الأمم المتحدة تدعو إلى حماية المدنيين السوريين.. وتتحدث عن سقوط 3000 قتيل

مقتل 12 في تظاهرات عارمة ضدّ الأسد في جمعة « أحرار الجيش »

امرأة ترفع علامة النصر خلال تظاهرة ضد الأسد أمام السفارة السورية في عمان. أ.ف.ب

قتل 12 مدنياً، أمس، عندما فتح رجال الأمن النار لتفريق تظاهرات حاشدة عمت المدن والبلدات والقرى السورية، تطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد في جمعة اطلق عليها اسم «أحرار الجيش». فيما دعت المفوضة العليا للامم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي، الاسرة الدولية الى اتخاذ «تدابير عاجلة» لحماية المدنيين في سورية، معربة عن تخوفها من اندلاع «حرب أهلية»، مؤكدة سقوط أكثر من 3000 قتيل منهم 187 طفلا.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن، إن 12 متظاهراً قتلوا، أمس، منهم سبعة في داعل الواقعة في ريف درعا (جنوب)، وسيدة وفتى في انخل (ريف درعا)، ومتظاهر في سقبا (ريف دمشق)، ومتظاهر في حي القدم في دمشق، وآخر في عندان الواقعة في ريف حلب (شمال).

وأشار الى «إصابة أكثر من 30 شخصاً بجراح، خمسة منهم حالتهم حرجة في داعل».

وأضاف أن ثلاثة متظاهرين جرحوا في مدينة الكسوة (ريف دمشق) برصاص الامن الذي اطلق النار لتفريق متظاهرين نددوا بالنظام السوري.

وأشار إلى ان «تظاهرات حاشدة خرجت في العديد من المدن السورية على الرغم من الانتشار الامني الكثيف، مؤكداً ان «المدن التي لم تشهد تظاهرات كانت تشهد حملات اعتقالات أمنية».

وأوضح عبدالرحمن ان «تظاهرة حاشدة خرجت في مدينة دير الزور (شرق) هي الاكبر منذ خروج الجيش السوري من هذه المدينة في شهر اغسطس الماضي.

وفي ريف ادلب (شمال غرب)، خرجت تظاهرات في «معرة النعمان وسراقب وسرمين وكفرنبل وبنش وحيش ومعرة حرمة وكفرسجنة وكفرخرمة ومعرتمصرين وخان السبل وتفتناز»، بحسب المرصد.

وأضاف « كما خرجت تظاهرات في احياء عدة في حمص (وسط) واللاذقية (غرب) وفي ريف دمشق، كما في القابون والزبداني والقدم».

وذكر عبدالرحمن ان «رجال الامن اطلقوا النار في أحياء الغوطة وباب السباع في حمص، وفي حي الجبيلة في دير الزور».

وفي بانياس، قال مدير المرصد ان «الامن اقتحم مسجد ابوبكر الصديق في بانياس (غرب) بعد ان لجأ إليه متظاهرون وقام باعتقال خمسة منهم». وأفاد المرصد أن 36 شخصاً بينهم 25 عسكرياً قتلوا، أول من أمس، في سورية، بينما اصيب عشرات بجروح «حرجة».

من جهتها، أفادت لجان التنسيق المحلية عن «إطلاق نار كثيف في حي القصور في حماة (وسط)، وفي عندان في ريف حلب (شمال)»، مشيرة الى «أنباء عن سقوط جرحى». وأشارت الى خروج «أكثر من 4000 متظاهر في معرة حرمة الواقعة في ريف ادلب يهتفون لأحرار الجيش ويطالبون بإسقاط النظام».

وتحدثت عن «إطلاق نار كثيف في كل من حي النازحين وبابا عمرو في مدينة حمص»، مشيرة إلى ان «السلطات قطعت التيار الكهربائي عن حي الخالدية ردا على بثهم المباشر للتظاهرة»، في هذه المدينة. وأكدت خروج تظاهرات حاشدة في أحياء البياضة والشماس وباب هود وبابا عمرو والخالدية وباب السباع والقرابيص والإنشاءات والوعر والدبلان.

وفي محافظة الحسكة خرجت تظاهرات حاشدة في القامشلي وعامودا والدرباسية وعين العرب.

وفي محافظة درعا وريفها (جنوب) خرج عشرات الآلاف في تظاهرات أبرزها خروج آلاف عدة من المحتجين في بلدة الحراك، التي تعد أول منطقة تقتحمها الدبابات والقوات في بداية الاحتجاجات سعياً لوقفها. وقال ناشطون إن تظاهرات خرجت في بلدات جاسم وإنخل وداعل والصنمين وبصر الحرير ونصيب والحارة وعدد من قرى سهل حوران.

وقال حقوقيون وناشطون إن تظاهرات مطالبة بإسقاط النظام السوري خرجت في أحياء عدة في العاصمة دمشق، شملت القدم والقابون وكفرسوسة والحجر الأسود والميدان. وأضافوا أن تظاهرات خرجت في ريف دمشق في سقبا والمعضمية وزملكا وعربين والكسوة ورنكوس ودوما وحرستا وبرزة، وخرجت تظاهرات تطالب بإسقاط النظام في حماة وريفها.

من جهة ثانية، افادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) ان «عبوة ناسفة زرعتها المجموعات الارهابية المسلحة انفجرت بجانب الطريق الواصل بين مسجد أبوبكر والجامع العمري في درعا (جنوب)، ما أدى الى وقوع اصابات بين المواطنين».

وأضافت الوكالة «أن العبوة زرعت الى الجنوب من الجامع العمري بحدود 200 متر وبعدها بـ50 متراً زرعت عبوة أخرى»، مشيرة إلى ان «وحدة الهندسة التي توجهت الى المكان تمكنت من تفكيك العبوة الثانية وتأمينها قبل ان تنفجر».

وفي جنيف قالت بيلاي، إنه «يتعين على جميع اعضاء المجموعة الدولية اتخاذ تدابير حماية بطريقة جماعية وحاسمة، قبل ان يقود القمع القاسي وعمليات الاغتيال البلاد الى حرب اهلية فعلية».

وأضافت «على غرار ما يحصل دائما، يرفض عدد متزايد من عناصر الجيش مهاجمة مدنيين»، وباتوا يقفون الى جانب المعارضين، «والأزمة تكشف حتى الآن عن مؤشرات مقلقة تفيد بأن الوضع يغرق في صراع مسلح».

وأكدت أن «المجموعة الدولية تستطيع التحدث بصوت واحد والتحرك لحماية الشعب السوري»، مشيرة الى ان «النظام السوري اخفق في مهمته التي تقضي بتأمين الحماية للشعب».

وقالت بيلاي ان «عدد الاشخاص الذين قتلوا منذ بدء أعمال العنف في مارس الماضي قد تخطى الآن الـ،3000 بينهم 187 طفلا على الأقل».

وأضافت ان «أفراد عائلات» المعارضين والمتظاهرين الذين يعيشون «في داخل البلاد وخارجها تعرضوا للمضايقة والتخويف والتهديدات والضرب».

وشددت على أنه «منذ بداية الانتفاضة في سورية، استخدمت الحكومة باستمرار القوة المفرطة لسحق الاحتجاجات السلمية». وأشارت الى وجود «قناصة على الأسطح والاستخدام العشوائي للقوة ضد المتظاهرين المسالمين، بما في ذلك استخدام الرصاص الحي وقصف الاحياء السكنية»، الذي اصبح «أمراً مألوفاً في كثير من المدن السورية».

وشجعت بيلاي في ذلك الوقت مجلس الامن الدولي على احالة ملف سورية الى المحكمة الجنائية الدولية للنظر في وقوع جرائم ضد الإنسانية.

تويتر