكد التلفزيون الرسمي السوري أن الشرع «لم يفكر في اي لحظة بترك الوطن الى اي جهة كانت»، نافياً بذلك معلومات تداولتها وسائل اعلام عدة عن انشقاقه وفراره الى الاردن. وبث التلفزيون في خبر عاجل بيانا صادرا عن مكتب الشرع جاء فيه ان «فاروق الشرع لم يفكر في اي لحظة بترك الوطن الى اي جهة كانت»، مضيفاً انه «كان منذ بداية الازمة يعمل مع مختلف الاطراف على وقف نزيف الدماء بهدف الدخول الى عملية سياسية في اطار حوار شامل لانجاز مصالحة وطنية».

ونقل البيان عن الشرع تأكيده على ضرورة ان تحقق المصالحة الوطنية «للبلاد وحدة أراضيها وسلامتها الاقليمية واستقلالها الوطني بعيدا عن اي تدخل عسكري خارجي». وتضمن البيان ايضا ترحيب الشرع بتعيين وزير الخارجية الجزائري السابق الأخضر الابراهيمي مبعوثا للامم المتحدة الى سورية.

وتلقى النظام السوري أخيراً سلسلة ضربات موجعة بعد انشقاق بعض أركانه، وأبرزهم رئيس الحكومة رياض حجاب الذي فر الى الأردن وأعلن انضمامه الى «الثورة». وكان ثلاثة ضباط في الامن السياسي في دمشق انشقوا مطلع أغسطس الجاري، أبرزهم رئيس فرع المعلومات في الامن السياسي العقيد يعرب محمد الشرع مع شقيقه من الفرع نفسه، وهما ابن عم فاروق الشرع، بحسب ما أعلن الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل العقيد قاسم سعد الدين.

على الصعيد الميداني، قال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان، إن مدينة اعزاز تعرضت للقصف بالطيران صباح، أمس، مشيرا الى انه لم ترده أنباء عن سقوط خسائر بشرية في هذه المدينة الواقعة في ريف حلب (شمال).

وكانت اعزاز التي سيطر عليها الجيش السوري الحر قبل اسابيع وقد خلت تماماً من اي وجود لقوات النظام تعرضت الاربعاء الماضي لقصف جوي أسفر عن مقتل 31 مدنيا على الاقل بينهم ثماني سيدات وثمانية أطفال، اضافة الى جرح العشرات، بحسب المرصد.

وشاهد مراسلو «فرانس برس» دمارا هائلا خلفته الغارة الجوية على اعزاز.

وفي حلب، ثاني أكبر المدن السورية التي تشهد عمليات عسكرية منذ اسابيع، تعرضت أحياء الفردوس والسكري وبستان الزهرا والكلاسة والاذاعة للقصف، فيما دارت اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محيط ساحة سعد الله الجابري ومحيط الملعب البلدي، كما أضاف المرصد.

وفي حمص (وسط)، حيث لاتزال المعارضة المسلحة تسيطر على بعض المناطق، تعرض حي الخالدية للقصف من قبل القوات السورية، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة سبعة بجراح بعضهم بحالة خطرة، كما قتل مواطن إثر اصابته برصاص قناصة في شارع الستين، بحسب المرصد.

وفي ريف حمص، قتل شخصان وجرح آخرون إثر القصف الذي تعرضت له منطقة الحولة من قبل القوات السورية.

وفي دمشق، تدور اشتباكات بين مقاتلين من القوات المعارضة وحاجز للقوات النظامية في حي التضامن، كما تتعرض الاراضي الواقعة بين جرمانا والمليحة في ريف المدينة للقصف بالحوامات من قبل القوات النظامية.

وفي شرق البلاد، تعرضت مدينة البوكمال للقصف من قبل القوات النظامية فجر أمس، واستشهد مواطن في دير الزور اثر اصابته برصاص قناصة. وجنوباً، تتعرض مدن الحراك وبلدة الغارية الغربية والكرك الشرقي والمنطقة الواقعة بين بلدة ابطع وبلدة الشيخ مسكين لقصف عنيف من قبل القوات السورية، كما دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة في قرية كفرناسج.

واقتحمت القوات النظامية قرية حربنفسه في ريف حماة (وسط) وبدأت حملة مداهمات واعتقالات بحثاً عن مطلوبين.

ويأتي ذلك غداة مقتل 129 شخصاً في أعمال عنف في مناطق سورية عدة، هم 90 مدنياً و10 منشقين و29 جندياً نظامياً، كما جاء في حصيلة جديدة نشرها المرصد صباح السبت.

وفي محافظة دمشق، أشار المرصد الى العثور على 23 جثة مجهولة الهوية، أول من أمس، بينها سبعة جثامين في دمشق و16 في دوما.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال مع «فرانس برس»، إنه «منذ أيام عدة، نكتشف وجود المزيد من الجثامين مجهولة الهوية وتم دفنها دون أن نتمكن من معرفة لمن تعود»، مطالباً بإجراء تحقيق بهذا الخصوص.

تويتر