ارتفاع وتيرة الرفض الشعبي للميليشيات مع اشتداد المواجهات

«الشرعية» تتقدّم في تعز وشمال شرق صنعاء

مقاتلون من قوات الشرعية على متن شاحنة عسكرية في تعز. رويترز

تمكنت قوات الجيش اليمني من تحرير مواقع جديدة في شرق مدينة تعز وغربها، جنوب اليمن، ووصلت إلى أسوار القصر الجمهوري ومعسكر التشريفات، فضلاً عن استمرارها بالتقدم في محيط معسكر خالد بمديرية موزع وشمال منطقة الزهاري في جبهة الساحل وغرب تعز، فيما اشتدت المواجهات ضد الميليشيات في جبهات الجوف وصنعاء وشبوة وصعدة، وسط أنباء عن مقتل عدد كبير من عناصرهم، بينهم قيادات بارزة، في حين ارتفعت وتيرة الرفض الشعبي للميليشيات مع اشتداد المواجهات في جبهات القتال وتقدم الشرعية في شمال شرق صنعاء.

292

ألف يمني في الجوف يحتاجون إلى إغاثة عاجلة بعد تقطّع السبل بهم وفقدانهم مصادر معيشتهم، نتيجة الحرب التي افتعلتها الميليشيات الانقلابية في البلاد، فيما تشرد 47 ألفاً و223 أسرة من أبناء المحافظة.

وأكد الناطق الرسمي باسم قوات الجيش الوطني بمحافظة تعز، العقيد عبدالباسط البحر، لـ«الإمارات اليوم»، تمكن قوات الجيش التابعة لـ«اللواء 22 ميكا» من السيطرة الكاملة على مبنى كلية الطب والمباني التابعة لها، ومبنى البنك المركزي الجديد، وما يعرف بـ«المبنى الأحمر»، في محيط القصر الجمهوري شرق المدينة، وبدء معركة تحرير القصر ومعسكر التشريفات، بعد تطهير المربعات السكنية الواقعة في محيطهما بالكامل.

وأوضح البحر أن المعارك تدور حالياً بالقرب من أسوار القصر والتشريفات، الغربية والجنوبية، وسط تقدم كبير لقوات الجيش في تلك المناطق، وتمكنها من تدمير دبابة تابعة للميليشيات في محيط القصر هي الثالثة منذ انطلاق المعركة قبل ثلاثة أيام، مشيراً إلى اغتنام الجيش كميات كبيرة من الأسلحة كانت مخبأة في كلية الطب والمباني التابعة لها، بينها أسلحة استراتيجية، على حد وصفه.

وأشار إلى أن مدفعية الجيش استهدفت تعزيزات للميليشيات في جولة القصر من جهة الحوبان، كانت في طريقها لمساندة أنصارها في جبهات القصر والتشريفات، وخلفّت فيها قتلى وجرحى، مؤكداً قطع طريق الإمداد من جهة جولة القصر من قبل الجيش، ومنع تقدم أي عناصر أو آليات عسكرية للميليشيات باتجاه الجبهات المشتعلة.

من جهة أخرى، تواصل الميليشيات الانقلابية، لليوم الثالث على التوالي، قصف الأحياء السكنية لمدينة تعز بمختلف الأسلحة، موقعة عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، وفقاً لمصادر طبية وأخرى محلية بالمدينة أكدت تعرض أحياء «ضبوعة ومحيط ساحة الكرامية، ومحيط كلية الطب ومعسكر التشريفات وحي الدعوة والكمب، وباب موسى والباب الكبير» لقصف خلّف تسعة شهداء من المدنيين وإصابة 11 آخرين بينهم أطفال ونساء، لترتفع الحصيلة إلى 63 قتيلاً وجريحاً من المدنيين خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وفي جبهات الساحل والمناطق الغربية لتعز، أكدت مصادر ميدانية استكمال قوات الجيش الوطني والفرق الهندسية التابعة لها والتحالف العربي تطهير المناطق المحيطة بمنطقة الزهاري على طريق المخاء - الخوخة، من الألغام والمتفجرات التي زرعتها الميليشيات والجيوب الصغيرة لعناصرها، خصوصاً المناطق الشرقية التي كانت تتمركز فيها تلك العناصر الانقلابية، وتستهدف تحركات قوات الجيش والتحالف على الطريق الدولي الرابط بين الحديدة وتعز.

وأوضحت المصادر أن منطقة الرمة شرق الزهاري باتت آمنة وخالية من الميليشيات، وأن قوات الجيش استحدثت فيها معسكرات صغيرة لتوفير الحماية لحركة قوات الجيش والتحالف باتجاه الخوخة، الأمر الذي دفع الميليشيات للجوء إلى استخدام الصواريخ الباليستية في استهداف المخاء والمناطق المحيطة بها، التي نجحت الدفاعات الجوية للتحالف في تدميرها في سماء المنطقة قبل وصولها إلى أهدافها، والتي كان آخرها تدمير صاروخ باليستي أطلقته الميليشيات أمس، باتجاه موزع حيث تم تدميره بالجو.

وشهدت مديرية موزع تقدماً كبيراً لقوات الشرعية والتحالف باتجاه مركز المديرية، واستكمال إطباق الحصار على معسكر خالد، الواقع في نطاق المديرية بانتظار التوجيهات العسكرية لقيادة الشرعية والتحالف لاقتحامه وتطهيره.

وفي صعدة، واصلت مقاتلات التحالف استهدافها تحركات الميليشيات ومواقعها في مناطق متفرقة من المحافظة الحدودية مع السعودية، وتمكنت من قتل ثلاثة من الانقلابيين بعد استهداف عربتهم العسكرية في منطقة الامارة بمديرية كتاف، وموقعاً لهم قرب البقع، كما استهدفت تعزيزات لهم في منطقة الملاحيظ بمديرية الظاهر، خلّفت ستة قتلى وعدداً من الجرحى وتدمير طقم عسكري، كما قصفت تجمعاً لهم في منطقة «الشوارق» بمديرية رازح.

وفي جبهات نهم شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء، واصلت قوات الجيش والمقاومة، بمساندة التحالف، تقدمها باتجاه منطقتَي الكحل والمدفون، وسط معارك عنيفة تستخدم فيها جميع الأسلحة وفقاً لمصدر عسكري ميداني بالمنطقة، أكد فرار عناصر الميليشيات بشكل جماعي من مناطق التماس، فيما تقوم عناصرهم التي نصبت نقاطاً على حدود نهم باتجاه صنعاء، بإجبارهم على العودة إلى جبهات القتال بالقوة أو قتلهم.

وفي العاصمة، واصلت مقاتلات التحالف قصفها مواقع الميليشيات في دار الرئاسة جنوب المدينة، ومعسكر القوات الخاصة في منطقة الصباحة غرب العاصمة، ومخازن تموين عسكرية في منطقة عصر، غرب المدينة، ومعسكر ألوية الصواريخ في عطان جنوب غرب المدينة، ومعسكراً تدريبياً للميليشيات الانقلابية بجوار معسكر الاستقبال، في منطقة ضلاع همدان شمال غرب العاصمة.

من جهة أخرى، أكدت مصادر مقربة من الميليشيات مصرع القيادي الحوثي البارز، الشيخ ناصر القحوم، واثنين من مرافقيه على يد مسلحين يتبعون القيادي الحوثي، علي النوعة، بعد خلافات شديدة نشبت بينهم حول مبالغ مالية تم نهبها من مؤسسة الضرائب في صنعاء.

إلى ذلك، تواصلت الدعوات في أوساط القيادات والناشطين بالعاصمة للخروج في تظاهرات ضد الميليشيات، بعد أن وصلت الحالة المعيشية لسكان المدينة حد المجاعة الحقيقية، وافتقادهم أبسط الموارد الغذائية إلى جانب تفشي الأمراض القاتلة، خصوصاً الكوليرا التي باتت جائحة في المدينة، وتنتشر بسرعة لا يمكن السيطرة عليها.

وفي هذا الصدد، طالب القيادي في الطائفة الزيدية، القاضي عبدالوهاب قطران، سكان العاصمة بالخروج في تظاهرات عارمة، وطرد من سماهم الفئة الفاسدة التي تسيطر على المدينة وتقتلهم بطرق مختلفة، من دون أن تعبأ بما يجري فيها.

وفي المحويت، القريبة من صنعاء من الجهة الغربية، أكدت مصادر محلية بمديرية الطويلة تعرّض مشرف الميليشيات بالمنطقة، أبوعماد المراني، للضرب من قبل الأهالي والطرد مع أنصاره منها، بعد فرض إتاوات ومبالغ مالية على كل من يمرّ في طريق المحويت - صنعاء بعد استحداثه نقطة أمنية في منطقة الضي لتنفيذ النهب والابتزاز.

تويتر