مراقبون دوليون إلى دول الجوار لتوثيق فظائع النظام السوري.. والعربي يطالب بـ «تحـــقيق دولي»

90 قتـيلاً بينهم 55 بمجـزرة فـي إدلب

تظاهرة ضد الأسد أمام السفارة السورية في عمان. رويترز

ارتكب الجيش السوري، أمس، مجزرة في إدلب قتل خلالها 55 شخصا بينهم 40 أعدموا بالقرب من جامع بلال في المدينة غداة مجزرة في حمص راح ضحيتها 57 شخصا بينهم 47 امرأة وطفل.

فيما قتل 35 شخصا بينهم 23 عسكريا، في قصف نفذته قوات الرئيس بشار الأسد واشتباكات مع «الجيش السوري الحر».

في وقت أعلنت فيه الأمم المتحدة إرسال مراقبين إلى الدول المجاورة لسورية لجمع معلومات عن «انتهاكات وفظائع»، ارتكبت في هذا البلد، في حين طالب الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بـ«تحقيق دولي» في الجرائم ضد المدنيين، خصوصا في حمص وإدلب.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن جيش النظام السوري ارتكب مجزرة جديدة في إدلب، قتل خلالها 55 شخصا بينهم 40 أعدموا بالقرب من جامع بلال في المدينة، و15 آخرون جراء قصف قوات النظام مناطق تقع شمال وغرب المدينة.

وكان شبيحة النظام قد ارتكبوا مذبحة أخرى، أول من أمس، ذبحوا خلالها 57 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال في مدينة حمص (وسط).

وذكرت قناة «العربية» الفضائية أن قوات النظام شنت حملات نهب وحرق لمنازل الناشطين والمحال التجارية، في حيي الثورة والضبيط، بمحافظة إدلب.

وواصلت قوات النظام عملياتها في مناطق بوسط وشمال البلاد، ما أجبر العشرات على النزوح واللجوء إلى دول الجوار.

وقال الناشط محمد عبدالله إن الدبابات تقصف، منذ صباح أمس، مناطق في إدلب بالمدفعية الثقيلة. وأضاف أنه تم اعتقال نساء وأطفال من إدلب رهائن لإجبار أبنائهم أو أزواجهم من المناهضين للنظام على تسليم أنفسهم، واضطر كثيرون من سكان المناطق الحدودية الشمالية إلى الفرار إلى الأراضي التركية.

وقال عبدالله «يعيش الناس حالة من الرعب، لأنهم قد يلقون مصير من ذبحوا في حمص إذا بقوا».

وأكد ناشطون على الحدود اللبنانية السورية، أن نحو 35 أسرة وصلت الليلة قبل الماضية إلى مدينة طرابلس الساحلية اللبنانية، بعدما فروا من حمص.

وقال الناشط (أبوعماد) من شمال لبنان «إنهم يمرون بصدمات نفسية ويشعرون بالذعر، بعدما رأوا ما حدث لأهل حمص، لذا قرروا الهرب لحماية أسرهم».

في سياق متصل، قتل 34 شخصا خلال حوادث متفرقة، في عدد من المدن السورية.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان، إن 12 من قوات الامن السورية كانوا في طريقهم لتنفيذ حملة اعتقالات في مدينة داعل، الواقعة في ريف درعا (جنوب)، قتلوا اثر كمين نصبته مجموعة منشقة لحافلة صغيرة كانت تقلهم عند المدخل الجنوبي للمدينة.

وأضاف المرصد ان خمسة من العناصر المنشقة جرحوا خلال الاشتباكات التي دارت مع القوات التي وصلت لإخلاء القتلى.

وفي ريف ادلب (شمال غرب)، أكد المرصد مقتل ما لا يقل عن 10 عناصر من القوات النظامية اثر هجوم نفذته مجموعة منشقة على حاجز شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي في مدينة معرة النعمان، كما قتل شخص في مدينة معرة النعمان إثر اطلاق نار رشاشات ثقيلة تتعرض له المدينة من قبل القوات السورية، منذ صباح أمس.

وأشار المرصد الى العثور على جثامين ستة أشخاص قرب قرية معرة شورين ووفاة شخص في سرمين مـتأثرا بجروح أصيب بها.

وذكر المرصد أن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية السورية، ومجموعات منشقة مسلحة، في محيط بلدة البارة بجبل الزاوية.

وأضاف ان «مجموعة منشقة مسلحة استهدفت آليات عسكرية ثقيلة في مدينة خان شيخون، عند مفرق بلدة التماتعة، ما ادى الى اعطاب آليتين والاستيلاء على اخرى».

وفي وسط البلاد، نقل المرصد عن سكان ان سيدة قتلت إثر اطلاق نار من القوات النظامية في مدينة تلكلخ (ريف حمص)، وقتل سبعة «بنيران القوات النظامية والشبيحة في حيي كرم الزيتون وباب الدريب» في مدينة حمص.

وفي ريف حلب (شمال)، قال المرصد في بيان، إن شابا «استشهد في مدينة اعزاز التي دارت فيها اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة، كما سقط في الاشتباكات عنصر من القوات النطامية».

وفي ريف دمشق، قتل شاب «إثر اصابته باطلاق رصاص خلال حملات الدهم التي نفذتها القوات السورية، أمس، في مدينة دوما، كما هز انفجاران شديدان حي المساكن في دوما تبعهما اطلاق رصاص كثيف ودخول قوات حفظ النظام الى حي المساكن وحي الجورة ترافقها ثلاث ناقلات جند مدرعة وبدأت حملة دهم في المنطقة، كما قصفت القوات السورية مدينة الاتارب في الريف الغربي لحلب المتصل مع ريف ادلب.

وفي محافظة دير الزور (شرق)، نفذت القوات النظامية السورية حملة دهم واعتقالات في مدينة القورية بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية، وترافقت الحملة مع إطلاق رصاص كثيف بحسب المرصد.

وأكد المرصد ان الحملة اسفرت عن «إصابة ثلاثة مواطنين بجروح، أحدهم في حالة حرجة واعتقال 28 مواطنا».

على الصعيد الدبلوماسي، أعلنت مساعدة المفوضة العليا لحقوق الانسان كيونغ-وا كانغ، أمس، أنه سيتم ارسال مراقبين من الامم المتحدة، هذا الاسبوع، الى الدول المجاورة لسورية، لجمع معلومات عن «انتهاكات وفظائع»، ارتكبت في هذا البلد.

وقالت أمام مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة «نسعى قدر الامكان الى المحافظة على اتصالات (مع اشخاص) على الارض».

وأضافت «سنرسل هذا الاسبوع الى المناطق الحدودية للدول المجاورة (لسورية)، مراقبين مكلفين بجمع معلومات ووثائق عن الانتهاكات والفظائع».

وجاء تصريحها في حين يناقش مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة، منذ الاثنين، التقرير الثاني للجنة التحقيق الدولية حول سورية.

في سياق متصل، طالب العربي الثلاثاء بـ«تحقيق دولي» في الجرائم ضد المدنيين السوريين خصوصا بحمص وإدلب. وقال العربي، في بيان، «إن ما تناقلته وسائل الاعلام من مشاهد مريعة حول الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الابرياء، في حمص وإدلب وأنحاء مختلفة من سورية، يمكن وصفها بأنها جرائم ضد الانسانية، لا يجوز من الناحية الاخلاقية والانسانية السكوت عن مرتكبيها، ولابد من ان يكون هناك تحقيق دولي محايد، يكشف حقيقة ما يجري من احداث، ويكشف المسؤولين عن هذه الجرائم ويقدمهم للعدالة».

تويتر