الجيش يطهّر محيط «الخوخة».. وتعزيزات إلى صعدة لاستكمال «قطع رأس الأفعى»

مقتل 71 من الميليشيات بينهـــم قيادات بارزة في معارك الساحل وصنعاء وشبوة

الجيش اليمني يعزز قواته لتحرير صعدة من الميليشيات الحوثية. أرشيفية

قُتل 71 مسلحاً من ميليشيات الحوثي الإيرانية في معارك صنعاء وشبوة والساحل الغربي لليمن، التي تخوض فيها قوات الجيش، بمساندة كبيرة من قوات التحالف العربي، معارك عنيفة ضد الميليشيات، منذ أيام، في إطار معركة تحرير الحديدة ومينائها الاستراتيجي، وتقوم بتطهير محيط مديرية الخوخة بعد تحريرها، بالإضافة إلى مقتل وإصابة 150 من الميليشيات في معارك حجة، فيما دفعت قوات الجيش بتعزيزات عسكرية جديدة إلى صعدة، لاستكمال عملية «قطع رأس الأفعى» لتحرير المحافظة.

وفي التفاصيل، أكدت مصادر ميدانية في جبهات الساحل الغربي لليمن سقوط العديد من عناصر ميليشيات الحوثي الإيرانية، في المعارك والغارات على طول الشريط الساحلي الممتد بين الخوخة وحيس، ومناطق متفرقة في جبهات الحديدة، بينهم قيادات ميدانية بارزة، إلى جانب تدمير عدد من آلياتهم ومراكز عمليات تلك الميليشيات.

وأشارت المصادر إلى أن 25 من عناصرهم قتلوا، بينهم قيادي بارز، إلى جانب عشرات المصابين، مؤكدة أن القيادي في صفوفهم، علي مرشد محسن الحسام، المكنى (أبوقصي)، قتل مع عدد من مرافقيه في غارة لمقاتلات التحالف بالقرب من مديرية حيس.

وواصلت قوات الجيش عملياتها العسكرية في اتجاه التحيتا والجراحي، بمساندة جوية وبحرية وبرية من قبل قوات التحالف، وعلى رأسها القوات الإماراتية المشاركة على الأرض، وواصلت تمشيط المناطق الجنوبية والشرقية لمديرية الخوخة بهدف تأمينها من أي وجود لعناصر الميليشيات.

من جهة أخرى، ألقت مقاتلات التحالف منشورات على مدينة الحديدة والمناطق المجاورة لها، تطالب فيها السكان بالانتفاضة في وجه ميليشيات الحوثي الإيرانية والانضمام إلى صفوف الجيش الوطني، وتبشرهم بقرب انتهاء المعارك وإنهاء الانقلاب.

وكانت مقاتلات التحالف واصلت مراقبة الطرق التي تربط الحديدة بالمحافظات المجاورة، بهدف منع وصول أي تعزيزات للميليشيات، واستهدفت آليات ثقيلة وتعزيزات لهم في مديرية الجبين، عاصمة محافظة ريمة، ما أدى إلى تدمير عدد منها، كما استهدفت تعزيزات مماثلة لهم في محافظة المحويت.

وفي حجة، أكدت مصادر ميدانية مصرع عدد من عناصر الميليشيات الحوثية الإيرانية، بينهم القياديان عدنان دهشوش وعبدالله مهدي، في غارات ومعارك اليومين الماضيين، في جبهات ميدي وحرض، فيما أصيب العشرات منهم.

ووفقاً لموقع الجيش اليمني فإن المهدي، الذي يعد المسؤول عن شؤون عناصر الميليشيات في جبهة ميدي، قتل في غارة جوية للتحالف استهدفت تعزيزات لعناصرها في مثلث عاهم بين مديريتَي حرض وميدي.

كما شنت مقاتلات التحالف غارات على اللواء «25 ميكا» بمديرية عبس، وأخرى على تجمعات للميليشيات في مديرية مستبأ، واستهدفت اجتماعاً لقياداتها الميدانية في مبنى بيت الشباب، التابع للصالة الرياضة في مدينة حجة، ما أسفر عن قتلى وجرحى في صفوفها.

وكانت مصادر في المنطقة العسكرية الخامسة بحجة أشارت إلى مصرع وإصابة أكثر من 150 عنصراً من الميليشيات، خلال الأيام الثلاثة الماضية، في مناطق مختلفة بمحافظة حجة شمال غرب اليمن.

وفي العاصمة صنعاء، أفاد شهود عيان بمنطقة السواد جنوب المدينة، باندلاع اشتباكات عنيفة في معسكر الحرس الجمهوري وعناصر ميليشيات الحوثي الإيرانية، استخدمت فيها الدبابات ومدافع الهاون والرشاشات المتوسطة، وإطلاق نار كثيف من الأسلحة الآلية، وبأن حالة من الذعر والهلع أصابت سكان الأحياء القريبة من المعسكر الذي يضم قيادة قوات الحرس الموالية للرئيس المغدور، علي عبدالله صالح، وحزب المؤتمر الشعبي العام.

وأوضح شهود العيان أن عربات عسكرية ومدرعات تابعة للميليشيات، شوهدت وهي تتجه نحو المعسكر قادمة من مناطق متفرقة بالعاصمة، وأن المنطقة تشهد حالة من الغليان بعد توقف تلك الاشتباكات التي لم يتم الكشف عن أسبابها.

وكانت مقاتلات التحالف شنت سلسلة من أعنف الغارات على العاصمة، الليلة قبل الماضية، استهدفت مقر الشرطة العسكرية في منطقة شعوب وسط المدينة، التي دوت فيها سلسلة من الانفجارات العنيفة، وخلّفت دماراً كبيراً في مخازن الأسلحة، وإحدى صالات الاجتماع التي كانت تضم قيادات من الصفين الثاني والثالث وعدداً من عناصر الميليشيات البارزة.

ووفقاً لمصادر محلية بالمنطقة فإن أكثر من 35 من تلك العناصر قتلوا في الغارات، وأصيب ما يقارب 80 آخرين، فيما أُحرق مخزن أسلحة وذخائر وعدد من العنابر ومخازن التموين التابعة للشرطة العسكرية.

كما استهدفت مقاتلات التحالف مخزن أسلحة في تبة التلفزيون، ومبنى الكلية الحربية بمنطقة الروضة، ومحيط مطار صنعاء ومنطقة الجراف، وكلية الطيران في شارع الستين، بشمال المدينة، كما استهدفت بخمس غارات منطقتَي الرمادة وعيال محمد بمديرية نهم، خلّفت قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، بينهم القياديان عبدالله حسن محمد الحرجي، وأحمد حسن محمد الحرجي، وهما شقيقان من محافظة صعدة، إلى جانب عدد من مرافقيهما.

وفي إطار عمليات المداهمات والاقتحامات التي تمارسها ميليشيات الحوثي الإيرانية، بحق أنصار حزب المؤتمر وأقارب الرئيس المغدور صالح، أقدمت تلك العناصر على اقتحام منزل شقيقة الرئيس صالح في العاصمة، وقاموا باختطاف نجلها الدكتور جمال الشحطري، وحفيدها عماد، واقتادتهما إلى منطقة مجهولة، كما عملت على نهب الأشياء الثمينة من المنزل.

وفي صعدة، حيث معقل الميليشيات الإيرانية، أكدت مصادر عسكرية وصول لواءين تابعين للشرعية إلى جبهات المحافظة، في إطار استعداد قوات الجيش والتحالف لاستكمال عملية «قطع رأس الأفعى» لتحرير صعدة والوصول إلى منطقة مران، معقل زعيم ميليشيات الحوثي الإيرانية، عبدالملك الحوثي.

في الأثناء، واصلت مقاتلات التحالف استهداف مواقع الميليشيات وتجمعاتها في صعدة، مستهدفة تعزيزات لها في مديرية قطابر، وتجمعاً لها في منطقة بني بحر بمديرية ساقين، ومناطق سوار الأسفل والأزهور وآل علي وبني صياح في مديرية رازح، كما قصفت آليات لهم كانت على الطريق العام بمنطقة فروة في مديرية سحار، أدت إلى تدميرها ومقتل وإصابة من كانوا في إطارها، كما قصفت منطقة الملاحيط بالظاهر ومنطقة الغور في مديرية غمر.

وفي الجوف، أكدت قيادة المنطقة العسكرية السادسة أن جميع الترتيبات العسكرية لفتح جبهات جديدة بمحيط ريف العاصمة صنعاء، استكملت، وأنها تنتظر الأوامر من القيادة العليا والتحالف لبدء التوجه نحو العاصمة من جبهات الغيل والمصلوب في غرب الجوف.

وقال رئيس عمليات المنطقة العسكرية السادسة في الجوف، العميد ركن طه شمسان، إن جميع التجهيزات والترتيبات العسكرية استكملت، وإن المقاتلين في جاهزية قتالية عالية في انتظار ساعة الصفر للزحف نحو منطقة نهم من جهة جبل سحم في الغيل، وعبر جبهة أخرى باتجاه خولان، التي تفصلهم عنها 35 كلم فقط، وأضاف أن جبهات أخرى سيتم فتحها باتجاه مديرية حرف سفيان في عمران، التي ستقطع أوصال الميليشيات وطرق إمدادها بين صنعاء وصعدة.

وفي شبوة، أعلنت كتائب عدة في قوات الحرس، التابعة لحزب المؤتمر الشعبي، انضمامها إلى قوات الجيش، وبدأت القتال ضد عناصر ميليشيات الحوثي الإيرانية، في جبهات الساق وطوال السادة بمديرية عسيلان، كما شهدت جبهات بيحان مواجهات بين قوات الحرس والحوثيين على خلفية احتقان الجانبين نتيجة أحداث صنعاء الأخيرة.

من جهة أخرى، لقي 11 من عناصر الميليشيات مصرعهم وأصيب آخرون في غارات لمقاتلات التحالف استهدفت عربات عسكرية لهم، في محيط حيد بن عقيل بمديرية عسيلان.

وفي تعز، استهدفت مقاتلات التحالف مواقع وتجمعات الميليشيات في منطقة البرح وجبل المصنع، وأخرى في مقبنة غرب المدينة.

وفي مأرب لقي القيادي الحوثي البارز، محمد السياغي، مصرعه، في مواجهات صرواح الأخيرة، إلى جانب عدد من مرافقيه، وأصيب آخرون، بينما استهدفت الميليشيات أحياء سكنية بصواريخ الكاتيوشا، ما خلّف أضراراً مادية.

تويتر