مقتل 20 مدنياً و6 عسكريين في حمص وإدلب

أميركا تتحدث عن عروض عربية للجــوء الأسد.. وتعيد سفيرها إلى دمشق قـريباً

جثة أحد الثوار الذي قتل في دمشق أول من أمس. أ.ب

أعلن مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان أمام مجلس الشيوخ ان بعض القادة العرب قالوا في أحاديث خاصة إنهم عرضوا اللجوء على الرئيس السوري بشار الاسد لإقناعه بالتخلي عن السلطة، واعتبر ان الاحتجاجات المسلحة ضد نظام الاسد «غير مجدية»، مؤكداً عودة السفير إلى دمشق قريباً، في حين ان وزارته تطالب باستمرار التظاهرات السلمية، وحذرت واشنطن المتظاهرين السوريين من أنه سيكون من «غير الحكمة» قبول عرض العفو الذي طرحته الحكومة السورية، في ضوء سجل النظام السوري الزاخر بأعمال العنف، في وقت أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 20 مدنياً وستة عسكريين في حمص وإدلب، أمس، خلال عمليات يقوم بها الجيش السوري ضد مسلحين يعتقد أنهم فارون من الجيش.

وتفصيلاً، قال فيلتمان، امام لجنة فرعية للخارجية في مجلس الشيوخ «بشار الاسد انتهى». وأكد ان «كل القادة العرب تقريبا يقولون الشيء نفسه.. ينبغي ان ينتهي نظام الاسد. التغيير في سورية حتمي». وأضاف ان «عددا من القادة العرب بدأوا باقتراح اللجوء على الأسد لدفعه الى التخلي عن السلطة بهدوء وبسرعة».

واعتبر فيلتمان ان «الاحتجاجات العنيفة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد غير مجدية».

وأوضح ان الولايات المتحدة «شجعت» على سلمية المعارضة. وأضاف «نعتقد انه في الظرف الراهن تكمن قوتهم في التظاهرات السلمية»، مشيرا خصوصا الى التجار السوريين الذين يقفلون محالهم تضامنا مع حركة المعارضة. وقال ايضا «نشجع المعارضة وحلفاءنا في المنطقة على الاستمرار في رفض العنف. عدم التخلي عن العنف، صراحة، يجعل القمع الوحشي للنظام أكثر سهولة».

وأشار الى ان «المقاومة المسلحة» ستصب في مصلحة النظام وستقسم المعارضة. ووصف الدبلوماسي الاميركي مثل هذه المقاومة بأنها ستكون «وبالاً» على أعداء النظام. وأضاف ان «بشار الأسد يدمر سورية ويزعزع المنطقة»، مضيفاً «رسالتنا الى الرئيس الاسد بسيطة: استقل واترك مواطنيك يبدأون المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية»، موضحاً انه مع العقوبات المفروضة على دمشق «زادت عزلة سورية». واكد عودة السفير الاميركي في سورية روبرت فورد قريباً، موضحاً «خلال اسابيع، اعني ايام او اسابيع».

من ناحيته، قال مسؤول آخر في وزارة الخارجية هو لوك برونين ان رسالة واشنطن الى الاسد هي التالية: «استمرار القمع سيزيد من عزلتكم». ورداً على سؤال حول العلاقات بين سورية وايران، أكد فيلتمان ان طهران تقدم «خبراتها ومساعداتها التقنية للقيام بأشياء سيئة». واضاف «لكن في الوقت نفسه ايران متضايقة» ومدركة ان الاسد قد «لا يستمر». واشار الى انه يتوجب على ايران «البدء بالتركيز على مرحلة ما بعد الاسد».

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر «إننا نعتقد أنه سيكون من غير الحكمة أن يسلم معارضو النظام أنفسهم بهذه البساطة». وأضاف «في ضوء سجل نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد الزاخر بعدم احترام القانون والتعذيب والوحشية ضد المعارضة، فإننا لا نعتقد أن تسليم أنفسهم طواعية لنظام الأسد يصب في مصلحة أحد».

وعلى خط مواز، اتهمت سورية الولايات المتحدة، في بيان في مجلس الامن الدولي، بالتدخل في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ اشهر من خلال نصحها السوريين عدم الاستسلام للشرطة رغم صدور وعد بالعفو عنهم من قبل السلطات السورية، وطالبت الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، بالرد على تصريح مصدر في وزارة الخارجية الأميركية، رأت فيه دمشق تشجيعاً للدول العربية على الانضمام إلى المقاطعة السياسية والاقتصادية ضدها وتجاوزاً لميثاق الجامعة وأسس العمل العربي المشترك.

وانتقد سفير فرنسا في الامم المتحدة جيرار ارو «لا مبالاة» بعض اعضاء مجلس الامن الدولي حيال قمع المتظاهرين في سورية، في حين دعت نظيرته الاميركية سوزان رايس المجلس الى تحمل «مسؤولياته»، وأضافت انه رغم الفيتو المزدوج الروسي الصيني، فإن «الازمة في سورية تبقى على جدول اعمال مجلس الامن ولن نتوقف حتى يضطلع هذا المجلس بمسؤولياته».

من جانبه، قال المرصد في بيان إن 16 مدنياً، بينهم طفلة في الثامنة من العمر، قتلوا برصاص قوات الأمن في حمص الواقعة في وسط سورية، ويطوقها الجيش السوري الذي يقوم بعملية تفتيش بحثاً عن ناشطين يطالبون بالديمقراطية. وأضاف ان «قوات الامن السورية اعتقلت ثلاثة جرحى اصيبوا خلال مداهمات وكانوا يتلقون العلاج بمشفى خاص في حي الوعر» في حمص.

وفي محافظة ادلب، قتل أربعة أشخاص أحدهم في كفرومة، وآخر في بنش، واثنان في خان شيخون «خلال مداهمات بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية».

وفي المحافظة نفسها، قال المرصد ان «اربعة من جنود الجيش السوري على الاقل قتلوا في هجوم نفذه مسلحون يعتقد أنهم منشقون على حاجز للجيش في بلدة حاس قرب مدينة معرة النعمان».

وتحدث المرصد عن «مقتل ضابط برتبة ملازم أول وجندي من الجيش النظامي السوري وإصابة خمسة جنود بجروح في هجوم نفذه مسلحون يعتقد أنهم منشقون على حاجز في قرية المربعية شرق مدينة دير الزور» شرق سورية.

وفي دمشق، قال المرصد ان «قوات الامن السورية التي اقتحمت حي برزة من طريق مستشفى تشرين العسكري تنفذ حملة اعتقالات عشوائية في شوارع الحي».

تويتر