30 قتيلاً.. والأسد يلتقي أنان ويربط نجاح خطته بـ «وقف الإرهاب»

الغرب يطرد سفراء سورية.. و«الـمجلس الوطني» يطالب بقوة لحماية المـدنيين

أنان أبلغ الأسد قلق المجتمع الدولي إزاء ارتفاع وتيرة العنف في سورية. أ.ب

تشددت الدول الغربية، أمس، في مواقفها حيال نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مع إعلان الدول الأوروبية الكبرى وأميركا وكندا واستراليا طرد سفراء ودبلوماسيين سوريين في عواصمها، رداً على مجزرة الحولة (ريف حمص) التي خلّفت 108 قتلى، من بينهم 49 طفلاً، فيما رحب المجلس الوطني السوري المعارض بقرار طرد الدبلوماسيين، داعياً الى استخدام القوة لوقف «عمليات الإبادة». في حين أعلن الاسد لمبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية كوفي أنان الذي التقاه، أمس، أن نجاح خطة السلام التي وضعها أنان يعتمد على وقف «الاعمال الارهابية وتهريب السلاح»، بينما أبلغ أنان الرئيس السوري قلق المجتمع الدولي إزاء العنف في سورية. في وقت قتل فيه 30 شخصاً في استمرار الاشتباكات بين الجيش السوري ومنشقين، وعمليات أمنية.

وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند طرد سفيرة سورية في باريس لمياء شكور، وأكد ان اجتماعاً لمجموعة «أصدقاء سورية» سيعقد مطلع يوليو في العاصمة الفرنسية.

وقال هولاند «أجريت محادثة أمس (الاثنين) مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. وتحادث وزير الخارجية لوران فابيوس مع الامين العام للامم المتحدة (بان كي مون) واتفقنا على ممارسة بعض الضغوط على سورية». وحرص الرئيس الفرنسي على التوضيح على انه «قرار احادي الجانب من فرنسا، لكنه اتخذ بالتشاور مع شركائنا». وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية انه تم تبليغ القرار الى السفيرة السورية التي أعلن أنها «شخص غير مرغوب فيه»، وكذلك «اثنين من موظفي السفارة».

وبعيد ذلك أعلنت وكالة الانباء الالمانية استدعاء سفير سورية في المانيا لابلاغه بقرار طرده في مهلة 72 ساعة.

كذلك تبلغ القائم بالأعمال السوري في لندن غسان دلة، الذي استدعته، أول من أمس، وزارة الخارجية البريطانية قرار طرده. ولم يعد لسورية اي سفير في بريطانيا منذ اشهر عدة، لذلك فإن القائم بالاعمال هو اعلى ممثل لها في المملكة المتحدة.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إن «القائم بالاعمال طرد. وسيعطي وزير الخارجية (وليام هيغ) تفاصيل قريباً جداً». وأكد هيغ بعيد ذلك القرار على حساب وزارة الخارجية على موقع «تويتر»، موضحا انه طلب من دبلوماسيين سوريين اثنين آخرين مغادرة بريطانيا.

وكانت وزارة الخارجية البريطانية استدعت القائم بالاعمال السوري غسان دلة الاثنين، ليبلغه موظف كبير في الوزارة ادانة مجزرة الحولة «المشينة».

وطلبت لندن أيضاً إجراء تحقيق دولي وكشف منفذي المجزرة التي ارتكبت الجمعة، وذكرت بان مسؤولية انهاء اعمال العنف تعود «مباشرة» الى النظام السوري.

بدورها أعلنت وزارة الخارجية الايطالية انها استدعت سفير سورية في روما لابلاغه بانه «شخص غير مرغوب فيه»، وطرده ردا على «أعمال العنف ضد المدنيين التي تتحمل مسؤوليتها الحكومة السورية».

وأوضحت الوزارة في بيان أن هذا التدبير «توسع ليشمل موظفين عديدين في السفارة»، وأضافت أن الحكومة تعتزم بذلك تأكيد استيائها مجدداً إزاء مجزرة الحولة، موضحة أن هذا التدبير تم «التنسيق بشأنه مع الشركاء الاوروبيين الآخرين».

بدورها قررت اسبانيا طرد سفير سورية في مدريد، ردا على «القمع غير المقبول الذي يمارسه النظام على السكان»، كما أعلنت وزارة الخارجية.

وقالت الوزارة في بيان إن إسبانيا قررت أيضاً طرد أربعة دبلوماسيين سوريين معتمدين في مدريد، مؤكدة لدمشق «رفضها الحازم للعنف الذي يمارس ضد المدنيين». وأعلنت مدريد أن السفير حسام الدين علان شخص غير مرغوب فيه «بسبب القمع غير المقبول الذي يمارسه النظام السوري على شعبه»، بحسب البيان الذي اوضح أن الدبلوماسيين امهلوا 72 ساعة لمغادرة إسبانيا.

كما أعلن وزير الخارجية الكندي جون بيرد، أن كندا أمرت بطرد الدبلوماسيين السوريين الذين لايزالون معتمدين في اوتاوا.

وقال بيرد «إن كندا هي في الصفوف الاولى للحملة الرامية الى عزل الاسد ونظامه على الساحة الدولية، والتخفيف من انعكاسات ازمة انسانية متفاقمة».

وامهل الدبلوماسيين السوريين وعائلاتهم خمسة ايام لمغادرة كندا.

كما أعلنت استراليا، أمس، طرد دبلوماسيين سوريين اثنين اثر مجزرة الحولة، موضحة ان دولاً اخرى ستتخذ قرارات مماثلة.

وقال وزير الخارجية بوب كار إن القائم بالاعمال السوري جودت علي أرفع دبلوماسي سوري في استراليا، ودبلوماسي آخر امهلا 72 ساعة لمغادرة البلاد.

وفي واشنطن، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند في بيان، أن الولايات المتحدة قررت طرد القائم بالاعمال السوري في واشنطن زهير جبور «ردا على مجزرة الحولة».

وفي بروكسل صرح دبلوماسي أوروبي انه لا يوجد في هذه المرحلة اي تنسيق للطرد على مستوى الاتحاد الاوروبي، لكن دبلوماسيا اوروبيا في باريس صرح ان القرار هو موضع تشاور على الاقل بين باريس وبرلين ولندن. وهذه المسألة مطروحة على جدول أعمال اجتماع يعقده سفراء دول الاتحاد الاوروبي الـ.27 وأغلقت معظم الدول الغربية ممثلياتها الدبلوماسية في العاصمة السورية أثناء موجة القمع وعمليات القصف على حمص بوسط سورية.

ورحب المجلس الوطني السوري المعارض بقرار هذه الدول طرد دبلوماسيين سوريين ردا على مجزرة الحولة. ودعا المجتمع الدولي الى إصدار قرار في مجلس الامن يتيح استخدام القوة لمنع «عمليات الابادة والقتل» في سورية.

وعبر المجلس في بيانعن «دعمه الكامل لتلك الخطوات التي بدأتها استراليا وفرنسا»، داعياً المجتمع الدولي الى «قطع العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع النظام السوري، وإبعاد جميع ممثليه». وطالب المجلس المجتمع الدولي «باتخاذ إجراءات فاعلة وفي المقدمة منها السعي لدى مجلس الامن لاصدار قرار تحت الفصل السابع، يتيح استخدام القوة اللازمة لمنع عمليات الابادة والقتل التي تنفذها كتائب النظام».

وأثارت مجزرة الحولة (وسط) استنكار المجتمع الدولي. في سياق متصل، التقى أنان الاسد في دمشق. وأعلن الاسد لأنان ان نجاح خطة السلام التي وضعها الأخير يعتمد على وقف «الاعمال الارهابية وتهريب السلاح»، بحسب ما اورد التلفزيون السوري. وابلغ الاسد انان، بحسب ما نقل التلفزيون في شريط اخباري عاجل على شاشته، ان «نجاح خطته يعتمد على وقف الأعمال الإرهابية ومن يدعمها ووقف تهريب السلاح».

وشدد الاسد على «ضرورة التزام الدول التي تقوم بتمويل وتسليح المجموعات الارهابية المسلحة بخطة انان، واختبار توافر الارادة السياسية لدى هذه الدول للمساهمة في وقف الارهاب».

وقال بيان صادر عن أحمد فوزي المتحدث باسم أنان، في جنيف، ان أنان بحث مع الرئيس السوري «قلق المجتمع الدولي إزاء العنف في سورية، بما فيه الاحداث الاخيرة في الحولة».

وقال البيان إن أنان «عرض للرئيس بعبارات صريحة رؤيته، ومفادها انه لا يمكن لخطته المؤلفة من ست نقاط أن تنجح من دون خطوات جريئة لوقف العنف وإطلاق المعتقلين». وشدد أنان على «أهمية التطبيق الكامل للخطة».

في هذا الوقت، تواصلت الاشتباكات واعمال العنف في عدد من المناطق السورية مسفرة عن سقوط 30 قتيلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد السوري في بيانات متلاحقة ان ثلاثة مواطنين قتلوا في سقوط قذائف مصدرها القوات النظامية على قرية البويضة الشرقية في ريف مدينة القصير في محافظة حمص في وسط البلاد، كما قتل شخص في قرية عز الدين في المحافظة نفسها. وقتل سبعة اشخاص في مدينة حمص، بينهم مدرسة برصاص قناص وشاب في سقوط قذيفة على حي الصفصافة في المدينة. وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل مدني اثر اصابته باطلاق رصاص في مدينة معرة النعمان التي «شهدت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب المعارضة المقاتلة». وفي مدينة حماة (وسط)، قتل مواطنان اثر اصابتهما برصاص قناص في حي طريق حلب.

كما قتل شاب في قرية التويني في ريف حماة اثر اطلاق رصاص عشوائي من القوات النظامية بحسب نشطاء من المنطقة.

وفي ريف دمشق، قتل مواطن في بلدة عين ترما اثر إصابته برصاص عشوائي من القوات النظامية السورية.

واندلعت اشتباكات عنيفة في مدينة قطنا بين القوات النظامية ومنشقين اثر اقتحام الجيش للمدينة، أسفرت عن مقتل مدني وجرح آخر واعتقال العشرات واحراق عدد من المنازل، بحسب المرصد.

وتعرضت بلدة الاتارب في محافظة حلب (شمال)، لاسيما الحي الشرقي، لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة وقذائف مصدرها القوات النظامية السورية ترافقت مع تحليق لطائرات حوامة، ما اسفر عن مقتل شخص، وقتل آخر في قرية باتبو بنيران القوات النظامية، وآخر تحت التعذيب في منغ في الريف الحلبي ايضا.

وقتل في الاشتباكات خمسة من العناصر المنشقين من بينهم ضابطان وشرطي منشقون.

وفي مدينة الرقة (شمال شرق)، قتل «ضابط برتبة ملازم اول ومساعد اثر اشتباكات مع مقاتلين من الكتائب المقاتلة المعارضة فجرا هاجموا دورية امنية قرب مبنى فرع الامن الجنائي»، بحسب المرصد. وفي دير الزور (شرق) قتل مواطن تحت التعذيب لدى اجهزة الامن بعد اعتقاله في تظاهرة. وعثر على جثة 13 مواطنا مجهولي الهوية في ريف دير الزور. وفي درعا (جنوب)، قتل شخصان برصاص القوات النظامية. واسفرت اعمال العنف، أول من أمس، عن مقتل 64 شخصا بينهم 36 جنديا في القوات النظامية.

وبين القتلى، المخرج السوري الشاب باسل شحادة، الذي عاد الى بلاده من الولايات المتحدة قبل ثلاثة اشهر، بحسب ما تفيد صفحة على موقع «فيس بوك» الالكتروني خصصت له. وقالت لجان التنسيق المحلية في بيان إن «لدى الشهيد العديد من الاعمال التوثيقية حول الثورة».

وذكرت انه استقر في حمص بعد عودته «ليصبح أحد أهم وأشجع مصوري حمص»، مشيرة الى أنه «يدرس مادة المونتاج لمصوري حمص، وقد درب وعلم أكثر من 15 شخصا خلال فترة إقامته في حمص».

تويتر