اشتباكات عنيفة.. و«الجيش الحر» يعلن تدمير 5 دبابات وطائرة حربية

«معركة حلب» تبدأ والقوات الســــــورية تقتحم حي صلاح الدين

صورة تظهر آثار القصف والمواجهات بين الجيشين النظامي والحر في حي صلاح الدين بحلب. رويترز

بدأ الجيش النظامي السوري هجومه البري على مدينة حلب في شمال سورية، أمس، باقتحام حي صلاح الدين (جنوب غرب) والسيطرة عليه، كما قالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، الأمر الذي نفاه الجيش السوري الحر، لكنه أكد اقتحام القوات النظامية للحي، معلناً في الوقت نفسه عن تدمير خمس دبابات وطائرة ميغ بالقرب من مطار حلب الدولي. فيما وقعت اشتباكات تعد الأعنف منذ بدء المواجهات في حلب قبل ثلاثة أسابيع

وأطلقت القوات السورية النظامية، أمس، الهجوم البري على حلب غداة إعلان الرئيس بشار الاسد تصميمه على المضي قدماً في الحل الامني حتى «تطهير البلاد من الارهابيين»، في حين حصل على دعم كامل من إيران التي أكد موفدها سعيد جليلي بعد لقائه الاسد في دمشق ان بلاده لن تسمح «بكسر محور المقاومة» الذي تشكل سورية «ضلعا اساسيا فيه».

وقالت وكالة (سانا) الرسمية إن «قواتنا المسلحة الباسلة أحكمت اليوم (أمس) سيطرتها الكاملة على حي صلاح الدين في حلب، وكبدت المجموعات الارهابية المسلحة خسائر فادحة واوقعت في صفوفها عددا كبيرا من القتلى والجرحى».

وقال التلفزيون السوري الرسمي من جهته، ان «القسم الاكبر من الارهابيين في حي صلاح الدين قتل، وألقت قواتنا المسلحة القبض على اعداد أخرى والباقون رموا السلاح واستسلموا».

في المقابل، أكد رئيس المجلس العسكري في منطقة حلب التابع للجيش السوري الحر العقيد عبدالجبار العكيدي، ان «الهجوم الذي يقوم به جيش النظام في حي صلاح الدين همجي وعنيف، لكن النظام لم يسيطر على الحي».

وأضاف «هناك معارك في عدد من أحياء حلب، الا ان المعركة الكبرى هي في صلاح الدين».

ونفى كذلك ما أورده التلفزيون حول مقتل القسم الاكبر من المقاتلين، مضيفاً أنهم «يستخدمون كل الاسلحة التي في متناولهم لمهاجمة صلاح الدين، بما فيها الطائرات الحربية والدبابات».

من جهته، قال مصدر امني رسمي في وقت سابق، إن الجيش «يتقدم في حي صلاح الدين ويسيطر على المحاور الاساسية»، متوقعاً ان «يستمر تنظيف جيوب المقاومة حتى صباح الخميس (اليوم)». وأشار الى ان الجيش ينوي بعد ذلك استعادة حي سيف الدولة الملاصق لصلاح الدين الى الشرق.

وقال المصدر ان الجيش السوري كان يسيطر قرابة الساعة 00: 13 (00: 10 ت غ) على ثلاثة أرباع الحي «الذي يسقط بسرعة».

بدوره، قال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان «لاتزال الاشتباكات العنيفة تدور داخل حي صلاح الدين بين مقاتلين من الكتائب الثائرة والقوات النظامية التي اقتحمت الحي»، مشيراً الى انها «الاشتباكات الاعنف» منذ بدء المواجهات في حلب قبل ثلاثة اسابيع. ولفت المرصد الى ان احياء هنانو وطريق الباب والشعار في المدينة تتعرض بالتزامن مع اقتحام صلاح الدين الى «القصف من قبل القوات النظامية»، مضيفاً ان اشتباكات عنيفة دارت كذلك في حيي ميسلون والصاخور بمدينة حلب.

وحشد الجيش السوري النظامي والجيش السوري الحر قواتهما على اطراف وداخل أحياء مدينة حلب التي تشهد معارك عنيفة منذ 20 يوليو.

وذكرت مصادر أمنية سورية، أن الجيش النظامي حشد نحو 20 الف جندي، مقابل ما بين 6000 الى 8000 من عناصر الجيش الحر، حيث يعتبر الطرفان معركة السيطرة على حلب انها «حاسمة»، خصوصا مع وقوع مناطق ريف حلب شمال المدينة في قبضة الجيش الحر وصولاً الى الحدود التركية.

وفي هذا السياق، أعلن قائد العمليات الميدانية في لواء التوحيد في الجيش الحر عبدالقادر الصالح، أن مقاتلي اللواء دمروا أول من أمس خمس دبابات وطائرة ميغ بالقرب من مطار حلب الدولي».

وقال قائد كتيبة «نور الحق» في الجيش السوري الحر النقيب واصل ايوب في اتصال مع «فرانس برس» إن القوات النظامية اقتحمت حي صلاح الدين من جهة شارع الملعب في غرب المدينة بالدبابات والمدرعات.

وأكد ان الجيش الحر «لم ينسحب من الحي»، موضحاً ان الجيش النظامي «موجود في مساحة تقل عن 15٪ من صلاح الدين».

وذكر ان «محاولات التقدم مستمرة»، مشيرا في الوقت نفسه الى «صعوبة شن هجوم مضاد من الجيش الحر بسبب وجود القناصة المنتشرين في كل مكان».

لكن الجيش السوري الحر استعاد، بعد ظهر أمس، أجزاء من حي صلاح الدين في مدينة حلب (شمال)، بعد هجوم مضاد شنه مقاتلوه، بحسب ما افاد أيوب في اتصال مع «فرانس برس» من حي صلاح الدين. وقال إن الجيش السوري الحر شن هجوما مضادا استعاد فيه ثلاثة شوارع من أصل خمسة سيطرت عليها القوات النظامية.

وأشار إلى ان الهجوم المضاد يأتى بعد وصول تعزيزات قوامها نحو 700 مقاتل، من احياء السكري وبستان القصر والشعار و«مساكن هنانو» التي يسيطر عليها المعارضون المسلحون شرق وجنوب مدينة حلب. وأضاف أن الجيش النظامي «يسيطر الآن فقط على دوار صلاح الدين وشارعين محاذيين، لكنهما ليسا رئيسين»، لافتا الى أن «الجيش الحر يقوم بعملية التفافية حول دوار صلاح الدين، تمهيدا لتنظيفه» من الجيش النظامي.

في سياق متصل، نددت منظمة العفو الدولية بالقصف العنيف الذي يشنه الجيش السوري على مدينة حلب التي يسيطر المقاتلون المسلحون على أحياء منها، وذلك بالاستناد الى صور بالاقمار الاصطناعية تظهر استخدام أسلحة ثقيلة على مناطق سكنية. وأضافت المنظمة ان الصور تظهر اكثر من 600 فجوة في حلب وفي بلدة عندان المجاورة نتيجة سقوط قذائف مدفعية، وتدل على مدى عنف المعارك حول ثاني المدن السورية الواقعة في شمال غرب البلاد بالقرب من الحدود التركية. وقال مسؤول عمليات الطوارئ لدى مكتب المنظمة في الولايات المتحدة كريستوف كوتل في بيان، ان «المنظمة تعتزم توجيه رسالة واضحة الى طرفي النزاع: كل الهجمات ضد مدنيين سيتم توثيقها بحيث تتم محاسبة المسؤولين عنها». واظهرت صور التقطت في 31 يوليو ايضاً ما يبدو انها فجوات ناجمة عن قذائف مدفعية بالقرب من منطقة سكنية في عندان.

وأضاف كوتل أنه «على كل من الجيش السوري ومقاتلي المعارضة ان يلتزموا بالقوانين الدولية التي تحظر اللجوء الى ممارسات وأسلحة لا تميز بين اهداف عسكرية ومدنية».

تويتر