فرنسا مستعدة للمخاطرة بــ «فيتو» روسي في الأمم المتحدة

تعزيزات عسكرية سورية في جسر الشغور.. وتظاهرات في «ثلاثاء النهضة»

المعارضة السورية تشكك في مقتل عشرات من قوات الأمن على أيدي مسلحين. أ.ب

انتشرت ناقلات جند في مدينة جسر الشغور شمال غرب سورية التي تشهد تظاهرات مناهضة للنظام وأعمال عنف دامية، الأمر الذي اثار مخاوف ناشطين في مجال حقوق الانسان من ازدياد أعمال القمع قسوة ووحشية، وفيما دعا ناشطون الى تظاهرات تحت اسم «ثلاثاء النهضة»، مطالبين الجيش بحماية المدنيين من عملاء النظام، قالت فرنسا إنها مستعدة للمخاطرة بفيتو روسي في الامم المتحدة حول سورية.

وفي التفاصيل، قال ناشط ان 13 ناقلة اتجهت الى مدينة جسر الشغور التي يقوم الجيش بعمليات تمشيط فيها منذ السبت. وأضاف «لقد انطلقت من حلب» الواقعة شمال شرق جسر الشغور التي حلقت فوقها مروحيات. وأكدت السلطات التي تعزو الاضطرابات في البلاد الى عصابات مسلحة، ان هذه العصابات قتلت 120 شرطياً في جسر الشغور منهم 80 في مقر قيادة الامن.

وبث التلفزيون الرسمي صوراً لجنود اكد انهم قتلوا في المدينة، وحذر وزير الداخلية محمد إبراهيم الشعار من أن الدولة ستتعامل معها بحزم وقوة ولن يتم السكوت على أي هجوم مسلح.

وذكرت صحيفة «الوطن» القريبة من السلطة ان عملية أمنية وعسكرية واسعة النطاق ستشن في قرى منطقة جسر الشغور، بعد معلومات عن وجود مئات الرجال المسلحين، لكن اثنين من الناشطين في المنطقة اتصلت بهما وكالة «فرانس برس» من نيقوسيا، نفيا المعلومات عن عصابات مسلحة، مؤكدين أن عناصر الشرطة قُتلوا خلال عصيان في مقر قيادة الامن في المدينة الواقعة في محافظة إدلب.

كذلك أكد بيان نشر على موقع «فيس بوك» ويحمل توقيع «سكان جسر الشغور» ان مقتل الشرطيين والجنود هو نتيجة الانشقاقات في الجيش، وانه لا وجود للعصابات المسلحة في المنطقة.

وجاء في البيان «نحن أهالي جسر الشغور نؤكد أننا لم نطلب حضور الجيش، ولا أساس للحديث عن وجود مسلحين بالمنطقة (..) واللجان الشعبية في جسر الشغور تتكفل بحفظ الأمن في المنطقة ولا داعي لأي عناصر غريبة عن المنطقة كي لا ندع فرصة للمندسين والمخربين والمسلحين الذين ينتحلون الصفة الأمنية، ونؤكد أن القتلى في صفوف الجيش والأمن كانت ناتجة عن انشقاقات في صفوفهم، حيث بدأوا بإطلاق النار في ما بينهم على ما يبدو لأن بعضهم رفض الأوامر بإطلاق النار على المدنيين العزل». وقد بثت قناة الجزيرة الفضائية أخيرا تسجيلا مصورا أعلن فيه ضابط في الجيش السوري برتبة ملازم أول، يدعى عبدالرزاق طلاس، انشقاقه عن الجيش نتيجة الممارسات غير الإنسانية واللأخلاقية. ودعا الضابط في التسجيل المصور زملاءه العسكريين إلى الانحياز لمطالب المواطنين.

ومنذ الجمعة، قتل عشرات المتظاهرين في هذه المدينة المعروفة بأنها كانت معقل «الاخوان المسلمين» في الثمانينات والمتاخمة للحدود التركية. وكان 40 سورياً على الاقل هاربون من عمليات القمع دخلوا تركيا في نهاية الاسبوع، وقضى واحد منهم متأثراً بجروحه، كما قال مصدر دبلوماسي تركي، مشيراً الى 259 لاجئاً سورياً بالاجمال في تركيا، نقل 35 منهم الى المستشفى. وتحدث مصدر في منظمة إنسانية عن وفاة ثلاثة أشخاص بين اللاجئين السوريين منذ 20 مايو. وفي نداء جديد للتظاهر سلمياً أمس، طلب ناشطو «الثورة السورية 2011»، محركة الاحتجاجات، مرة جديدة من الجيش الدفاع عن المتظاهرين من نيران عملاء النظام. وكتب المنظمون على صفحة الثورة السورية، «ثلاثاء النهضة 7 يونيو، عهد النكسة ولى، عهد الخيانة ولى». وأضاف الناشطون «لا ندعو الى المعركة ونرفض حمل السلاح ضد إخوتنا في الجيش. ندعوهم الى حمايتنا والدفاع عنا من نيران عملاء النظام»، مشيرين الى انهم ضد الطائفية.

ووجهت صفحة الثورة السورية توجيهات الى المتظاهرين في المدن المهددة بهجومات عصابات النظام، خصوصاً مدينة ادلب التي تبعد 330 كلم شمال دمشق.

وطلبوا من السكان إحراق اطارات وإغلاق الطرق بالحجارة والاخشاب لمنع وصول تعزيزات عسكرية كما قالوا.

ولمواجهة هذا الوضع الذي تسوده الفوضى، أكد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان بلاده وقوى غربية أخرى باتت مستعدة للمخاطرة بفيتو روسي في الامم المتحدة حول مشروعهم إدانة أعمال العنف في سورية. وقال «نعتقد جميعاً انه يجب علينا ان نتقدم الآن وان نرفع مشروع القرار هذا الى مجلس الامن الدولي»، موضحاً انه تحدث في الموضوع الاثنين مع نظيرته الاميركية هيلاري كلينتون. وصاغت فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال مشروع القرار الذي يدين أعمال العنف التي يقوم بها نظام الرئيس بشار الاسد، ويطلب منه فتح المدن السورية أمام الفرق الانسانية. واعتبر الوزير الفرنسي الذي كان يتكلم بالانجليزية امام محللين ودبلوماسيين في معهد بروكينغز للابحاث، أن هذا النص قد يحصل على تأييد 11 صوتاً من أصل 15 في مجلس الامن.

تويتر