قصف واشتباكات وتوقع «حرب شوارع».. وحملة دهم واعتقالات في دمشق

الجيش السوري يتوعّد حلب بهجـــــوم حاسم

آثار القصف والدمار في حي القدم وسط العاصمة دمشق. رويترز

قصفت القوات النظامية السورية، أمس، حي صلاح الدين الذي يتحصن فيه المقاتلون المعارضون في حلب، في حين تتواصل المعارك في أحياء أخرى من المدينة التي يسعى الطرفان للسيطرة عليها، حيث استكمل الجيش السوري حشوده حول حلب، وبات جاهزاً بانتظار الاوامر لشن الهجوم الحاسم عليها، في وقت نفذت القوات النظامية حملة دهم واعتقالات في دمشق.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان إن اشتباكات تدور عند مداخل حي صلاح الدين الذي يتعرض للقصف. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، في اتصال مع «فرانس برس» إن الحي شهد محاولة اقتحام، لكن تمكن الثوار من صدها. من جهته، أفاد الناشط الاعلامي محمد الحسن، وكالة فرانس برس من حي صلاح الدين، بأن طيراناً حربياً ومروحياً يقصف صلاح الدين ويحوم فوق المنطقة، مشيراً الى اشتباكات لا عمليات اقتحام.

ولفت الى ان الحي شبه خال من السكان، مضيفاً أن اكوام النفايات تملأ الطرقات، والكهرباء مقطوعة بالكامل، وكذلك الخطوط الهاتفية الارضية والخلوية.

وذكر أن هناك دماراً كبيراً يطال الابنية والحي مدمر، ووصفه بانه بابا عمرو حلبي. لكنه قال ان المياه متوافرة، موضحا ان الحي ليس محاصراً، حيث انه بعد تحرير احياء سيف الدولة والمشهد والانصاري هناك حرية في الدخول والخروج من صلاح الدين.

وفي مدينة حلب كذلك، أشار المرصد الى اشتباكات عنيفة تدور منذ صباح امس بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة ومسلحين موالين للنظام في منطقة السيد علي. وأضاف أن «منطقة القصر العدلي في حلب القديمة تتعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية»، حيث تسمع أصوات انفجارات في أحياء يسيطر عليها مقاتلون معارضون.

وذكر المرصد أن اشتباكات حلب أدت الى مقتل مقاتلين معارضين اثنين في حي جمعية الزهراء حيث مقر المخابرات الجوية.

من جهتها، نقلت صحيفة الوطن السورية الخاصة القريبة من النظام عن مصادر مطلعة داخل مدينة حلب أن معركة الجيش لم تبدأ بعد، وان مهمته حاليا تنحصر في توجيه ضربات موجعة للمسلحين واوكارهم ومحاصرة المدينة من جميع جهاتها منعاً لهروب أي منهم.

وأوضح أن الأهالي، خصوصاً المنحدرين من أصول عشائرية في بعض الأحياء الشعبية شرق المدينة، دخلوا على خط المقاومة الشعبية في وجه المسلحين الذين ارتكبوا مجزرة بحق وجهاء منهم في اللجان الشعبية، معتبراً أن ذلك قد يحسن ويغير في مجريات المعركة التي يستعد الجيش لخوضها.

واستكمل الجيش السوري النظامي حشوده حول مدينة حلب ، وبات جاهزا بانتظار الاوامر لشن الهجوم الحاسم للسيطرة على احياء المدينة. وأوضح مصدر امني سوري رفيع، طلب عدم ذكر اسمه، أن كل التعزيزات وصلت وهي تحيط بالمدينة (حلب)، لافتاً الى ان الجيش بات جاهزا لشن الهجوم، لكنه ينتظر الاوامر.

وأشار إلى أنه «يبدو أن هذه الحرب ستكون طويلة»، عازياً السبب الى ان الهجوم الذي ستشنه قوات النظام في المدينة «سيشهد حرب شوارع من اجل القضاء على مقاتلي المعارضة».

وفي دمشق، أشار المرصد الى ان القوات النظامية نفذت حملة مداهمات في حي القابون، صباح أمس، أسفرت عن اعتقال عدد من المواطنين بينهم سيدة وطفلها البالغ من العمر 12 عاما. وأضاف أن منطقة ركن الدين شهد نشر القوات النظامية حواجز اسمنتية، وذلك بعد الاشتباكات التي دارت في أحياء ركن والصالحية والمهاجرين. ولفت المرصد الى العثور على جثث ثلاثة مواطنين في حي التضامن، إضافة الى وجود جثث لمواطنين في الحي يصعب انتشالها بسبب انتشار القناصة. واكد مصدر عسكري أن القوات السورية النظامية باتت تسيطر في شكل كامل على احياء دمشق، بعد «تطهير» حي التضامن.

وفي محافظة ريف دمشق، قتل مدني بسبب القصف على زملكا، بحسب المرصد الذي لفت إلى اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في بلدة كفربطنا ترافق مع قصف أسفر عن تهدم في سبعة منازل.

وفي مدينة حمص، قتل مدني في الخالدية، إثر تعرض منزله للقصف، بحسب المرصد الذي أشار الى ان القصف طال احياء جورة الشياح واحياء حمص القديمة، والذي لفت الى مقتل شاب من قرية آبل برصاص حاجز عسكري على طريق حمص دمشق. وأوضح المرصد في بيانه أن المعلومات التي بثتها بعض الفضائيات عن مقتل العشرات من المقاتلين المعارضين اثر استهدافهم من قبل القوات النظامية في حي الحميدية بحمص القديمة غير صحيح بشكل قاطع.

وفي محافظة ادلب، تعرضت بلدات وقرى حنتوتين وكفر سجنة والركايا ومدايا ومعر دبسة واسقاط لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية، ما أسفر عن مقتل مدني في بلدة كفرسجنة. وأشار الى تعرض مدينة اريحا للقصف، ما أدى الى مقتل مدنيين اثنين وإصابة العشرات بجراح في حصيلة اولية.

وفي حماة، أفادت لجان التنسيق المحلية بأن قوات الأمن شنت حملة اعتقالات كبيرة في حي طريق حلب، شملت كل من يتجاوز عمره 15 عاماً في بعض المناطق.

تويتر