مقاتلات التحالف تواصل دك تعزيزات الميليشيات في جبهات عدة

«الشرعية» تبدأ معركة تحرير الحوبان بتعز بعد تطهير القصر والتشريفات

مقاتل من الشرعية يساعد جريحاً أصيب في المواجهات مع المتمردين في تعز. رويترز

بدأت قوات الشرعية في محور تعز، معركة تحرير الحوبان «شرق المدينة»، بعد استكمال تطهير معسكر التشريفات ومحاصرة معسكر القوات الخاصة في محيط القصر الجمهوري، فيما تواصلت المعارك في جبهات صعدة وحجة وشمال شرق العاصمة صنعاء والجوف وشبوة، بمساندة كبيرة من مقاتلات التحالف العربي، التي واصلت دكها لتعزيزات المتمردين في جبهات عدة.

وتفصيلاً، تمكنت قوات الجيش التابعة للواء 22 ميكا ووحدات من اللواء 170 دفاع جوي في شرق تعز من السيطرة الكاملة على معسكر التشريفات، والأجزاء الشرقية والشمالية الشرقية للقصر الجمهوري بتعز، وبدأت بتحرير معسكر القوات الخاصة، وأعلنت انطلاق معركة تحرير الحوبان شرق المدينة، وهي المنطقة الأكثر تحصيناً للميليشيات التي يوجد فها عدد من المصالح الحيوية والمعسكرات المحصنة، من ثلاثة محاور الجنوبي والغربي والشمالي، والزحف نحو تبة السوفتيل التي تشكل خطراً على تقدمهم باتجاه المناطق الشرقية بالكامل.

ووفقاً لمصادر ميدانية بالمنطقة، فإن قوات الجيش بدأت معركة تحرير معسكر القوات الخاصة الملاصق للقصر الجمهوري من الجهة الشرقية، فيما كثفت الميليشيات المتمركزة في تبتي السوفتيل والسلال قصفها على مواقع الجيش شرق المدينة، في محاولة عرقلة تقدمه باتجاه معسكر القوات الخاصة.

وأشارت المصادر إلى مصرع 12 عنصراً حوثياً وإصابة 15 آخرين في معركة استكمال تحرير التشريفات والمباني والمخازن والساحات التابعة للقصر، التي كانت تضم عدداً كبيراً من العتاد العسكري الذي غنمته قوات الجيش، مؤكدة مصرع القياديين الحوثيين البارزين محمد حسين الديلمي، وإبراهيم عبدالقدوس الديلمي، وأن جثتيهما لدى الجيش الوطني لترتفع الجثث لقيادات الميليشيات التي لدى الجيش إلى ثماني جثث.

وكانت معارك اليومين الماضيين أسفرت عن مصرع 63 وإصابة 115 من عناصر الميليشيات في الجبهة الشرقية وحدها، وأدت الى مصرع ثمانية من القيادات الكبرى للميليشيات بينهم المكنى «أبوالكرار» وضابط في قوات الحرس التابعة للمخلوع صالح برتبة عميد، وأسر 19 من عناصرهم، فيما فر العشرات باتجاه الحوبان، التي تشهد توتراً بين طرفي الانقلاب وتبادل التهم بالخيانة وتسليم مواقع القصر والتشريفات. فيما استشهد تسعة وأصيب 23 من المدنيين جراء قصف الميليشيات العشوائي على المدينة منذ بداية شهر رمضان المبارك، وفقاً لمصادر ميدانية وأخرى طبية بالمدينة.

في حين أشار تقرير جديد لائتلاف الإغاثة الإنسانية بمحافظة تعز إلى مقتل 131 شخصاً، وجرح 320 آخرين بينهم نساء وأطفال خلال مايو الماضي، جراء استمرار الحرب التي تشنها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية على المحافظة، لافتاً الى أن إجمالي القتلى من الأطفال بلغ 21، وأصيب 28 آخرون، وتم مقتل امرأتين، وإصابة 11 أخريات، بينها ثماني حالات تعرضت للإعاقة بعد فقدها أجزاء من أعضائها، وتضرر 31 منزلاً ومنشأة وممتلكات خاصة وعامة، وتعرضت 736 أسرة للنزوح والتهجير القسري من منازلها في مناطق (حذران - الربيعي - التعزية - العفيرة - الكدحة - المخا)، في الريف الجنوبي لمحافظة تعز.

من جهة أخرى، أكدت مصادر عسكرية في محور تعز أن المناطق الواقعة في محيط «فرزة صنعاء» باتجاه الحوبان، إلى جانب «جولة القصر والمؤسسة الاقتصادية» باتت تحت السيطرة النارية لقوات الجيش بعد التقدم نحو آخر المباني التابعة للقصر الجمهوري في «الكمب وكلابة»، والمطلة مباشرة على تلك المناطق.

وفي هذا الصدد أكد قائد محور تعز العسكري اللواء الركن خالد فاضل، أن الميليشيات في جبهات تعز المختلفة تعيش حالة انهيار تام، رغم التعزيزات وما تمتلكه من ترسانة أسلحة الا أنها عاجزة تماماً، ولم تتمكن منذ أشهر من تحقيق أي انتصار في جبهات تعز، وهي تتقهقر أمام قوات الجيش الوطني التي بدأت فعلاً مرحلة تحرير تعز من جميع الجهات.

وأشار إلى أن قوات الجيش الوطني عززت من وجودها في المناطق الحاكمة والاستراتيجية في شرق المدينة، ولن تتوقف حتى تصل إلى مطار تعز الدولي وتأمين الطرق باتجاه مفرق طريق «تعز – عدن» وتأمينه، حتى تمكن السكان من الحركة بحرية وأمان باتجاه المناطق الجنوبية.

وفي الجبهة الغربية للمدينة أكد مصدر عسكري في جبهة «جبل حبشي» استكمال الاستعدادات، ووصول الدعم العسكري اللازم لبدء معركة تحرير المناطق الواقعة بين «الضباب وجبل حبشي وصولاً الى مقبنة»، وأن الأيام المقبلة ستشهد تلك المناطق معركة التحرير والحسم وفتح الطرق والحصار عن المدينة بالكامل من الجهة الغربية، وصولاً إلى منطقة البرح ومفرق موزع. كما حاولت الميليشيات التقدم باتجاه الصياحي وحذران غرب المدينة، ولكنها فشلت امام صمود ابطال قوات الجيش الوطني، وفقاً لمصادر ميدانية بالمنطقة.

وكانت جبهات صعدة في مديريتي كتاف وباقم شهدت وصول تعزيزات عسكرية نوعية لقوات الجيش الوطني، لمساندة القوات التي تخوض معارك في جبهات مختلفة، في محاولة لإحداث اختراق كبير في تلك الجبهات والوصول إلى مديرية الصفراء التي تفصلهم عن مركز محافظة صعدة.

وفي صنعاء، شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات المركزة على مواقع الميليشيات في «النهدين ودار الرئاسة» جنوب المدينة، بعد تحليق مكثف في سماء المدينة استمر لساعات لطائرات استطلاعية تابعة للتحالف، يعتقد أنها رصدت تحركات عسكرية في تلك المناطق قبل استهدافها.

وفي الجوف تمكنت قوات الجيش والمقاومة من التقدم باتجاه منطقة «الفيض وسوق الاثنين» في مديرية المتون، في تطور نوعي لقوات الجيش التي بدأت توجيه ضربات موجعة للمواقع المتبقية للميليشيات في جبهات «حام ومزوية» في المديرية، والتي بدأت بقصف مناطق «الورش وآل هادي بن شوية» قبل التقدم نحو تلك المواقع والسيطرة على أجزاء منها.

وفي مأرب تمكنت قوات الجيش والمقاومة من التقدم في جبهات المخدرة لليوم الثاني على التوالي، بمساندة من مقاتلات التحالف التي قصفت مواقع الميليشيات في المنطقة الواقعة شرق سوق صرواح غرب المحافظة، وفقاً لمصادر ميدانية التي اكدت تقدم الجيش باتجاه منطقة «محجزة» ومناطق متفرقة بمديرية صرواح، وسط انهيار للميليشيات بعد تكبدها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.

وفي حجة تمكنت مقاتلات التحالف من استهداف تعزيزات عسكرية للميليشيات في منطقة حيران، كانت في طريقها الى جبهتي ميدي وحرض وأوقعت فيهم خسائر كبيرة، كما استهدفت الغارات عربة عسكرية للميليشيات شمال حيران، ومدفعاً في منطقة الخضراء، كما دمرت مركز اتصالات جنوب مثلث عاهم، ما خلف قتلى وجرحى في صفوفها أبرزهم القيادي الميداني هيثم صالح العبال، الذي لقي مصرعه مع عدد من عناصره في الغارات التي استهدفت أيضاً آليات عسكرية لهم في «دوار مستبأ».

وفي شبوة تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة من التصدي لأكبر هجوم تشنه الميليشيات على مواقعها في مديرية عسيلان، حيث تمكنت قوات الجيش من اللواء 19 مشاة من التصدي لهجوم الميليشيات على مواقعها في مناطق «محطة لحجن والخزان والتبة السوداء وبيت دبوة وبئر دعمك بجبهة لخضير بعسيلان».

وفي البيضاء قتل أحد أبناء القبائل في مديرية «القريشية» بقيفة رداع على يد مسلحين حوثيين، ما أشعل فتيل التوتر بين الجانبين من جديد بالمنطقة، بعد إعلان القبائل النفير لمواجهة الميليشيات وطردها من المنطقة.

وفي إب دفعت الأوضاع المعيشية التي تعيشها المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات، التي عمدت إلى نهب المال العام بما فيها رواتب الموظفين، إلى قيام احد المؤجرين بقتل مستأجر لديه عجز عن دفع إيجارات المنزل الذي يقطنه في منطقة مفرق حبيش.

كما واصلت الميليشيات سطوها على أراضي الدولة والممتلكات العامة، وقامت بالسيطرة على حوش مدرسة حكومية وتحويلها الى محطة كهربائية لأحد عناصرهم، من أجل بيع الكهرباء للسكان في إطار ما بات يعرف في اليمن بكهرباء الحوثي ذات الأسعار المضاعفة والمخصصة لميسوري الحال فقط، بعد نهب مولدات المؤسسة العامة للكهرباء والاستثمار بها.

وفي الحديدة أقدمت الميليشيات على قتل اثنين من المتسولين بالرصاص الحي بعد تجمعهما أمام مقر شركة الحباري التجارية في المدينة لطلب المعونة الغذائية، كما هو المعتاد خلال شهر رمضان من كل عام، في جريمة استنكرها أهالي المنطقة، باعتبارها جريمة ارتكبت لمجرد القتل ودون دوافع تذكر.

تويتر