شهيد برصاص الاحتلال في غزة.. واعتقال 16 فلسطينياً من كوادر «فتح»

مواجهات في القدس.. وحديث إســـرائيلي عن تسوية للاســتيطان

جانب من المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال بحي رأس العامود. أ.ف.ب

اندلعت اشتباكات جديدة بأحياء عدة في القدس المحتلة، بين شبان فلسطينيين من جهة، وقوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنين من جهة أخرى، في حين فرض الاحتلال قيوداً على وصول المصلين إلى المسجد الأقصى أمس، ووضع قواته في حالة تأهب خشية تصاعد المواجهات. واعتقلت الشرطة الاسرائيلية 16 فلسطينياً من كوادر فتح، فيما استشهد صياد فلسطيني برصاص الاحتلال شمال قطاع غزة. في وقت تحدثت إسرائيل عن تسوية ممكنة بشأن الاستيطان.

وفي التفاصيل، اندلعت الاشتباكات الأخيرة في أحياء سلوان والبستان والعيساوية ورأس العامود وبطن الهوا ومخيم شعفاط، إذ استخدمت قوات الاحتلال الغاز المدمع والرصاص المطاطي لتفريق الشبان الفلسطينيين الذين ردوا برشق الجنود والمستوطنين بالحجارة. وشهد حي البستان وحي بطن الهوا أعنف المواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال، ما أوقع عدداً من الجرحى، كما جرح خمسة فلسطينيين جراء إصابتهم برصاص مطاطي أطلقه جنود الاحتلال خلال مواجهات اندلعت في بلدة العيساوية ومخيم شعفاط شمال مدينة القدس المحتلة. وأشار شهود عيان من سكان القدس، إلى أن إطلاق شرطة الاحتلال الغاز المدمع تجاه الشبان الفلسطينيين أدى إلى إصابة عشرات المقدسيين بحالات اختناق، في حين تحدث ناطق باسم شرطة الاحتلال عن تعرض دورياته للرشق بالحجارة والمفرقعات في حي سلوان.

وفي الوقت نفسه، واصلت قوات الاحتلال حالة التأهب والانتشار المكثف لوحداتها في القدس المحتلة، خصوصاً في محيط الحرم القدسي الشريف لصلاة الجمعة، إذ قال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، إن القوات انتشرت في البلدة القديمة، وفي أحياء عدة بالقدس الشرقية، تحسباً لأي احتمال. كما فرضت شرطة الاحتلال قيوداً على وصول المصلين من الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً إلى المسجد الأقصى، خشية وقوع مواجهات. وقال مدير أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب لوكالة فرانس برس «لا يوجد مصلون. الحرم يكاد يكون خالياً. الاغلاقات من كل مكان وبالكاد وصل عدد المصلين إلى نحو 4000».

وتحولت المدينة الى ثكنة عسكرية تحلق مروحية الشرطة في سمائها. وجاء انتشار الشرطة تحسبا لحصول تظاهرات عنيفة احتجاجاً على مقتل الفلسطيني سامر سرحان الاربعاء بنيران حارس إحدى المستوطنات في سلوان. وصرح الناطق باسم الشرطة الاسرائيلية في القدس شموليك بن روبي لوكالة فرانس برس، بأن الشرطة اعتقلت 16 فلسطينياً من بلدتي سلوان والعيسوية على خلفية الاشتباه في مشاركتهم في الاخلال بالنظام وإلقاء الحجارة التي وقعت خلال اليومين الماضيين في سلوان والعيساوية.

من جهته، قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح ديمتري دلياني، إن قوات الاحتلال شرعت باعتقال عدد كبير من قيادات وكوادر فتح في القدس.

من جهة أخرى، استشهد صياد فلسطيني بنيران الجيش الاسرائيلي صباح أمس شمال قطاع غزة. وقال أدهم أبوسلمية المتحدث باسم الخدمات الطبية في قطاع غزة، إن الصياد محمد منصور بكر (20 عاماً) استشهد اثر إصابته بعيار ناري في الصدر أطلقه عليه جنود البحرية الاسرائيلية وهو في عرض البحر.

وتحدثت إسرائيل أمس عن إمكان التوصل إلى تسوية قبل انتهاء العمل بقرار تجميد النشاط الاستيطاني الذي يهدد مفاوضات السلام التي استؤنفت قبل ثلاثة أسابيع. وقبل أيام قليلة من انتهاء قرار صدر قبل 10 أشهر بوقف جزئي للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية، قالت الحكومة الاسرائيلية، إنها على استعداد للتوصل الى تسوية متفق عليها مع الولايات المتحدة والفلسطينيين بشأن تمديد قرار تجميد الاستيطان في الضفة الغربية.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير لوكالة فرانس برس أمس، طالباً عدم كشف اسمه، إن اسرائيل على استعداد للتوصل الى تسوية متفق عليها بين الاطراف كافة بشأن تمديد قرار تجميد الاستيطان.

لكنه أكد أنه لا يمكن ان يكون هناك توقف تام للبناء الاستيطاني. وأضاف ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يبذل جهودا مكثفة للتوصل إلى تسوية مماثلة قبل انتهاء مفعول قرار التجميد في 26 سبتمبر.

من جهته، حذر الرئيس الفلسطيني مجدداً، أمس، من أن مفاوضات السلام مع اسرائيل ستتوقف إذا استؤنف الاستيطان في الاراضي المحتله عند انتهاء العمل بقرار اسرائيل تجميده.

«الذرية» ترفض قراراً عربياً ضدّ إسرائيل

 

رفضت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، في فيينا، قراراً قدمته الدول العربية يدعو إسرائيل إلى توقيع معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، وفق ما علم لدى الهيئة التابعة للامم المتحدة. وخلافاً لما جرى في عملية تصويت أثناء الجمعية العامة لوكالة الطاقة الذرية عام ،2009 صوتت غالبية الدول الاعضاء الـ151 برفض القرار الذي قدمته الدول العربية، مقابل 46 صوتاً مؤيداً له، فيما امتنع 23 عضواً عن الإدلاء بأصواتهم. وكما في العام الماضي، سعت الدول العربية الـ22 إلى استصدار قرار غير ملزم ذي قيمة محض رمزية يدعو إسرائيل التي تعتبر القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط، إلى توقيع معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية. وعارضت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون القرار، مبدية قلقها من نتائجه المحتملة، معتبرة انه قد يهدد انعقاد مؤتمر مقرر عام 2012 من أجل شرق أوسط منزوع السلاح.

فيينا - أ.ف.ب

وقال عباس خلال لقاء في نيويورك مع ممثلي الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة «من واشنطن انطلقت المفاوضات المباشرة، لكن قلنا لإسرائيل وللإدارة الاميركية لن تستمر المفاوضات إذا لم يوقف الاستيطان، وأنا اقول كلمة واحدة، اذا لم يوقف الاستيطان ستوقف المفاوضات».

من جانبه، قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، إن على إسرائيل تخفيف القيود التي تفرضها على الضفة الغربية وغزة فوراً كبادرة حسن نوايا تدل على ان محادثات السلام يمكن ان تثمر عن اتفاق خلال عام. وقال فياض في مؤسسة «نيو اميركا فاونديشن» الفكرية الاميركية في واشنطن، «إن جزءاً مما يجب ان يحدث وبسرعة هو، إن لم يكن انهاء الاحتلال نفسه، البدء بإعطاء مؤشرات على انه بدأ ينتهي».

من جانبه، انتقد رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية، أمس، خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما في الامم المتحدة، مؤكداً رفضه الرؤية الاميركية التي تتناول الدولة الفلسطينية بشكل هلامي. وقال هنية خلال خطبة الجمعة في مخيم الشاطئ للاجئين، «تابعنا خطاب الرئيس الاميركي الذي تناول فيه الوضع الفلسطيني، وما يسمى بمفاوضات التسوية والرؤية الاميركية لطبيعة الحل على مستوى الصراع مع الاحتلال الصهيوني». وتابع، «لا يمكن أن نتعاطى مع هذا الفهم ولا مع هذا العرض الذي أبداه الرئيس الأميركي في خطابه.

 

تويتر