الجيش يواصل تطهير المواقع المحرّرة بمديريتي كتاف وباقم في صعدة

«الشرعية» تُحبط تسلّلاً للمـيليشــيات وتقـتـل قيـادياً حـوثياً في تعز

تصاعد الدخان خلال قصف الميليشيات لأحياء مدينة تعز. أرشيفية

أحبطت قوات الجيش والمقاومة الشعبية اليمنية، هجوماً لميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، على المواقع المحررة في محافظة تعز، وتمكنت من تكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، أبرزها مقتل قياديين حوثيين، حيث استعادت قوات الجيش في موقع الدفاع الجوي الواقع شمال تعز، بعد ساعات من سيطرة ميليشيات الحوثي والمخلوع الانقلابية عليه، فيما تواصلت عمليات تطهير المواقع المحررة في مديريتي كتاف وباقم في صعدة، مع استمرار المعارك في جبهات محافظات عدة، بمساندة مقاتلات التحالف العربي.

وفي التفاصيل، قال مصدر عسكري إن سبعة مسلحين من الميليشيات قتلوا على الأقل، فيما جرح العشرات أثناء محاولتهم السيطرة على مواقع شرق وشمال المدينة، وتمكن الجيش من استعادة معدات وأسلحة كانت بحوزة الميليشيات.

وأضاف المصدر أن «أبطال القوات المسلحة تصدوا ببسالة لعملية تسلل الانقلابيين، في محيط الدفاع الجوي، ومحيط معسكر التشريفات، وقتل خلال المعارك القيادي الحوثي عبدالعزيز السعودي، وقيادي آخر يدعى (كرار)».وحرر الجيش عدداً من المباني المطلة على معسكر التشريفات، شرق المدينة، فيما دارت معارك عنيفة في حي العسكري وبازرعة، ومنطقة ميراب مقبنة، ومنطقة عشملة غرب تعز، ومنطقة الصومعة بالزنوج.

وردّت الميليشيات على هزيمتها بقصف كثيف على الأحياء المدنية، أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة ستة آخرين، في أحياء بير باشا، وشارع الثلاثين، ومحيط جبل هان، غرب المدينة، وحي التحرير الأسفل، والروضة، مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة.

وأكد قائد الجبهة الشمالية الغربية للمدينة، الرائد عبدالقوي سعيد، لـ«الإمارات اليوم»، أن قوات الشرعية من الجيش والمقاومة تمكنت من صد الهجوم الذي شنته الميليشيات، وتم دحرهم إلى مواقعهم السابقة في اتجاه مصنع السمن والصابون ومفرق شرعب، مشيراً إلى أن 6 جثث للميليشيات مازالت ملقاة في محيط الدفاع الجوي، لم تتمكن الميليشيات من سحبها نتيجة الزحف المعاكس الذي شنته قوات الجيش باتجاه شارعي الثلاثين والخمسين. وأشار سعيد إلى أنهم بصدد تطهير جبل الوعش في الجبهة الشمالية، بعد صد هجوم للميليشيات على منطقة الزنوج.

وكانت الميليشيات شنت هجوماً آخر على حي الزنوج بالتزامن مع الهجوم على الدفاع الجوي بهدف تشتيت قوات الجيش التي لم تتلقَّ أي دعم من قوات الشرعية في عدن، لكنهم فشلوا في تحقيق أي تقدم بالجبهة الشمالية الغربية للمدينة.

كما قصفت الميليشيات أحياء الضبوعة العليا والأخوة وبير باشا وحي جامعة تعز وحبيل سلمان وشارع غزة بمختلف أنواع الأسلحة، حيث تم إحصاء 120 قذيفة سقطت على تلك الأحياء، وتسببت بأضرار مادية وإصابات في أوساط المدنيين، وفقاً لمصادر في الجيش.

وفي جبهة الأحكوم بجنوب المحافظة، تمكنت قوات الجيش من اللواء 35 مدرع من التقدم نحو مواقع الميليشيات في منطقة تبة الدبعي والتبة الخضر المحيطة بطريق هيجة العبد، بعد قصفها تلك المواقع بالمدفعية وتكبيد الميليشيات خسائر فادحة، وذلك وفقاً لمصدر في اللواء 35 مدرع.

وفي جبهات لحج المحاذية لتعز من الجنوب، شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مواقع الميليشيات في كرش والشريجة والحويمي، والتي أدت إلى تدمير دبابة ومدفع للميليشيات في منطقة ثبرة بين الشريجة وكرش، كما أسفرت الغارات عن مصرع وإصابة عدد من الميليشيات الذين كانوا في تلك المناطق، وفقاً لشهود عيان أكدوا هروع سيارات الإسعاف وعربات عسكرية إلى مواقع الغارات لنقل المصابين والقتلى والتوجه نحو الراهدة.

وفي جبهات الشمال، واصلت قوات الشرعية عمليات التمشيط ونزع الألغام من المناطق المحررة في جبهات صعدة، التي تم فيها تطهير مناطق البقع واليتمة ومثلث الجوف في مديرية كتاف، والتي أسفرت وفقاً لمصادر في الجيش عن مصرع 29 من الميليشيات وإصابة العشرات، فيما سجلت حالات فرار واسعة في صفوفهم.

وكانت مقاتلات التحالف العربي واصلت غاراتها المكثفة على مواقع الميليشيات في مناطق عدة من صعدة، مستهدفة معسكراتهم ومواقعهم في مران بمديرية حيدان، ومناطق بركان والحجلة وبسباب بمديرية رازح الحدودية مع السعودية، كما استهدفت منطقة الملاحيظ في مديرية الظاهر.

وفي صنعاء، تمكنت قوات الجيش والمقاومة في نهم شمال شرق العاصمة، من تدمير عربة عسكرية نوع (بي إم بي) تابعة للميليشيات في منطقة السلسلة الحمراء، وذلك بعد تقدمها باتجاه مواقعها في المنطقة، حيث سقط فيها قتلى وجرحى كانوا على متن العربة، التي حاولت التسلل إلى المنطقة.

وكانت مقاتلات التحالف شنت غارات على مواقع الميليشيات في نهم ومحيطها، مجددة استهدافها منطقة الحنشات، كما استهدفت تجمعاً وآليات عسكرية للميليشيات في منطقة القرن بثلاث غارات متتالية، كما استهدفت ثكنة عسكرية في منطقة جبل المنار في المديرية ذاتها الواقعة غرب العاصمة.

من جهة أخرى، تعرض الناشط عيسى العذري المقرب من المخلوع صالح للاختطاف والضرب المبرح من قبل ميليشيات الحوثي في العاصمة صنعاء، الأمر الذي يفاقم من الخلافات بين طرفي الانقلاب.

ونشر الناشط العذري صورة له على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) وهو مضرّج بدمائه، بعد أن تعرض للاختطاف والضرب، مشيراً في منشور مرافق للصورة أن ضربه هو احدى ثمرات «المسيرة الشيطانية»، في إشارة إلى شعار «المسيرة القرآنية» الذي ترفعه الميليشيات، بعد أن تم اختطافه من قبل أصحاب الأسماء الوهمية.

وكان العذري قد كتب منشورات وسجل فيديوهات تنتقد الفساد والممارسات التي تقوم بها ميليشيات الحوثي. وتعرض أخيراً للاعتقال بسبب تلك الانتقادات، قبل أن يطلق سراحه ويتم عقابه بالاختطاف والضرب.

وفي حجة، لقي عدد من عناصر الميليشيات مصرعهم وجرح آخرون في استهداف قوات الجيش لمواقعهم في جنوب صحراء ميدي على الحدود.

وفي الحديدة، واصلت مقاتلات التحالف استهدافها لمواقع الميليشيات في منطقة الجروبة بمديرية الحسينية وأخرى في منطقة الجبانة على الساحل الغربي، كما استهدفت ميناء اصطياد في جزيرة كمران في البحر الأحمر، والذي تستخدمه الميليشيات في تهريب الأسلحة.

وفي الجوف، بدأت قوات الشرعية عملية أمنية لتطهير قرية معيمرة في مديرية المتون من بقايا الميليشيات، وسحب الأسلحة الثقيلة من أيدي الموالين لهم في المنطقة، وذلك في إطار العمليات الأمنية الأخيرة التي نفذتها قوات الجيش والأجهزة الأمنية في المحافظة، لتأمين الطرق والمناطق المحررة من العصابات والخلايا النائمة التابعة للميليشيات.

وفي البيضاء وسط اليمن، قال مصدر في المقاومة إن القيادي في جماعة الحوثي، وليد ناصر الرطب الجوفي، الذي ساند الميليشيات في الدخول إلى رداع، لقي مصرعه في مواجهات تعز الأخيرة، وانه تم نقل جثمانه إلى البيضاء لدفنه.

وفي آل حميقان بمديرية الزاهر، واصلت الميليشيات قصفها لقرى المواطنين في المنطقة، عقب فشلها في استعادة جبل الكساد الذي سيطرت عليه المقاومة أخيراً.

وفي الضالع، أكد الناطق باسم مقاومة مريس، فواز المريسي، لـ«الإمارات اليوم» تمكن قوات الجيش والمقاومة من صد هجوم للميليشيات على قريتي الرحبة وسون شمال مريس، مشيراً إلى مقتل طفلة وإصابة امرأة في الهجوم الذي طال منازل المواطنين في المنطقة، فيما أصيب أحد رجال المقاومة في منطقة يعيس شمال مريس برصاص قناصة من الميليشيات المتمركزة في جبل التهامي جنوب مديرية دمت.

وأوضح المريسي أن الهجمات الأخيرة جاءت بعد يوم واحد من مقتل شخص مدني برصاص قناصة الميليشيات المتمركزة في جبل ناصة ومحيطها جنوب دمت، لافتاً إلى أن جبهة حمك في غرب المحافظة شهدت تبادل القصف المدفعي بين الجانبين.

تويتر