المعارضة السورية تطالب بجلسة طارئة لمجلس الأمن.. والمعلم يتوعدها من طهران

«الجيش الحر» يدعو إلى منطقة حظر جوي ويعد بتحويل حلب مقبرة للدبابات

صالحي يحذر من التدخل في سورية وإلى جانبه المعلم خلال مؤتمرهما الصحافي في طهران. أ.ف.ب

دعت المعارضة السورية، أمس، إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لمنع حصول مجازر في حلب ودمشق وحمص، واتهمت النظام السوري بالتخطيط لها، وفيما دعا قائد الجيش الحر في حلب، الغرب الى إنشاء منطقة حظر جوي في سورية، مشدداً على ان مدينة حلب ستكون مقبرة لدبابات الجيش النظامي، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم من طهران أن الجيش السوري سيقضي على المعارضة المسلحة في حلب.

وتفصيلاً، حذر المجلس الوطني السوري أحد أكبر فصائل المعارضة في الخارج، أمس، في نداء عاجل الى المجتمع الدولي من مجازر جماعية يخطط لها النظام على غرار مجازره في الحولة والقبير والتريمسة، داعياً مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة لبحث الوضع في كل من حلب ودمشق وحمص، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوفير الحماية اللازمة للمدنيين من عمليات القصف الوحشية.

كما حث الدول الصديقة للشعب السوري على التحرك الجاد والفاعل من أجل فرض حظر لاستخدام الطيران من قبل النظام، وإقامة مناطق آمنة توفر الحماية لنحو مليوني نازح. ولفت المجلس في بيانه الى أن النظام السوري يقوم بتطويق مدينة حلب بالدبابات والمدفعية وآلاف العناصر تمهيداً لاقتحامها وارتكاب مجازر فيها، موضحاً ان القوات النظامية تستخدم الطيران المروحي والقاذف في ضرب الأحياء السكنية والمناطق المأهولة.

وأكد المجلس انه يجري اتصالات حثيثة لتوفير الدعم اللوجستي للكتائب الميدانية المدافعة عن حلب ودمشق وبقية المدن المحاصرة والمستهدفة.

من جهته، دعا قائد المجلس العسكري لمدينة حلب في الجيش السوري الحر العقيد عبدالجبار العكيدي، الغرب الى انشاء منطقة حظر جوي في سورية، مشددا على ان مدينة حلب ستكون مقبرة لدبابات الجيش النظامي. وقال العكيدي في مقابلة مع مراسل «فرانس برس»: «نقول للغرب اصبح لدينا منطقة عازلة ولسنا بحاجة الى منطقة عازلة، بل نحتاج الى منطقة حظر جوي فقط، ونحن قادرون على إسقاط هذا النظام». وتطرق الى الهجوم الذي تشنه القوات النظامية على مدينة حلب لاستعادة السيطرة عليها، فشدد على ان أي حارة او اي حي ستدخل الدبابات (التابعة لجيش النظام) اليه سيكون مقبرة لهذه الدبابات.

ورأى ان الجيش النظامي لا يستطيع (الوصول الى حلب) إلا عبر الطيران والمدفعية البعيدة وقصف المدينة وتدمير البيوت، لكن كدخول الى المدينة (حلب) فإنه لا يستطيع. واشار الى ان خسائر الجيش النظامي في معارك اقتحام حلب بلغت ثماني دبابات وعدداً من العربات والمصفحات وأكثر من 100 قتيل، متوقعا ان يرتكب (النظام) مجازر كبيرة جدا.

وقال الوسيط الدولي كوفي انان، إنه يخشى وقوع معركة وشيكة في مدينة حلب. وقال في بيان «يساورني القلق بشأن تقارير عن حشد قوات وأسلحة ثقيلة حول حلب في ما يشير الى معركة وشيكة في أكبر مدينة في سورية».

وأعلن الجيش السوري الحر وقف الهجوم الذي بدأه الجيش السوري النظامي لاستعادة بعض أحياء مدينة حلب، من دون تحقيق اي تقدم، مؤكداً في الوقت نفسه تواصل القصف المدفعي الذي أدى الى نزوح كبير للسكان.

وافاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس» بأن محاولات الجيش النظامي للسيطرة على مدينة حلب مستمرة، مشيرا الى ان المعارك تتركز في حيي صلاح الدين وسيف الدولة ومدخل مخيم الحندرات للاجئين الفلسطينيين الذي تقع بالقرب منه قاعدة للدفاع الجوي.

ولفت إلى وصول المعارك الى وسط مدينة حلب وتحديداً حلب القديمة، حيث يحاول الجيش النظامي استرجاع حي باب الحديد الذي يسيطر عليه المقاتلون المعارضون. وأفاد الناشط الميداني ابوعلاء الحلبي لوكالة «فرانس برس» بأن الاشتباكات بين الجيش النظامي والمقاتلين المعارضين وصلت الى احياء باب النصر وباب الحديد والمدينة القديمة. واوضح ان هذه الاحياء عبارة عن حارات أثرية وأزقة ضيقة جداً تضم أسواقا مسقوفة وخانات وتتميز بكثافة سكانية كبيرة، وبالتالي يستحيل اقتحامها قبل قصفها من بعيد، مشيراً الى انها تشكل ايضا قلب مدينة حلب التاريخي.

وفي ريف دمشق، تنفذ القوات النظامية حملة دهم في منطقة الشيفونية بمحيط مدينة دوما ومعضمية الشام والسبينة، بحسب المرصد الذي اشار الى سقوط مقاتل معارض في الهامة ومدني في عربين. وفي مدينة حمص يتعرض حي الخالدية لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية، في حين اقتحم مقاتلون معارضون مبنى نقابة المهندسين في حي باب هود وسط مدينة حمص بعد اشتباكات مع القوات النظامية أدت الى مقتل اثنين من المقاتلين المعارضين الذين حطموا مجسماً للرئيس السابق حافظ الاسد وصورة للرئيس الحالي بشار الاسد.

ولفت المرصد الى ان اشتباكات تدور بالقرب من قيادة الشرطة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، أسفرت عن سقوط مقاتل معارض.

وجنوباً، تدور اشتباكات عنيفة في بلدة الشيخ مسكين في درعا، بينما اشتبك مقاتلون معارضون مع دورية أمنية في قرية السيد حمود في الحسكة، ما أسفر عن مقتل وجرح عناصر الدورية. وقال المرصد ان اشتباكات عنيفة تدور قرب مقر الجيش الشعبي في مدينة ادلب (شمال غرب)، بينما قتل مدنيان إثر القصف الذي تعرضت له بلدة حيش في ريف إدلب.

ومن طهران، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الايراني علي أكبر صالحي، امس، أن الجيش السوري سيقضي على المسلحين في مدينة حلب التي يشن هجوماً عليها منذ أول من أمس. وقال المعلم «لقد تجمعت كل القوى المعادية لسورية في حلب لمقاتلة الحكومة وسيتم القضاء عليها بلا شك»، مضيفاً ان الشعب السوري يقاتل الى جانب الجيش ضد المسلحين المعارضين. وقال المعلم «ان سورية تستهدف بمؤامرة عالمية أدواتها دول المنطقة»، مؤكداً ان الشعب السوري «مصمم على القضاء على المؤامرة». واكد الوزير السوري ايضاً ان وجهات نظر ايران وسورية حول الوضع في سورية متطابقة تماماً. وحذر وزير الخارجية الإيراني دول المنطقة من أن أي تحرّك خطأ ضد سورية سترتدّ عواقبه عليهم وستتجاوز سورية والمنطقة، معتبراً أن الحديث عن حكومة انتقالية بسورية وهمٌ. وقال صالحي في المؤتمر الصحافي مع المعلم «نأمل من مجموع دول المنطقة اتخاذ الحيطة والحذر والتدبّر في قراراتهم، فإذا تحركوا في الاتجاه الخطأ (ضد سورية) فإن عواقب ذلك سترتد عليهم». وأضاف أن إسرائيل «تحرّك قوى عالمية ضد سورية وقد اتخذ قرار بإسقاط نظامها»، محذراً من أن عواقب ما يحصل في سورية سيتجاوز سورية و المنطقة.

تويتر