أوروبا و«الأطلسي» يشدّدان على رحيل العقيد.. وغارات على طرابلس.. ومواجهات في أجدابيا

كتائب القذافي تهاجم مصراتـة مجدداً..والثوار يحذّرون من مذبحة

الاجتماع الدولي حول ليبيا في مقر «الجامعة» بالقاهرة شهد اشتباكـــــــــــــــــــــــــــــــــــات بين مؤيدين ومعارضين للقذافي. أ.ب

حذر الثوار الليبيون من مذبحة وشيكة في مصراتة على ايدي قوات الزعيم الليبي معمر القذافي، التي شنت هجوماً صاروخياً على منطقة سكنية في المدينة أوقع 23 قتيلاً بينهم أربعة مصريين. وفيما دانت واشنطن الهجمات الوحشية والمتواصلة التي يشنها النظام الليبي على المدنيين، قال الاتحاد الأوروبي في ختام اجتماع دولي عقد في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، انه يريد رحيل القذافي فوراً وذلك تزامناً مع عقد وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في برلين اجتماعا بشأن سير التدخل العسكري في ليبيا.

وتفصيلاً، قال متحدث باسم الثوار عرف نفسه باسم عبدالسلام لـ«رويترز» في اتصال هاتفي «مذبحة ستحدث في مصراتة اذا لم يتدخل حلف شمال الأطلسي بقوة ويشدد غاراته الجوية على القوات الحكومية»، وأضاف ان القوات الموالية للقذافي مستمرة في اطلاق القذائف على شارع طرابلس، وهو شارع تجاري بالمدينة. وقال عبدالسلام ان هجوما صاروخيا على منطقة سكنية قرب ميناء مصراتة الذي تسيطر عليه المعارضة منع سفينة قطرية من الرسو.

من جهته، قال متحدث آخر إن هجوماً صاروخياً شنته القوات الحكومية فجراً على منطقة سكنية في مصراتة أوقع 23 قتيلاً بينهم أربعة مصريين.

وقال المتحدث في اتصال مع «رويترز» «عدد القتلى ارتفع الى 23 اضافة الى عشرات الجرحى، القتلى مدنيون، علمنا الآن أن أربعة مصريين على الأقل قتلوا في الهجوم». واعلن مسؤول طالباً عدم كشف هويته ان من بين القتلى نساء وأطفالاً واربعة مصريين كانوا ينتظرون إجلاءهم في الميناء، واضاف «اننا نواجه هجوماً جباناً ومجرماً على منطقة الميناء وحي قصر احمد قرب الميناء»، مؤكداً ان قوات القذافي اطلقت عشرات القذائف من طراز «غراد» وعشرات قذائف الدبابات. واكد ان الحصيلة ستتفاقم على الأرجح، ومازلنا نبحث بأيدينا عن ضحايا آخرين تحت انقاض المنازل».

وأظهرت لقطات حية، بثتها قناة الجزيرة التلفزيونية، مئات من سكان مدينة مصراتة المحاصرين وقد خرجوا الى الشوارع أمس، غير ابهين بنيران المدفعية وهجمات القناصة من جانب القوات الموالية للعقيد معمر القذافي. وتجمع السكان قرب مسجد في حي قصر احمد الذي أطلقت عليه القوات الحكومية وابلاً من صواريخ «غراد» الروسية الصنع.

من جهة أخرى، ذكر مراسل وكالة فرانس برس ان تبادلا عنيفا لاطلاق النار جرى أمس بين القوات الموالية للزعيم القذافي ومقاتلين من الثوار في اجدابيا في شرق ليبيا حيث اطلق انصار القذافي القنابل فيما رد الثوار بالقذائف.

وفي طرابلس حلقت طائرات فوق العاصمة الليبية حيث سمع دوي انفجارات تلاها قصف من المضادات الجوية. ونقل التلفزيون الليبي عن مصدر عسكري قوله ان مواقع مدنية في طرابلس والعزيزية وككلة تعرضت لقصف العدوان.

وسمع صحافيو «فرانس برس» في الفندق غير البعيد عن مقر القذافي وسط طرابلس، هدير مقاتلة تحلق على ارتفاع منخفض قبل دوي انفجار. وتلى ذلك دوي المدفعية المضادة للطائرات.

وعرض التلفزيون لقطات للقذافي في سيارة مكشوفة في طرابلس وهو يرتدي قبعة خضراء ونظارات داكنة وسترة سوداء ويلوح بقبضتيه في الهواء ويلوح بيده، قال انها صورت اثناء قصف حلف الاطلسي للعاصمة.

من جانبها، دانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون «الهجمات الوحشية والمتواصلة» التي يشنها نظام معمر القذافي على المدنيين الليبيين.

وقالت كلينتون في بيان، أول من أمس، ان الولايات المتحدة تدين الهجمات الوحشية والمتواصلة التي يشنها نظام القذافي على الشعب الليبي، منتهكاً قرار مجلس الأمن الدولي رقم (1973) الذي يدعو الى وقف كل الهجمات التي تستهدف المدنيين. وكانت وزارة الخارجية الاميركية اعلنت في وقت سابق ان المسؤول في المجلس الوطني الانتقالي (المعارضة الليبية) محمود جبريل، سيجري محادثات مع مسؤولين اميركيين في واشنطن اعتبارا من الخميس (أمس).

وحثت كلينتون حلف شمال الاطلسي على الحفاظ على وحدة الصف في مواجهة ما وصفته بمحاولات القذافي لاختبار عزم الحلف في حملة القصف الجوي التي يشنها الغرب على قواته. وقالت كلينتون في كلمة معدة لاجتماع في برلين لوزراء خارجية دول الحلف وسط مؤشرات على وجود توتر داخل الحلف «مع استمرار مهمتنا تزداد اهمية الحفاظ على عزيمتنا ووحدتنا، القذافي يختبر عزيمتنا».

ومن القاهرة اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين اشتون، أمس، ان الاتحاد يريد رحيل الزعيم الليبي معمر القذافي فوراً وذلك في ختام اجتماع دولي عقد في مقر الجامعة العربية حول النزاع الليبي. وقالت اشتون خلال مؤتمر صحافي في ختام اعمال الاجتماع، ان موقف الاتحاد الاوروبي واضح جدا، على العقيد القذافي ان يتنحى فوراً.

من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الى حل سياسي ووقف اطلاق نار فوري في ليبيا، خلال الاجتماع في القاهرة. وقال بان كي مون الذي ترأس الاجتماع مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى «ندعو الى عملية سياسية حتى يتمكن الشعب الليبي من تحقيق تطلعاته». واضاف خلال مؤتمر صحافي نكرر دعوتنا الى وقف اطلاق نار فوري. وشارك ايضا في الاجتماع امين عام منظمة المؤتمر الإسلامي اكمل الدين احسان اوغلو، ورئيس المفوضية الافريقية جان بينغ.

وعقد الاجتماع غداة المؤتمر الذي عقدته في الدوحة مجموعة الاتصال حول ليبيا المكلفة متابعة سياسة التدخل الدولي، التي قررت انشاء صندوق مساعدة للثوار وجددت التأكيد على ضرورة تنحي العقيد معمر القذافي من اجل تسوية النزاع.

وبالموازاة اجتمع وزراء خارجية حلف شمال الاطلسي، أمس، في برلين وسط تزايد الخلافات بشأن سير التدخل العسكري في ليبيا، فيما طالبت فرنسا وبريطانيا بمشاركة عدد اكبر من دول الحلف بعمليات قصف قوات القذافي.

وطالب حلف الاطلسي الزعيم القذافي بالتنحي، مؤيدا بذلك دعوة مجموعة الاتصال التي اجتمعت في الدوحة، وقال وزراء خارجية الحلف بحسب نص بيان «اننا ندعم نتائج اول اجتماع لمجموعة الاتصال وندعم بقوة دعوتها القذافي للتنحي عن الحكم وكذلك التزامها الحازم بتطبيق قراري مجلس الامن الدولي 1970 و1973».

وعشية اجتماع الحلف، اتفق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، على ضرورة تشديد الضغط العسكري على القذافي الذي مازال عازما على مواصلة حربه ضد شعبه. لكن المطلب الفرنسي -البريطاني لا يستهدف الولايات المتحدة التي لاتزال تساعد بقوة حلف شمال الأطلسي وتبقى مستعدة للقيام بدور على الرغم من انها سحبت كما كان مرتقباً 50 مقاتلة من ميدان العمليات الليبية في الرابع من ابريل الجاري، وقال دبلوماسي في الحلف ان الائتلاف بحاجة الى 10 طائرات. والمطلب الآخر للدول التي تريد تكثيف الغارات الجوية ضد قوات القذافي، هو ان تتمكن قيادة عملية «الحامي الموحد» من تقصير المدة بين رصد وتدمير الاهداف. واعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان بلاده لا تؤيد في الوقت الراهن تسليح المعارضة الليبية التي تقاتل القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي. وسئل جوبيه خلال الاجتماع الذي حضرته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، عما اذا كان ينبغي ان يسلح حلف شمال الاطلسي المعارضة فقال «فرنسا لا تفكر في هذا حالياً».

تويتر