تعزيزات عسكرية لـ «الشرعية» تصل مأرب.. ومعارك في جبهات عدة

نُذُر مواجهات عسكرية بين طرفَي الانقلاب في صنعاء

مجموعة من قوات الشرعية في تعز بعد الاستيلاء على معسكر استراتيجي من الميليشيات. إي.بي.إيه

شهدت العاصمة صنعاء تطورات متسارعة باتجاه المواجهات العسكرية بين طرفَي الانقلاب، تمثلت في تحديد مناطق المواجهات المتوقعة بين الجانبين وسط تحذيرات لسكان المدينة لتوخي الحيطة والانتقال إلى مناطق آمنة، وفيما وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة تابعة للشرعية والتحالف إلى جبهات محافظة مأرب المحاذية لريف العاصمة، تواصلت المواجهات والغارات الجوية في جبهات عدة بين الجيش الوطني والتحالف من جهة والميليشيات الانقلابية من جهة أخرى.

وتفصيلاً، حذرت قيادات عسكرية مقربة من المخلوع علي عبدالله صالح، سكان عدد من المناطق في العاصمة صنعاء من البقاء في مساكنهم، ونصحتهم بالمغادرة والانتقال إلى مناطق آمنة، مشيرة إلى أن الأيام المقبلة ستشهد مواجهات عسكرية بين طرفي الانقلاب، الحوثي وصالح، التي دخلت الخلافات بينهما مرحلة كسر العظم، على حد وصفها.

وكشفت تلك القيادات عن تحركات عسكرية موالية لطرفي الانقلاب داخل العاصمة، وقالت إن مناطق «الجراف والمطار ومقر الفرقة الأولى مدرع سابقاً، ومنطقة شملان ومذبح في شمال المدينة، ستكون مسرحاً للمواجهات»، وحددت مناطق المواجهات، فيما تسعى جماعة الحوثي إلى نقل المواجهات من تلك المناطق التي تعد معاقلها داخل العاصمة صنعاء، إلى مناطق جنوب العاصمة، وعلى رأسها مديرية سنحان مسقط رأس المخلوع.

وكانت جماعة الحوثي نشرت عناصرها في مناطق خاضعة لسيطرة أنصار المخلوع صالح في جنوب المدينة، وفي المناطق الممتدة بين أطراف العاصمة الجنوبية ومديرية سنحان، والمدخل الجنوبي للعاصمة في منطقة حزيز والسواد، التي تضم أهم معسكرات الحرس الجمهوري، المتمثلة في «مقر قيادتهم في معسكر 48 ومعسكرَي ضبوة وريمة حميد» المحاصرين، منذ أيام، من قبل عناصر الحوثي الذين قاموا باعتقال قائد معسكر ضبوة التابع للحرس الجمهوري، العميد علي محمد المسعودي، من شارع الدائر وسط العاصمة، قبل أيام، ونقله إلى مكان مجهول.

ودفعت عملية اعتقال المسعودي، الذي يعد من أبرز قيادات قوات الحرس الموالية للمخلوع، إلى إعلان حالة التأهب القصوى ورفع الجاهزية القتالية للتصدي لأي محاولة ستقدم عليها عناصر الحوثي بالسيطرة واقتحام معسكراتهم في العاصمة صنعاء.

وكشفت مصادر عسكرية بالعاصمة صنعاء عن توجيهات صدرت من المخلوع لقيادة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، بالتعامل بحزم تجاه أي تهديد من قبل ميليشيات الحوثي على معسكراتهم ومواقعهم، عقب مطالبة تلك الميليشيات المخلوع بتسليم معسكرات الحرس في «ريمة حميد بسنحان وضبوة جنوب العاصمة» لأنصارهم مقابل وقف التصعيد ضده، وصرف النظر عن مطلب فرض حالة الطوارئ بالعاصمة، الأمر الذي رفضه صالح وهدد برد حازم ضد أي تحرك للحوثيين باتجاه تلك المعسكرات.

وفي هذا الصدد، قال الخبير العسكري اليمني، العميد محمد جواس، في تصريحات صحافية، إن الحركة الحوثية باتت تتربص بالمخلوع صالح حليفها في الانقلاب، وتسعى لإزاحته عن المشهد العسكري كما أزاحته من المشهد السياسي، خلال الفترة الماضية، رغم الاتفاقات معه التي أفضت إلى تشكيل ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى التي تفردت جماعة الحوثي بقراراته.

من جانبه، أكد الخبير العسكري البارز، اللواء محسن خصروف، أن التطورات والمعطيات الراهنة بصنعاء تتجه لتأكيد حدوث صدام مسلح عنيف بين طرفي الانقلاب، ورجح الكفة في أي مواجهة بين الجانبين لصالح المخلوع، الذي قال إنه يمتلك حاضنة شعبية في العاصمة ومحيطها، بذمار والمحويت، ووسط القبائل، أكثر من الحوثيين.

وفي مأرب، وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة تابعة للشرعية والتحالف إلى جبهات المحافظة المحاذية لريف العاصمة، وفقاً لمصادر ميدانية أكدت انتشار تلك القوات التي تضم عشرات الدبابات والمدرعات والأطقم العسكرية ومدافع ذاتية الحركة والثقيلة، في صرواح والمخدرة ونهم شمال شرق العاصمة، لحسم المعركة ومواصلة الضغوط العسكرية ضد الميليشيات الانقلابية.

كما عززت قوات التحالف منظومة الدفاع الجوي بثلاث منظومات جديدة من صواريخ الباتريوت المضادة للصواريخ الباليستية تحسباً لأي هجمات جديدة قد تشنها الميليشيات على مقار قوات الجيش والتحالف في المحافظة، كما عززت الجبهات الأمامية في صرواح ونهم بصواريخ ذاتية التوجيه ومدافع متحركة وفقاً للمصادر الميدانية.

من جهة أخرى، تواصلت المعارك العنيفة بين قوات الشرعية والميليشيات في جبهات نهم شمال شرق العاصمة، لليوم الثالث على التوالي، وسط مساندة كبيرة من مقاتلات التحالف، تركزت بشكل كبير في منطقتَي القتب والمدفون القريبتين من مديرية أرحب الممتدة بين صنعاء وعمران، والرابطة بين نهم والمناطق الشمالية للعاصمة صنعاء. وفي الجوف، قصفت مدفعية الجيش مواقع الميليشيات في محيط التبة البيضاء بالمصلوب، وفي مناطق الفيض والحيال ومعيمرة بمديرية المتون، فيما تقدمت وحدات من الجيش باتجاه منطقة العقبة الاستراتيجية الرابطة بين مديريتي الحزم وخب والشعف.

وفي حجة، تمكنت قوات الجيش من إحراز تقدم جديد على حساب الميليشيات الانقلابية في مدينة ميدي الساحلية، عقب معارك ضارية خاضتها ضد الانقلابيين بدعم من قوات التحالف العربي، وتمكنت من تحرير أحياء جديدة غرب المدينة، بمشاركة وحدات من القوات السعودية والسودانية التابعة للتحالف، وفقاً لمصادر ميدانية. وفي الضالع، قتل وجرح عدد من الميليشيات في مواجهات مع الجيش في جبهة حمك، فيما استشهد أحد أفراد الجيش وأصيب اثنان آخران. وفي البيضاء، قتل أربعة من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية وأصيب خمسة آخرون في مواجهات مع المقاومة في مديرية القريشية التابعة لقيفة برداع.

وفي تعز، شهدت مناطق حمير في مديرية مقبنة مواجهات عنيفة بين الجيش والميليشيات خلّفت قتلى وجرحى من الطرفين.

وفي جبهات الضباب، تمكنت قوات الجيش من قصف مواقع المليشيات الانقلابية في أطراف حذران باتجاه منطقة الربيعي، وتمكنت من دحر تقدم لهم باتجاه مواقع الجيش في تباب موكنه والصياحي وحذران.

وفي صعدة، واصلت مقاتلات التحالف قصفها مواقع الميليشيات في مناطق عدة، مستهدفة مديرية الظاهر وجبل كهلان المطل على مدينة صعدة ومنطقة عكوان بمديرية الصفراء ومنطقة الثعبان بمديرية باقم.

تويتر