المخلافي يتهم الانقلابيين بالمراوغة وإضاعة المفاوضات

الميليشيات تتسبب في مقتل 11.7 ألف يمني بينهم 695 امرأة و1239 طفلاً

المخلافي أكد أن الحكومة لاتزال تنشد السلام الدائم والعادل. أرشيفية

كشف وزير حقوق الإنسان اليمني، الدكتور محمد عسكر، أن الميليشيات تسببت في سقوط 11 ألفاً و746 قتيلاً، بينهم 695 امرأة و1239 طفلاً، وإصابة 28 ألفاً و392، بينهم 3999 امرأة و3601 طفل، فيما أشاد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني، عبدالملك المخلافي، بدور التحالف العربي لدعم الشرعية، واتهم الحوثيين بالمراوغة وإضاعة الوقت في مفاوضات السلام.

وفي التفاصيل، أكد عسكر، في الندوة التي نظمها المركز العربي البريطاني للدراسات الاستراتيجية والتنمية، أمس، في نادي الصحافيين السويسري في جنيف، على تدهور حالة حقوق الإنسان والوضع الإنساني بشكل غير مسبوق في اليمن، مشيراً إلى أن الميليشيات قصفت المدن والأسواق الشعبية، وارتكبت جرائم جماعية بحق المدنيين العزل، إضافة إلى الانتهاكات الستة الجسيمة بحق الطفولة في اليمن.

المخلافي يؤكد أن تضحيات اليمنيين والتحالف العربي لدعم الشرعية لن تذهب سدى وستصنع اليمن الجديد.

وطالب المجتمع الدولي بالضغط الفعال على ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، واتخاذ المواقف والإجراءات اللازمة والسريعة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن 2216، وإنهاء الانقلاب، باعتباره أساس الأزمة اليمنية.

وقال عسكر إن «الميليشيات تسببت في سقوط 11 ألفاً و746 قتيلاً، بينهم 695 امرأة و1239 طفلاً، وإصابة 28 ألفاً و392، بينهم 3999 امرأة و3601 طفل، وقامت بتدمير هائل للبنية التحتية، واستخدمت المنشآت العامة والخاصة بمختلف أنواعها مراكز وثكنات عسكرية، ووضعت آلياتها العسكرية في نطاقها، حيث دمرت الآلاف منها، واستخدمت بعضاً منها مراكز تدريب».

وأضاف أن «الميليشيات استغلت أكثر من 20 ألف طفل واستخدمتهم وجنّدتهم، وجعلتهم وقوداً لحربها، وحولت المناطق السكنية والطرقات والمزارع إلى حقول للألغام، حيث سجلت الوزارة مقتل وإصابة 850، بينهم 420 طفلاً، بسبب زراعة الميليشيات الألغام الفردية والألغام المضادة للمركبات في الطرقات، وبجانب المدارس ومنازل المواطنين، حيث زرعت أكثر من نصف مليون لغم في المحافظات التي اجتاحتها». وأشار إلى أن الميليشيات انتهجت سياسية تكميم الأفواه بحق الإعلام والإعلاميين، حيث خضع 10 إعلاميين للمحاكمة غير العادلة، وارتكبت ومازالت ترتكب جرائم الاختطاف والإخفاء القسري والتعذيب حتى الموت للشباب والناشطين والإعلاميين والسياسيين المعارضين، موضحاً أن حالات الاعتقال التعسفي بلغت 14 ألفاً و174 حالة، في حين وصلت حالات الإخفاء القسري إلى 2899 حالة، بينهم أطفال، وبلغت حالات التعذيب 850، وأنشأت ميليشيات الحوثي صالح سجوناً ومعتقلات سرية، حيث تم رصد أكثر من 480 موقع اعتقال، ولايزال 5000 معتقل ومخفي يقبعون في سجون ومعتقلات الحوثي وصالح، تحتفظ الوزارة بكشف بأسمائهم.

وأكد عسكر أن المختطفين لايزالون يعيشون أوضاعاً صعبة في سجون الميليشيات، ومن تم إطلاق سراحه من المحتجزين يعاني حالة نفسية وصحية سيئة، واتهم الميليشيات بنشر ثقافة الكراهية، وخطابات التطرف والطائفية، والتسبب في تمزيق المجتمع اليمني.

وقال وزير حقوق الإنسان إن «اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان تمكنت منذ تشكيلها من رصد وتوثيق 17 ألفاً و123 حالة انتهاك، بحسب ما تضمنه تقريرها الثالث، وحققت في 10 آلاف و594 حالة ادعاء، وجهزت 3000 ملف مكتمل لوقائع انتهاكات لتسليمها إلى القضاء، وأن هذه الآليات الوطنية هي المعنية، ويجب على المجتمع الدولي دعمها ومساندتها».

وأشار إلى أن الأولوية هي تطبيق القرارات الأممية من قرارات مجلس حقوق الإنسان، وقرارات مجلس الأمن التي يصل عددها إلى أكثر من 13 قراراً. وبحسب وزير حقوق الإنسان، فقد تسبب انتشار مرض الكوليرا منذ أواخر أبريل إلى الآن في مقتل أكثر من 1970 شخصاً، ومئات الآلاف من الحالات المشتبه فيها، في حين بلغت نسبة الشفاء أكثر من 99%، بفضل تقديم الأدوية والعلاجات واللقاحات، بدعم من الهلال الأحمر الإماراتي، ومركز الملك سلمان للإغاثة، والمنظمات الدولية.

في السياق نفسه، قال المخلافي، خلال الندوة، إن الحكومة لاتزال تنشد السلام الدائم والعادل، الذي يؤدي إلى تحقيق إرادة الشعب اليمني في قيام دولة اتحادية، تضمن العدالة في توزيع السلطة والثروة.

وأضاف: «الانقلابيون كانوا غير صادقين في ما يتعلق بالوصول إلى حل سلمي، وعملوا خلال جولات المشاورات على المراوغة وإضاعة الوقت». وتابع: «نحن أمام ميليشيا لا تعرف معنى السلم والسلام، ولا تعرف معنى الدولة المدنية، ولغتها الوحيدة هي (السلاح والقوة)». ومضى وزير الخارجية اليمني بالقول إن «انقلاب الحوثي وصالح لم يكن انقلاباً اعتيادياً على السلطة، بل انقلاب على الدولة، وعلى مؤسساتها، وعلى النسيج الاجتماعي».

ولفت المخلافي إلى أن تدخل التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية، لم يأت إلا بعد ستة أشهر من بداية الانقلاب والحرب، وبعد استنفاد كل وسائل الحوار مع هذه الميليشيات، مؤكداً أن تضحيات اليمنيين والتحالف العربي لن تذهب سدى، وستصنع اليمن الجديد.

تويتر