الميليشيات تواصل عمليات تهجير المدنيين من قراهم في مناطق عدة بتعز

قوات الشرعية تعلن تخوم صنـعاء منطقة عسكرية وتبدأ مرحلة الحسـم في الجوف

مقاتلون من قوات الشرعية اليمنية في أحد المرتفعات المحيطة بصنعاء من ناحية مأرب. أرشيفية

دعت قوات الشرعية سكان مناطق التماس في نهم شمال شرق العاصمة صنعاء إلى مغادرتها باعتبارها مناطق عسكرية، فيما أكد قائد المنطقة العسكرية السادسة، اللواء الركن أمين الوائلي، بدء مرحلة الحسم العسكري في الجوف، وسط استمرار المواجهات في جبهات عدة بين قوات الشرعية من جهة والميليشيات الانقلابية من جهة ثانية، مع استمرار الغارات الجوية لمقاتلات التحالف، فيما تقوم الميليشيات بمواصلة تهجير مدنيين من قراهم في مناطق عدة بتعز.

وفي التفاصيل، دعت قوات الجيش والمقاومة في مديرية نهم شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء سكان المناطق الواقعة في جبهات التماس على أطراف مديريتي بني حشيش وأرحب، والمناطق الواقعة باتجاه نقيل ابن غيلان الاستراتيجي إلى مغادرة مناطقهم أو أخذ الحيطة والحذر باعتبارها مناطق مواجهات عسكرية.

وقالت مصادر في مقاومة صنعاء، إن قوات الجيش المقاومة، المرابطة في مديرية نهم على ثلاثة محاور رئيسة إضافة إلى محور حريب نهم المتصل بجبهات صرواح في مأرب، وجهت تحذيرات لسكان مناطق التماس في نهم وأرحب وبني حشيش بأن الأيام القليلة المقبلة ستشهد مناطق مواجهات عنيفة مع الميليشيات، في إطار عمليات تحرير العاصمة.

وأكدت المصادر لـ«الإمارات اليوم»، أن تلك التحذيرات جاءت بالتزامن مع استكمال قوات الشرعية في المنطقة استعداداتها وتجهيزاتها لبدء مرحلة الحسم العسكري في جبهات اليمن ومنها العاصمة، خصوصاً بعد وصول تعزيزات عسكرية نوعية إلى المنطقة، وإعلان الجاهزية القصوى في صفوف الشرعية لبدء المعركة المنتظرة منذ أشهر.

ووفقاً للمصادر فإن بعض القبائل المحيطة بالعاصمة أبدت استعدادها للتعاون والمشاركة في عملية تحرير العاصمة من الميليشيات وإعادة الشرعية والدولة لممارسة عملها انطلاقاً من العاصمة، بعد وصول أوضاع العاصمة في جميع المجالات إلى حافة الانهيار.

في الأثناء، واصلت مقاتلات التحالف غاراتها على مواقع الميليشيات في المنطقة ومحيط العاصمة مستهدفة معسكر الحرس الجمهوري في بيت دهرة بمديرية أرحب، كما استهدفت بنحو ست غارات معسكر عمد وجربان ومواقع في منطقة التلخراف في مديرية سنحان جنوب العاصمة.

وفي الجوف، أكد اللواء الركن أمين الوائلي بدء مرحلة الحسم العسكري في المحافظة، بعد تأمين جميع الطرق الرابطة بين الجوف ومأرب وباتجاه العاصمة وصعدة من الميليشيات الانقلابية وعصاباتها، التي نشرتها على تلك الطرق أخيراً.

وأشار في تصريحات صحافية إلى أن الجوف بدأت مرحلة الحسم العسكري مع الميليشيات، وأن تأمين تلك الطرق يفتح المجال أمام قوات الشرعية للتدفق بسهولة إلى جبهات الجوف ومنها إلى محيط محافظات صنعاء وعمران وصعدة، من أجل بدء مرحلة الحسم العسكري التي أعدت لها قوات الشرعية كل الإمكانات والتجهيزات بمساندة التحالف العربي.

يأتي ذلك، بعد استكمال قوات الشرعية والمقاومة في الجوف تأمين الطرق والمناطق المحيطة بالمناطق المحررة في الجوف من العصابات وعناصر الميليشيات، التي كانت تتمركز في شرق المحافظة على الطريق البري غير الرئيس الرابط بين الجوف ومأرب ومنفذ الوديعة، الأمر الذي يتيح للشرعية استقدام تعزيزات عسكرية مباشرة إلى جبهات الجوف الاستراتيجية.

وكانت قوات الشرعية في الجوف تمكنت من ضبط عصابة تخريبية مدعومة من قبل الميليشيات تقوم بزعزعة الأمن والاستقرار شرق المحافظة، وأسرت قيادات حوثية كانت تشارك العصابة عمليات إقلاق الأمن وهم فيصل حسن شلاق، وحمد مبخوت الرتاج، ومحمد صالح شويل، وحسن محمد شلاق.

وفي جبهات تعز، تمكنت قوات الجيش في الجبهة الشرقية من إفشال تقدم للميليشيات باتجاه معسكر المكلكل ووادي صالة وكبدتهم قتلى وجرحى تم نقلهم فوق «طقمين عسكريين» باتجاه الحوبان ومحافظة إب، وفقاً لمصدر في الجيش.

المصدر أكد سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات في عملية استدراج نفذتها وحدة عسكرية من اللواء 22 ميكا في محيط معسكر المكلكل تم نقلهم على متن طقمين عسكريين باتجاه الحوبان وإب، ما دفع الميليشيات إلى قصف المناطق الشرقية للمدينة بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا ومضاد الطيران مستهدفة أحياء الدعوة وكلابة والجحملية وثعبات، كما استهدفت محيط قلعة القاهرة وقرى في جبل صبر مطلة على المدينة.

وكانت مقاتلات التحالف قصفت مواقع الميليشيات في شرق المدينة مستهدفة معسكر النجدة في منطقة الحوبان شرق المدينة، ما أسفر عن تدمير دبابة ومدفع هاوزتر وإحراق مخازن تموين للميليشيات داخل المعسكر.

وفي جبهة مقبنة غرب المدينة، تواصلت المواجهات بين الجانبين في منطقة العشملة، وسط سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، فيما لقي القيادي الحوثي ماجد عبدالقوي سفيان مصرعه في تلك المواجهات، وفقاً لمصادر محلية في المنطقة، في حين قصفت الميليشيات منطقة حمير بصواريخ الكاتيوشا، مستهدفة قرى المواطنين بالمنطقة.

من جهة أخرى، واصلت الميليشيات عمليات تهجير المواطنين من قراهم في مناطق عدة بتعز، حيث أقدمت على تهجير سكان قرى الدبح وحفيرة ونجد السمسرة وخور في منطقة حذران غرب المدينة، وتحويل مناطقهم إلى ثكنات عسكرية وتمترست في منازلهم القريبة من جبهات الضباب وجبل هان والربيعي ومفرق شرعب.

وفي جبهات لحج المحاذية لتعز، شنت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، هجمات واسعة عقب خطاب المخلوع في اجتماع مع وزرائه وأعضاء لجنة حزبه «المؤتمر الشعبي العام»، الذي دعا فيه إلى القتال في جبهات المحافظات الجنوبية المحررة.

وذكرت مصادر عسكرية في جبهة العند في محافظة لحج أن الميليشيات المتمركزة في جبهات كرش والمضاربة والقبيطة شنت قصفاً عنيفاً وعشوائياً على مواقع الجيش والمقاومة في تلك المناطق عقب خطاب المخلوع.

وأشارت المصادر إلى أن منطقة المضاربة شهدت مواجهات عنيفة بين الجانبين، تمكنت خلالها قوات الشرعية من صد هجوم للميليشيات بمشاركة قوات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع والمعززة بأسلحة ثقيلة على منطقتي الحيمة والمشرف في غرب المضاربة، كما تمكنت من كسر هجوم مماثل في منطقة الأحيوق في محيط الوازعية، القريبة من جبهة المضاربة الواقعة شمال غرب محافظة لحج.

وفي إب، واصلت الميليشيات الانتهاكات بحق سكان المحافظة، مستهدفة بالضرب أحد جنود قسم شرطة الشمالي يدعى مرسل العيدروس واقتادته إلى جهة مجهولة، كما قامت باقتحام مسجد الشيخ موسى في وسط المدينة القديمة وقامت باختطاف عدد من المصلين واقتيادهم إلى جهة مجهولة أيضاً، بعد قيامها بإطلاق النار في باحة المسجد، ما أسفر عن إصابة مصلٍ أثناء محاولته منعهم من اعتقال المصلين لحرمة المكان.

وفي ذمار، لجأت الميليشيات إلى طرق جديدة في تجنيد أبناء القبائل في المحافظة خصوصاً الأطفال منهم، من خلال ضمان نجاحهم في الدراسة الأساسية أو الجامعية، مقابل مشاركتهم في القتال بالجبهات، من خلال توجيه رسائل إلى قيادة التربية والتعليم والجامعة في ذمار إلى احتساب أي مشارك من الطلاب في تلك المراحل بالقتال معهم ناجحاً بدرجة متفوقة إلى الصفوف المقبلة.

وكانت المدينة شهدت وصول 26 جثة من أبناء المحافظة، بينهم 5 أطفال، من جبهات تعز وميدي والحدود مع السعودية، معظمهم من أبناء مديرية آنس ذات الأغلبية الموالية للمخلوع صالح، بينهم قيادات في قوات الحرس الجمهوري أبرزهم أحمد عبده العزب، ومحمد علي الحسني وعبدالله علي الحكيمي، من أبناء منطقة جميمة بمديرية آنس.

وفي البيضاء، واصلت مقاتلات التحالف استهدافها لمعسكر اللواء 26 حرس جمهوري في مديرية السوادية، لليوم الثاني على التوالي بسلسلة من الغارات التي تركزت على الآليات العسكرية ومخازن السلاح في المعسكر.

تويتر