تنديد فلسطيني بــ «مجزرة» مخيم اليرموك.. وتظاهرات حاشدة تطالب بـ «إعدام الأسد»

القوات السورية تقصف حلب.. وتـصفية 62 ناشطاً في حماة

طفلة سورية تلهو على حطام قرب مبنى مدمر في حمص. رويترز

قصفت القوات السورية النظامية، أمس، مدينة حلب في شمال سورية، مركزة قصفها على حي صلاح الدين جنوب المدينة، فيما نفذت عملية تصفية لـ62 شخصاً في مدينة حماة وسط سورية، مساء أول من أمس، بالتزامن مع سقوط 21 قتيلا في «مجزرة» بمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق الذي قصفته القوات السورية، وسط إدانة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومنظمة التحرير الفلسطينية التي دعت الامم المتحدة الى توفير الحماية للاجئين الفلسطينيين، في وقت تواصلت فيه العمليات العسكرية حاصدة عشرات القتلى والجرحى مع اندلاع اشتباكات بين مجموعات مقاتلة معارضة والقوات النظامية في حي التضامن وسط دمشق، في حين خرجت تظاهرات حاشدة، أكبرها في حلب، في جمعة «دير الزور: النصر القادم من الشرق»، طالبت بإسقاط النظام، و«إعدام» الرئيس بشار الاسد.

وتعرض حي صلاح الدين في جنوب مدينة حلب لقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار الى اشتباكات في حي الزبدية.

من جهته، أكد الجيش السوري الحر انه يسيطر على 50٪ من المدينة وأن النظام يحشد قواته استعداداً لهجمات جديدة على معاقل المقاتلين المعارضين، وذكرت الهيئة العامة للثورة ان «القصف العشوائي طال الحي بشكل عنيف»، مشيرة الى دمار طال العديد من المنازل.

وفي حماة، أعلن نشطاء من المعارضة السورية، أمس، أن 62 شخصا على الأقل قتلوا على يد القوات النظامية في حي الأربعين في مدينة حماة، مؤكدين أن بينهم أطفال ونساء.

من جهته، قال المرصد السوري، إن عشرات المدنيين والمقاتلين السوريين المعارضين قتلوا في حي الاربعين في مدينة حماة في عملية عسكرية لم تتضح تفاصيلها. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ولجان التنسيق المحلية ان عدد القتلى الذين سقطوا، أول من أمس، بلغ نحو 50 شخصاً في حصيلة أولية، بينما لم يحدد المرصد عدداً، مشيرا الى انه لم يحصل على رواية كاملة لما حصل بعد في الحي، وان الخطوط الهاتفية مقطوعة.

واشار الى معلومات «عن سقوط شهداء في حي الاربعين وعن سماع اصوات انفجارات» فيه وفي أحياء اخرى من المدينة.

وقالت الهيئة العامة للثورة في تقرير عن «المجزرة» ان بين الشهداء الـ50 «اطفالا ونساء وافراد ثلاث عائلات».

وروت ان «قوات الامن والشبيحة بدأت منذ صباح أول من أمس، بتطويق حي الأربعين ومشاعه بعشرات الدبابات وناقلات الجند»، ثم قامت «بحملة مداهمات وتفتيش وسط قصف عشوائي من الآليات الثقيلة واطلاق نار كثيف من الرشاشات الخفيفة والقناصة».

وأكدت ان الجيش السوري الحر «تصدى لهم، وتمت محاصرة بعض المجموعات» التي اشتبكت مع القوات النظامية.

وذكرت الهيئة ان عناصر الجيش الحر انسحبوا مساء أول من أمس، وان «الحصار الخانق» مستمر على الحي.

وذكرت لجان التنسيق ان العديد من المنازل دمرت، وأن القناصة اعتلوا اسطح الابنية في محيط الحي.

وقال المكتب الاعلامي للمجلس الوطني السوري المعارض في بيان الليلة قبل الماضية، ان مدينة حماة تعرضت منذ صباح أول من أمس «لقصف وحشي شاركت فيه المدافع الثقيلة والطائرات وراجمات الصواريخ».

واستهدف القصف خصوصاً، بحسب المجلس، حي الأربعين وطريق حلب، مشيرا الى سقوط قتلى وأن «الجثث متروكة في الشوارع بسبب منع قوات النظام للأهالي والمسعفين» من انتشالها ومساعدة الجرحى.

بدوره، قال مصدر سوري رسمي إن أجهزة الأمن السورية «دهمت مقار المسلّحين في حي الأربعين في حماة، وقتلت عدداً منهم واعتقلت آخرين، بينهم عدد من حاملي الجنسيات العربية المختلفة».

وفي دمشق قتل 21 مدنياً على الاقل بينهم طفلان في قصف بمدافع الهاون على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري أمس. وقال المرصد في بيان «ارتفع إلى 21 عدد الشهداء الذين سقطوا مساء الخميس (أول من أمس) إثر سقوط قذائف هاون على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بينهم طفلان». وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس» ان مصدر القصف غير معروف، وقد تزامن مع اشتباكات بين مجموعات مقاتلة معارضة والقوات النظامية في حي التضامن القريب.

ويضم مخيم اليرموك اكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين في سورية، وتقول الامم المتحدة ان عدد المسجلين لديها في المخيم هو .148500

وفي شريط فيديو بثه ناشطون على موقع يوتيوب على الانترنت، يمكن مشاهدة تظاهرة مناهضة للنظام سارت مساء أول من أمس، في شوارع مخيم اليرموك. وبين الهتافات التي أطلقها المتظاهرون «أحمد جبريل، دمك مهدور»، في إشارة الى زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، المؤيد للنظام. لكن وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ذكرت أن «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت حي اليرموك بقذائف هاون» من حي التضامن المجاور، ما أدى الى مقتل وإصابة عدد من المواطنين. وقالت ان «الاجهزة المختصة تلاحق الارهابيين الذين ارتكبوا الجريمة».

إلى ذلك، أفاد المرصد باشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في حي التضامن تترافق مع سقوط قذائف على الحي. واشارت الهيئة العامة للثورة الى استقدام قوات النظام «تعزيزات من قوات الفرقة الرابعة الى الحي».

وأفاد شهود في دمشق، أمس، عن سماع أربع الى خمس طلقات مدفعية، فيما بدت الشوارع خالية في يوم العطلة الاسبوعية.

وقال المرصد ان قصفاً سجل بعد منتصف الليلة قبل الماضية على بلدة جديدة عرطوز في ريف دمشق التي قتل فيها الاربعاء الماضي 43 شخصاً في عمليات قصف وإطلاق نار و«إعدامات ميدانية» على أيدي عناصر من قوات النظام، بحسب المرصد.

وذكرت لجان التنسيق المحلية ان قوات النظام أغلقت، أمس، طريق الجديدة وسط انقطاع للتيار الكهربائي، مشيرة الى وجود «حالة ذعر بين الاهالي من ارتكاب مجزرة جديدة».

وفي محافظة حمص (وسط)، قتل ثلاثة أشخاص في قصف من القوات النظامية على منطقة الحولة التي شهدت مجزرة في مايو الماضي راح ضحيتها 108 أشخاص بينهم 49 طفلاً.

وفي رام الله، دانت منظمة التحرير الفلسطينية، أمس، «المجزرة» التي وقعت في مخيم اليرموك ودعت الامم المتحدة الى توفير الحماية للاجئين الفلسطينيين.

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة ياسر عبدربه لـ«رويترز» إن النظام في سورية «يتحمل المسؤولية التامة عن مجزرة مخيم اليرموك التي تضاف الى سلسلة المجازر التي تعرض لها السوريون والفلسطينيون في سورية منذ أكثر من عام ونصف العام الآن».

وأضاف أن «الشعب الفلسطيني لن يصمت على استباحة دم المدنيين في المخيمات العزل وتهجير الآلاف من هذه المخيمات واغتيال وقتل ابنائه في الشوارع بواسطة آلة عسكرية وحشية لا ترحم، ويتحمل المسؤولية كذلك كل من يغطي على هذه الجريمة مهما كان الاسم الذي يستترون وراءه حتى لو كان فصيلا فلسطينيا». من جهتها، وصفت حركة «حماس» التي غادرت قيادتها سورية في وقت سابق من هذا العام ما جرى في مخيم اليرموك بأنه «جريمة بشعة».

وقالت في بيان «إننا في حركة حماس ندين بشدة الجريمة البشعة التي استهدفت مخيم اليرموك والتي راح ضحيتها أكثر من 20 شهيداً من أبناء شعبنا الفلسطيني». وأضاف البيان «إننا نؤكد على ضرروة عدم زج ابناء شعبنا الفلسطيني ومخيماتهم في الازمة السورية».

وحذرت الرئاسة الفلسطينية في بيان من «محاولات بعض الاطراف مثل احمد جبريل والدور المشبوه الذي يقوم به هو وفصيله بالزج بأبناء شعبنا ومخيماتنا في اتون دائرة العنف الدموي في سورية، وتحويلهم الى وقود لهذه المعركة».

وخرجت تظاهرات حاشدة، طالبت بإسقاط النظام و«إعدام» الأسد، بحسب ما أفاد صحافي في «فرانس برس»، والمرصد السوري.

وقال الصحافي إن مئات المتظاهرين خرجوا في حي الشعار شرق المدينة (شمال)، ورددوا هتافات «الشعب يريد إعدام بشار»، و«الشعب يريد الحرية والسلام».

وقال متظاهر «نخرج الى الشارع، بهدف وحيد هو تحرير البلاد»، مضيفا «على الاقل اليوم يمكننا الخروج والتظاهر، لأنه لم يعد هناك شبيحة».

وذكر المرصد ان التظاهرات شملت أحياء الهلك وسيف الدولة والشعار والسكري وحلب الجديدة والفردوس والفرقان وبستان القصر. وأشار المرصد وناشطون الى تظاهرات كذلك في عدد من القرى والبلدات في ريف حلب، الذي يسيطر الجيش الحر على الجزء الاكبر منه.

وخرجت تظاهرة في مدينة دوما بريف دمشق، ردد فيها المشاركون هتاف «جايينك يا شام نكنس الاسد وندعس النظام»، وفي الزبداني رفعت لافتة كتب عليها «فقط في سورية يفطر الصائمون على 50 مدفعا مدمرا».

وفي مدينة حمص، سار متظاهرون في حي الملعب، وهم يهتفون «جيب المدفع جيب المدفع غير لالله ما رح نركع»، وسط تصفيق وقرع الطبل.

كما خرجت تظاهرات بحسب المرصد، في مناطق عدة من محافظات الحسكة (شرق)، وإدلب (شمال غرب)، ودرعا (جنوب)، وطرطوس (غرب)، ودير الزور (شرق)، وحماة (وسط).

تويتر