جرح ناشطة أميركية وتظاهرات في أنقرة

غضبة فلسطينية وعربيـة ضد «مذبحة الحرية»

صورة

دان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس الهجوم الاسرائيلي الدامي على اسطول الحرية المتوجه الى قطاع غزة ووصفه بأنه «مجزرة» بينما دعت حركتا فتح وحماس الى مسيرات واعتصامات احتجاجا علىالهجوم.

إسرائيل تدعو سكان «الكيبوتزات» إلى فتح الملاجئ

 

ذكرت إذاعة جيش الاحتلال الاسرائيلي أمس، انالحكومة الاسرائيلية طالبت سكان المدن والكيبوتزات في غلاف غزة الى الاستعداد جيداً وفتح الملاجئ تحسباً لهجوم صاروخي قد تشنه حركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية، رداً على مقتل نشطاء سلام ومتضامنين على «أسطول الحرية» الذي كان متوجهاً الى قطاع غزة.

وقالت الاذاعة ان تعليمات صارمة وواضحة صدرت الى كل سكان غلاف غزة بأخذ التدابير اللازمة والاستعداد جيداً لرد حماس على الاعتداء الاسرائيلي على سفن القافلة الدولية. من جانبها شددت كتائب الشهيد أبوعلي مصطفى أن جريمة اقتحام الاحتلال لأسطول الحرية والمجزرة الدامية بحق أبطال الأسطول والقرصنة والإمعان في الاستهتار بكل قيم ومعاني الإنسانية لن يمر دون عقاب داعية.

من جهته، اكد رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية ان مهاجمة اسرائيل ناشطين ينقلون مساعدات الى قطاع غزة «جريمة» سيكون لها تداعياتها على الاحتلال.

من جهتها دانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية «القرصنة» الاسرائيلية ورأت انها «جريمة لا يمكن تبريرها بأي صورة كانت»، واطلق هنية اسم «يوم الحرية» على هذا اليوم «تكريما وتخليدا للمشاركين والمتضامنين». وعم اضراب الشامل أمس مدينة القدس المحتلة احتجاجا على مهاجمة «اسطول الحرية». وأغلقت المحال التجارية ابوابها وبدت القدس الشرقية مثل مدينة الاشباح.

وفي الناصرة، شارك مئات في تظاهرة عفوية تنديدا بالهجوم الاسرائيلي الدامي على اسطول الحرية بحسب ما افاد شهود عيان، وتظاهر الاف الفلسطينيين ظهرا في مناطق مختلفة من قطاع غزة للتنديد بالهجوم الاسرائيلي.

وانطلقت مسيرات حاشدة الى موقع ميناء غزة، إذ كان من المقرر ان يصل الاسطول البحري رافعين الاعلام الفلسطينية والتركية اضافة الى اعلام الدول المشاركة وصور الشيخ رائد صلاح قبل ان تتوجه الى مقر الامم المتحدة في غزة.

الصانع: إسرائيل منعتنا من دخول أسدود

وقال النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي، طلب الصانع من «القائمة الموحدة العربية للتغيير»، إن «الحكومة الإسرائيلية تشعر بالفشل الذريع لما قامت به، لذلك هي تقوم بعملية تعتيم إعلامي، وتحرص على الهدوء في الأراضي المحتلة». وشهدت مدن الناصرة وسخنين والنقب وحيفا وأم الفهم ومدن المثلث والجليل الفلسطينية خروج الآلاف من فلسطيني الـ48 في تظاهرات جماهيرية احتجاجا على ما قام به الاحتلال ضد الأسطول. وحاول الصانع هو وعدد من النواب العرب في الكنيست الوصول إلى ميناء أسدود للاطلاع على حجم الجريمة التي حدثت والتأكد من مصير المتضامنين الفلسطينيين والعرب والأجانب الذين كانوا على متن سفن الأسطول».

وقال الصانع «الاحتلال منعنا من الدخول رغم الحصانة البرلمانية التي نملكها، وذلك بدعوى أن الميناء تحول إلى منطقة عسكرية مغلقة، ولكنهم منعونا حتى لا نطلع على حجم جريمتهم التي ارتكبوها».

وكان وفد من فلسطيني الـ48 قد شارك في أسطول الحرية، ومن بينهم رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح، ورئيس لجنة المتابعة العليا محمد زيدان وعضو اللجنة حماد أبو دعابس، وعضو الكنيست حنين زعبي، كما تم الكشف عن وجود خمسة فلسطينيين من مدينة حيفا المحتلة من بين شهداء أسطول الحرية. زهير دوله ــ غزة

وأصيبت عند حاجز قلنديا العسكري الواقع بين مدينتي رام الله والقدس متضامنة اميركية خلال تفريق الجيش الاسرائيلي مسيرة نسائية نظمت بالقرب من الحاجز للتنديد بمهاجمة اسطول الحرية الذي كان متجها الى قطاع غزة.

وقال مصدر طبي فلسطيني لوكالة فرانس برس ان «المواطنة الاميركية صحافية تدعى إيميلي هولو موبايس وأصيبت بقنبلة صوتية في وجهها».

وأوضح المسعف فادي العبيدي من الهلال الأحمر في القدس أنه قام بنقل الصحافية الأميركية إلى مستشفى هداسا عين كارم واصفا اصابتها بانها «خطيرة وربما تكون قد فقدت عينها اليسرى».

كذلك، جابت مسيرة شوارع مدينة رام الله احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية وتوجهت الى مقر الممثلية التركية في رام الله.

ورفع المتظاهرون العلمين التركي والفلسطيني مرددين شعارات حيّت تركيا على وقوفها الى جانب الشعب الفلسطيني.

وجاءت هذه المسيرة تلبية لدعوة من حركة فتح.

ودعت لجنة المتابعة العربية العليا في اسرائيل في بيان الى الاضراب العام اليوم احتجاجا على الهجوم الاسرائيلي.

وفي لبنان تظاهر الاف الفلسطينيين واللبنانيين في بيروت ومناطق اخرى احتجاجا على الهجوم الاسرائيلي على قافلة السفن المتجهة الى غزة.

وتجمع مئات الاشخاص قرب مقر الامم المتحدة في وسط بيروت حاملين الاعلام الفلسطينية والتركية، ومنددين «بالاجرام الاسرائيلي».

وفي عمان شارك اكثر من 2000 شخص في مسيرة للتنديد بالهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية.

وفي القاهرة، تجمع نحو 70 شخصا حاملين الاعلام الفلسطينية امام مقر وزارة الخارجية المصرية مطالبين بقطع العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل وطرد السفير الاسرائيلي في القاهرة.

وفي طهران، تجمع نحو 100 شخص امام مكاتب الامم المتحدة احتجاجا على الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية وهتفوا «الموت لاسرائيل». وافاد مصور فرانس برس بأنهم مزقوا ايضا صورا لوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون.

من جهتها قالت الإذاعة الإسرائيلية «ريشيت بيت» نقلا عن مصادر في جيش الاحتلال إن «مواطنا إسرائيليا» قد أصيب خلال الهجوم على أسطول الحرية، إلا أن المصادر امتنعت عن تقديم تفاصيل أخرى. وفي غضون ذلك أعلنت الشرطة الإسرائيلية حالة التأهب وذلك تحسبا لتظاهرات غضب ومساندة لأسطول الحرية وعلم أن حالة التأهب تتركز أساسا في القدس المحتلة في مدينة يافا وفي المثلث.


ميناء غزة تحوّل إلى بيت عزاء

  بعد أن كان ميناء غزة جاهزاً لاستقبال «أسطول الحرية» ومن فيه من متضامنين عرب وأوروبيين، تحول إلى بيت عزاء كبير لشهداء الأسطول، عقب مهاجمته من قبل قوات الاحتلال فجر أمس في عرض المياه الدولية، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات من المتضامنين.

فيما توافد آلاف الفلسطينيون على الصعيدين الرسمي والشعبي في مسيرات غاضبة إلى المكان الذي كان مخصصاً لاستقبال نشطاء الأسطول في ميناء غزة، وقد بدت ملامح الحزن والغضب على وجوههم.

وقد تلقى سكان القطاع خبر الاعتداء على الأسطول بصدمة كبيرة، فقد قضى الاحتلال بهذا الاعتداء على آمال الكثير من سكان القطاع الذين كانوا يتطلعون بشوق إلى أسطول الحرية الذي كان يحمل لهم الكثير من الأمل، إضافة إلى ما جاء به من مساعدات لإغاثتهم.

وعبر الشاب مجدي التتر، الذي يعاني من إعاقة في إحدى قدميه، عن استيائه لما تعرضت له قافلة المساعدات الإنسانية من قبل الاحتلال الإسرائيلي فجر الاثنين، فقد تحطمت آماله بقرب حصوله على جهاز طبي يساعده بالتغلب على إعاقته.

وقال بنبرة حادة «كنا بحاجة ماسة إلى تلك المساعدات من أجل أن نتغلب على الحصار الذي حرمنا من أقل الإمكانات التي توفر لنا الراحة».

وتجسدت الوحدة الوطنية على ميناء غزة، فقد حضرت جميع الفصائل الفلسطينية، من بينها حركتا «فتح» و«حماس»، رفضا لما قام به الاحتلال ضد «أسطول الحرية».

وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح، النائب فيصل أبو شهلا الذي كان موجداً في ميناء غزة، إن «جميع الفلسطينيين بكل توجهاتهم يؤمنون بأن إسرائيل هي عدوهم الأول والأخير، ونحن في حركة فتح مع كل من يأتي لمساعدة شعبنا المحاصر».

وأضاف «جئنا اليوم لنرفض ما حدث ضد أسطول الحرية، ولنوصل رسالة للاحتلال بأن الشعب الفلسطيني متوحد، ولن تضعفه كل الممارسات والاعتداءات»

وأوضح أبوشهلا أن ما قامت به إسرائيل هو استهتار بكل الشرعيات الدولية، لافتاً إلى أن الاحتلال انكشف أمام العالم كله بعنصريته وعنجهيته لما قام به ضد نشطاء سلام مدنيين لا يحملون أي سلاح.

وأكد أن حركة فتح جاهزة لكل التعهدات للتوقيع على ورقة المصالحة والتوصل إلى الوحدة الوطنية، مشدداً أن الوحدة هي المخرج الوحيد للفلسطينيين أمام ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.

زهير دوله ــ غزة


قنديل: الأمة فقدت القدرة على الحركة والكلام

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/250376.jpg

خالد محمد علي ــ القاهرة اعتبر المتحدث الإعلامي للجمعية الوطنية للتغيير حمدي قنديل ما يحدث في غزة فضيحة عربية على المستويين الرسمي والشعبي وقال إن الانظمة عجزت عن مواجهة جريمة كبرى نفذتها إسرائيل وهي تتحدى القانون الدولي والإنساني والاخلاقي لأنها تعلم ان هذه الامة فقدت القدرة على الحركة، وحتى على الكلام، وعلى المستوى الشعبي جاءت تحركات الشارع محبطة وغير جديرة بهذا الفعل الاجرامي البشع.

ودعا قنديل امة العرب والمسلمين وكل انصار الحق والحرية للتحرك بالتظاهرات والاحتجاجات في كل مكان.

وقال «اشعر كمصري بخجل شديد لأن المشاركة المصرية في قافلة الحرية كانت محدودة واشعر بالخجل الشديد لأننا لم نستطع في مصر أن نساندهم كحركات شعبية وحركات معارضة مستقلة بالقدر الكافي كما انني اشعر بالخجل لان النظام المصري يشارك في حصار اهل غزة».

وطالب قنديل مصر والعالم بفك الحصار فورا واعتبر فتح معبر رفح الان فرصة تاريخية للنظام المصري، كي يغسل يديه من جريمة المشاركة في الحصار وقال انه من العار ان يأتي انصار الحرية من آخر الدنيا ويعبرون آلاف الكيلومترات ليعربوا عن صمودهم ومساندتهم لاهل غزة بينما نجلس نحن امام الفضائيات لنتفرج عليهم وقال قنديل ان احد الاسباب الرئيسة التي دفعته لانتقاد وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط هو موقفه من غزة وتأييده للحصار كما ان احالته للنيابة العامة محاولة لإسكاته عن ملاحقة الفشل في الداخل وفي الخارج واستشهد قنديل بتصريحات أبوالغيط التي قال فيها إنه «سيكسر رجل أي فلسطيني يحاول عبور الحدود إلى مصر، وأضاف قلت هذا للمحقق الذي سلمته ايضا حافظة مملوءة بتلك التصريحات لوزير خارجية مصر».

وكان المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة المستشار هشام الدرندلي قد قرر إخلاء سبيل حمدي قنديل من سراي النيابة بالضمان الشخصي، بعد أن اتهمته النيابة بسب وقذف وزير الخارجية أحمد أبوالغيط وعدم جواز سب المشتغل بالعمل العام إلا إذا كان هدفه المصلحة العامة في مقال نشره قنديل بصحيفة «الشروق» اليومية المستقلة في 3 مايو 2010 حمل عنوان «هوان الوطن وهوان المواطن». 

تويتر