مقاتلات التحالف تدمّر شحنة أسلحة مهربة للميليشيات

خلافات حلفاء الانقلاب تنذر بنزاعات قبلية.. والجيش اليمني يتقدم في نهم

مقاتل من المقاومة الشعبية في اليمن خلال معارك مع الميليشيات. أرشيفية

كشفت مصادر عسكرية في صنعاء عن تصاعد الخلافات بين طرفي الانقلاب عسكرياً، ووصل حد الاعتقالات الجماعية في صفوف قوات «الحرس» التابعة للمخلوع صالح، فيما واصلت قوات الجيش تقدمها في نهم من اتجاهات متعددة، وسط استمرار الغارات المكثفة لمقاتلات التحالف التي دمرت شحنة أسلحة مهربة في البحر الأحمر.

وفي التفاصيل، تصاعدت الخلافات بين قوات المخلوع صالح «الحرس الجمهوري» وعناصر اللجان الشعبية للحوثيين، ووصلت حد الاعتقالات الجماعية لقوات المخلوع في محافظتي إب وذمار، وفقاً لمصادر عسكرية مقربة من قوات «الحرس»، التي كشفت عن توجيهات من قيادة «الحرس» والمخلوع بعدم مشاركة قواتهم في الجبهات إلا بعد مشاركة اللجان الشعبية وعناصر الحوثي فيها، وعدم بقائهم منتشرين بالمدن والمناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين.

وأكدت المصادر لـ«الإمارات اليوم» قيام الميليشيات الحوثية باعتقال عشرات الجنود والضباط من قوات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع في مدينة ذمار، التي تبعد قرابة 100 كم إلى جنوب العاصمة، بعد استدراجهم من إب والبيضاء بحجة صرف مرتباتهم لستة أشهر، وعند وصولهم الى أحد معسكرات التدريب التابعة للحوثيين في ذمار، والتي جردتهم من الهواتف والأسلحة الشخصية قبل تجميعهم بالمعسكر، وإجبارهم على البقاء فيه كمعتقلين، وعدم السماح لهم بالمغادرة إلا بعد التوقيع على تعهدات وتقديم ضمانات مالية كبرى، «التنازل عن مرتباتهم لسنوات وتجريدهم من الرتب»، في حال رفضوا التوجه الى جبهات القتال.

وأشارت المصادر إلى أن المخلوع صالح وقيادة «الحرس» في صنعاء وجها جميع وحدات الحرس والقوات الخاصة عقب الحادثة بعدم التعامل مع الحوثيين وعدم المشاركة في جبهات القتال، وأن تقتصر مهامهم العسكرية على الانتشار عبر نقاط أمنية في المدن والمناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، وعدم الاحتكاك مع عناصر الحوثي في حال استفزازهم، وأن يستخدموا السلاح في حال محاولة الحوثيين أو أي مسلحين الاقتراب أو اقتحام معسكراتهم.

ووفقاً للمصادر فإن مدينة ذمار، التي تضم مدرسة الحرس الجمهوري والمناطق التي تتكون منها أغلبية تشكيلته العسكرية من أبناء مديريتي «آنس وعنس» في المحافظة التي تعد هي الأخرى من المعاقل الرئيسة للحوثيين، تشهد توتراً أمنياً وعسكرياً بين الجانبين ينذر بانفجار الوضع عسكرياً بينهما، والتي وصلت ذروتها مع اعتقال الحوثيين للواء محمد العنسي المنتمي إلى المحافظة من مقر عمله في وزارة الدفاع، وهو المقرب من المخلوع صالح.

من جهة أخرى، كشفت مصادر مطلعة في صنعاء عن رفض جماعة الحوثي رؤية مؤتمر صالح للشراكة معها، واعتبرت الرؤية التي تضمنت عدداً من المقترحات أنها شروط من جانب المخلوع قد تم رفضها من قبل، مشيرة إلى أن الحوثيين طالبوا بالحوار وليس فرض شروط مسبقة.

وكان حزب المؤتمر «جناح المخلوع» تقدم برؤية جديدة لاستمرار الشراكة مع الحوثيين تتضمن انسحاب عناصر اللجان الثورية من المؤسسات والمدن، وإسناد المهام إلى الجهات الأمنية والعناصر المعنية في تلك المؤسسات، وتفعيل الشراكة الحقيقية بين الجانبين، وفقاً لاتفاقية تشكيل ما يعرف بالمجلس السياسي الأعلى بين الجانبين، وإعادة النظر في القرارات التي اتخذتها الجماعة بشأن المناصب الجديدة في الدولة، منها القضاء والأمن والقيادات العسكرية، ووقف أي تعديلات لمناهج التعليم ووقف نهب المال العام، وإعادة تحويل العائدات الى البنك المركزي في صنعاء، وصرف المرتبات للموظفين والجيش والأمن، الى جانب مقترحات أخرى لتعزيز الشراكة بين الجانبين.

من جهة أخرى، تواصلت المواجهات في جبهات نهم، شمال شرق العاصمة، بين الجيش والميليشيات، تمكنت فيها القوات الحكومية من التقدم في جبهات الميمنة وسط قصف جوي للمدفعية، وإعطاب عدد من آليات الميليشيات التي كانت في المنطقة.

ووفقاً لمصادر ميدانية فإن قوات الجيش تمكنت من التقدم والالتفاف على الميليشيات في محيط منطقة المدفون، فيما زحفت وحدات من الجيش باتجاه القتب، القريبة من مديرية أرحب، فيما شهدت جبهات وعيدة وبران ومحيط جبلي المنارة ويام اشتباكات عنيفة بين الجانبين.

وفي جبهات منطقتي مسورة والمجاوحة على طريق نقيل بن غيلان الاستراتيجي، قصفت قوات الجيش مواقع الميليشيات في تلك المناطق وعلى طول امتداد الطريق الرابط بينهما مخلفةً دماراً كبيراً في تحصيناتهم وثكناتهم.

وكانت مقاتلات التحالف العربي شنت غارات على مواقع الميليشيات في منطقة الحفا بجبل نقم شرق العاصمة، ومعسكر النهدين جنوب المدينة، وحلقت بشكل مكثف في سماء المدينة ومناطق متفرقة في نهم.

وفي مأرب، شنت مقاتلات التحالف أربع غارات على مواقع الميليشيات شرق وجنوب مديرية حريب القراميش بالقرب من ريف العاصمة، كما قصفت شرق وغرب سوق صرواح، آخر معاقلهم في المديرية التي تعد مفتاح العاصمة للتحرير والحسم العسكري.

وفي الجوف، تمكنت قوات الجيش من إسقاط طائرة استطلاع تابعة للميليشيات الانقلابية في جبهة حام، فيما شهدت الجبهة الواقعة في مديرية المتون تبادلاً للقصف المدفعي بين قوات الجيش والميليشيات.

كما شهدت جبهات المصلوب وخب والشعف معارك عنيفة استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وتبادل الجانبان فيها القصف المدفعي، حيث تركز أعنفها في منطقتي صبرين والخليفين بمديرية خب والشعف.

وفي تعز، قصفت الميليشيات قرى سكنية في مديرية الصلو بـ44 صاروخ كاتيوشا وقذيفة، وفقاً لمصادر في الجيش أشارت إلى أن الانقلابيين حاولوا استعادة سيطرتهم على قرية الصيار، وإن القصف جاء في هذا الإطار.

وفي الحديدة، استهدفت مقاتلات التحالف أسلحة مهربة وصلت إلى الميليشيات عبر البحر إلى جزيرة غراب في البحر الأحمر، ما أدى الى تدميرها ومصرع وإصابة من كانوا يعملون على تخزينها.

وفي حجة، أكدت مصادر عسكرية في المنطقة العسكرية الخامسة مصرع أركان حرب قوات الأمن المركزي بالمحافظة الموالي للحوثيين مع عدد من مرافقيه خلال معارك مع الجيش في جبهة حرض.

تويتر