متمردون يعلنون مقتل 79 عسكرياً في ولاية النيل الأزرق.. ومقتل 11 جندياً من إفريقــــيا الوسطى

السودان يعلن تحرير هجليج من جيش الجنوب

سودانيون يحتفلون بتحرير هجليج أمام القيادة العامة للجيش في الخرطوم. إي.بي.إيه

أعلن السودان، أمس، أن قواته المسلحة حررت هجليج بالكامل، وذلك بعد وقت قصير من إعلان جنوب السودان أنه بدأ انسحاباً غير مشروط من المنطقة النفطية المتنازع عليها. وتزامن ذلك مع إعلان مجموعة متمردة أنها قتلت 79 من افراد الجيش السوداني وعناصر القوات شبه العسكرية في كمينين في ولاية النيل الازرق، وكذلك مقتل 11 من جنود إفريقيا الوسطى المشاركين في مهمة في السودان.

وتفصيلاً، قال وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم محمد حسين، في خطاب نقله التلفزيون، أمس، إن القوات المسلحة تمكنت من تحرير هجليج. وأضاف حسين أن «القوات المسلحة، بمشاركة القوات النظامية الأخرى وقوات المجاهدين، تمكنت من تحرير مدينة هجليج عند الساعة الثانية من ظهر الجمعة من دنس غزاة دولة الجنوب». وقال الوزير للتلفزيون الرسمي وهو يرتدي الزي العسكري، إن القوات السودانية استطاعت أن تحرّر المدينة بالكامل من غير أن تحدث أضرار فادحة بالمنشآت. وأضاف أن «قواتنا تمكنت من تحرير المدينة بالقوة واستعادتها». وتابع: «بخصوص هذه المنطقة التي يمثل إنتاجها النفطي نصف قدرات السودان منذ التقسيم في يوليو ،2011 فإن الجنود اقتربوا من هجليج بحذر، لتفادي تدمير ما تبقى من البنى التحتية، بعد أن استولى عليها جيش جنوب السودان في العاشر من أبريل». وتابع أن «عدونا تكبد خسائر بشرية ومادية فادحة».

واعتبر الرئيس السوداني عمر البشير أمام تجمع في الخرطوم احتفاء بإعادة السيطرة على هجليج، أن قواته هزمت جيش جنوب السودان. وقال البشير مرتدياً الزي العسكري أمام آلاف من أنصاره تجمعوا أمام مقر رئاسة أركان الجيش في الخرطوم «ليس هناك انسحاب طوعي من هجليج تحت ضغط دولي، نحن ضربناهم عنوة وقوة، هم بدأوا القتال ونحن الذين نعلن متى ينتهي، والزحف لن يقف. الحرب بدأت ولن تنتهي».

وكان جنوب السودان أعلن في وقت سابق أمس، أنه سيبدأ انسحاباً فورياً لقواته من هجليج في أعقاب أسوأ أعمال عنف على الحدود بين السودان وجنوب السودان منذ الانفصال. وقال وزير إعلام جنوب السودان بارنابا ماريال بنجامين للصحافيين إن الانسحاب سيكتمل في غضون ثلاثة أيام. وصرح بنجامين بأن جنوب السودان يريد تحديد مصير هجليج بواسطة التحكيم الدولي.

وقال بنجامين إنه في ضوء أوامر رئيس جنوب السودان، سلفاكير «تعلن جمهورية جنوب السودان أنه صدرت أوامر لقوات الجيش الشعبي لتحرير السودان بالانسحاب من بانتو (هجليج)». وأضاف «الانسحاب المنظم سيبدأ على الفور، وسيستكمل خلال ثلاثة أيام».

وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أجوير، في وقت سابق امس ان «القصف الجوي أدى إلى اشتعال النار في منشأة المعالجة المركزية في هجليج». وأضاف أن طائرة من طراز ميج قصفت المنشآت النفطية، أول من أمس، في هجليج وأصيبت إحدى المنشآت، وهي منشأة المعالجة المركزية التي تفصل الماء عن النفط الخام»، مضيفاً «اشتعلت فيها النيران واحترقت». وقال أجوير إن الحقل كان تحت سيطرة الجنوب، بعد أن صد هجوماً واسع النطاق، لكن لم يرد تعليق فوري على مزاعمه من المسؤولين السودانيين.

وكان الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون قد اعتبر، أول من أمس، أن سيطرة قوات جنوب السودان على منطقة هجليج النفطية «غير شرعية»، وطلب من الخرطوم وجوبا التفاوض لتحاشي الحرب. وطلب بان من جنوب السودان الانسحاب فوراً من منطقة هجليج الحدودية. وقال للصحافيين انه انتهاك لسيادة السودان وعمل غير شرعي. واضاف ان على السودان ان يكف فوراً عن قصف اراضي جنوب السودان، وأن يسحب قواته من الاراضي المتنازع عليها، خصوصا من ابيي. واشار الى انه يتوجب على الدول التي لها نفوذ على الحكومتين ان تضاعف الجهود في هذا الظرف الدقيق. واوضح ان «آخر شيء يحتاج اليه شعبا هذين البلدين هو حرب جديدة من شأنها ان تسقط عددا كبيرا من الضحايا وتدمر فرص السلام والاستقرار والازدهار لجميع السودانيين».

وكان المبعوث الاميركي للسودان وجنوب السودان برنستون لايمان، قال اول من امس، إن البلدين يريدان إيجاد سبل لتجنب اندلاع حرب شاملة مع تصاعد العنف وتهديد الرئيس السوداني عمر البشير بالقتال ضد جارته الجنوبية.

من جهتها، قالت بعثة الاتحاد الافريقي والامم المتحدة في دارفور، أمس، انها تخشى ان يستغل متمردو هذه المنطقة الواقعة غرب السودان والتي تشهد حربا اهلية، التوتر بين جوبا والخرطوم. وجاء تعليق رئيس البعثة ابراهيم غمبري ردا على ثلاث هجمات شنها متمردون في دارفور الثلاثاء الماضي. وقال في بيان «في سياق التوتر المزمن بين السودان وجنوب السودان اشعر بقلق كبير ان تسعى الحركات المسلحة الى زعزعة الاستقرار في دارفور».

في الأثناء أكدت مجموعة سودانية متمردة لوكالة فرانس برس، أمس، انها قتلت 79 من افراد الجيش السوداني وعناصر القوات شبه العسكرية في كمينين في ولاية النيل الازرق المجاورة لجنوب السودان والتي تشهد معارك عنيفة منذ سبتمبر. وقال الناطق باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان-الشمال، ارنو نغوتولو لودي، ان الجنود وافراد الميليشيا الـ79 قتلوا في كمينين نصبا الثلاثاء والاربعاء الماضيين في منطقة تبعد نحو 35 كيلومتراً عن الدمازين عاصمة النيل الازرق.

واوضح لودي ان 67 جندياً وعنصر ميليشيا قضوا في في كمين نصب لقافلة عسكرية، كما قتل 12 آخرون في الهجوم الثاني.

وأضاف «في احد الكمينين سقط لنا ثلاثة قتلى وجريحان»، موضحاً أن خمسة متمردين اصيبوا بجروح في الهجوم الآخر. كذلك اشار الى اسر تسعة اشخاص بحسب قوله. واشار لودي الى تجدد المعارك في النيل الازرق منذ العاشر من ابريل عندما استولت قوات جنوب السودان على منطقة هجليج الواقعة في ولاية جنوب كردفان المجاورة. واتهم المتحدث باسم المتمردين الخرطوم باستخدام موضوع هجليج لتعبئة ميليشياتها ومقاتلين آخرين ضد الجيش الشعبي لتحرير السودان - الشمال.

من جهتها، أفادت مصادر متطابقة لوكالة فرانس برس ان 11 من جنود افريقيا الوسطى المشاركين في مهمة في السودان في اطار القوة الثلاثية (السودان- تشاد- افريقيا الوسطى) لمراقبة حدود الدول الثلاث قتلوا الاربعاء الماضي في اطلاق قذائف. وقال مصدر حكومي في بانغي، طالبا عدم كشف اسمه «سقط 11 قتيلا وتسعة جرحى في صفوف (جنود) افريقيا الوسطى. واستهدف الهجوم قيادة القوة الثلاثية المتمركزة في السودان في منطقة ام دافوك (الحدود الثلاثية)، ونسب الهجوم الى متمردين جاءوا من جنوب السودان».

تويتر