مقاتلات التحالف تعاود شن غاراتها على صنعاء

اليمن: تحرير «جبل السنترال» الاستراتيجي.. ومقتل 7 ضباط كبار من الميلـيشيات

مقاتلون من قوات الشرعية اليمنية أعلى أحد جبال مأرب المطلة على العاصمة صنعاء. إي.بي.إيه

تواصلت المعارك بين قوات الجيش والمقاومة اليمنية وبين الميليشيات الانقلابية في مديرية نهم شمال صنعاء، وكذلك في محافظات الجوف وتعز وحجة، حيث أفادت مصادر صحافية عن مقتل سبعة ضباط من ذوي الرتب العسكرية العالية من الميليشيات الانقلابية، في المعارك التي تشهدها جبهتا حرض في حجة ونهم في صنعاء، فيما شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات النوعية على العاصمة صنعاء، مستهدفة تجمعات ومخازن أسلحة تابعة لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية هي الأولى منذ إعلان الهدنة ووقف إطلاق النار في 10 أبريل الماضي داخل العاصمة.

وفي التفاصيل، تمكنت قوات الجيش والمقاومة، على الجبهات الجنوبية لليمن، من إحكام سيطرتها على أجزاء واسعة من قرى منطقة الصراري في صبر الموادم، التي تتحصن فيها عناصر تابعة للميليشيات قدمت من صعدة وعمران وذمار وصنعاء، بهدف السيطرة على الطرق الرابطة بين تعز والجنوب من جهة التربة وصبر والضباب، لقطع الإمدادات عن المدينة وإحكام الحصار عليها بشكل خانق، عقب إغلاق منفذ «غراب» في غرب المدينة.

وذكرت مصادر محلية في المنطقة، أن الجيش والمقاومة تمكنا من السيطرة على أجزاء كبيرة من المنطقة وطرد الميليشيات منها، وقتل العشرات منهم وإصابة آخرين، فيما شنت الميليشيات من مواقع تمركزها في خدير والحوبان قصفاً بصواريخ الكاتيوشا على الصراري والأقروض بالمسراخ جنوب المدينة، والشقب شرق صبر في محاولة منها لكسر تقدم الجش والمقاومة في المنطقة.

وفي جبهة الساحل الغربي، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من السيطرة الكاملة على «جبل السنترال» الاستراتيجي المطل على مدينة «ذُوباب» جنوبي محافظة تعز، فيما تواصلت المعارك في جبهة كهبوب، القريبة من منطقة باب المندب، بعد محاولة تقدم ميداني للميليشيات، التي قوبلت بصمود للجيش والمقاومة.

وفي جبهة جبل حبشي جنوب غرب المدينة، أفاد الشيخ نجيب النعماني لـ«الإمارات اليوم»، بأن المقاومة والجيش في جبل حبشي افشلا محاولة إرسال تعزيزات للميليشيات إلى المنطقة للتقدم صوب جبل صبر من جهة «يفرس»، وأجبراها على التراجع باتجاه طريق المخاء.

وأوضح النعماني أن الميليشيات تكبدت عشرات القتلى خلال اليومين الماضيين في جبهات الصراري والمسراخ وفي أطراف جبل حبشي عقب فرارهم من الصراري، مؤكداً نقل عربات جند تابعة للميليشيات عشرات الجثث باتجاه مواقعهم بالمخاء، بينهم القيادي الميداني للميليشيات المكنى «أبوطه» من موقع عسكري تم استهدافه من قبل مقاتلات التحالف في مفرق المخاء غرب المدينة.

وفي جبهات ميدي وحرض التابعتين لمحافظة حجة، استهدفت مقاتلات التحالف مواقع للميليشيات في محيط حرض الجنوبي، حيث يعتقد أن هناك منصة لإطلاق صواريخ باليستية تم تدميرها، كما استهدفت بثلاث غارات تعزيزات للميليشيات في تخوم حرض ومفرق عاهم الاستراتيجي.

وكانت مصادر عسكرية أشارت إلى تمكن الدفاعات الجوية السعودية من تدمير صاروخ باليستي أطلق من داخل الأراضي اليمنية، باتجاه الشريط الحدودي بين البلدين، ردت عليه قوات التحالف بقصف مقر اللواء 25 ميكا الموالي للميليشيات والواقع بمديرية عبس بحجة.

يأتي ذلك، في وقت كشف مصدر أمني يمني، أن عشرات الضباط المنتسبين لجهاز الأمن القومي «المخابرات»، الذي تسيطر عليه الميليشيات الانقلابية، أجبروا على الذهاب إلى جبهات القتال في محافظة حجة منتصف الأسبوع الماضي.

وأضاف المصدر وفقاً لقناة «الإخبارية السعودية»، أن «سبعة من هؤلاء الضباط، ذوي الرتب العسكرية العالية، قتلوا في المعارك الدائرة بين قوات الشرعية، وميليشيات الحوثي وصالح» في حجة وصنعاء.

وهزت انفجارات عنيفة العاصمة صنعاء، وتصاعدت أعمدة الدخان الكثيف من مواقع الميليشيات في شمال المدينة، جراء استهداف مقاتلات التحالف مخازن أسلحة ومواقع وتجمعات الميليشيات في حي النهضة وجامعة الإيمان ومقر الفرقة الأولى مدرع، التي حولتها الميليشيات إلى ثكنات عسكرية منذ اقتحامها العاصمة في 2014.

وذكر شهود عيان في المدينة أن انفجارات عنيفة وقعت في ما يعتقد أنه مخزن سلاح، داخل جامعة الإيمان التي تسيطر عليها الميليشيات، بعد أن حولتها إلى ثكنة عسكرية ومخازن لتخزين الأسلحة.

وأوضحوا أن سيارات إطفاء تابعة للميليشيات هرعت إلى المكان في محاولة لإطفاء الحريق الذي اندلع في المخزن الذي يأتي استهدافه عقب زعم الميليشيات أنها أطلقت صاروخاً باليستياً باتجاه الأراضي السعودية.

وواصلت مقاتلات التحالف تحليقها المكثف في سماء العاصمة بالتزامن مع اشتداد المعارك العنيفة في جبهات نهم التي تبعد نحو 45 كم شمال المدينة، والتي تبادل الجانبان في جبهات بني بارق ومحيط مسورة وملح ومبدعة القصف بمختلف الأسلحة، من دون إحراز أي تقدم من الجانبين.

في الأثناء، أقدمت الميليشيات على قتل أحد أعيان مديرية بني حشيش شرق العاصمة، في وسط صنعاء، حيث ذكر شهود عيان أن عناصر الميليشيات أطلقت النار بشكل مباشر على حسين سريع، مالك معامل أيلول للتصوير، وهو على متن سيارته بمنطقة بيت بوس جنوب صنعاء، وينتمي سريع إلى مديرية بني حشيش شرق صنعاء.

وشهدت مديرية بني حشيش اجتماعاً قبلياً طارئاً عقب الحادث ضم عدداً من مشايخ المديرية لمناقشة تداعيات مقتل الشيخ سريع، ووضع حد لما أسموه مهازل الميليشيات الحوثية بحق أبناء اليمن بشكل عام.

وفي جبهات الجوف، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من السيطرة على مواقع جديدة غرب مديرية المصلوب، شملت مناطق قزعة النميم وبيت سنان، التي تبعد مسافة أربعة كيلومترات غرب الهيجة، وذلك عقب محاولة هجوم الميليشيات على مواقع الجيش والمقاومة عقب استقدام تعزيزات عسكرية قبل أن يتحول إلى هجوم مضاد من قبل قوات الجيش والمقاومة في المديرية.

وفي منطقة العقبة شمال مديرية الحزم عاصمة الجوف، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من صد هجوم واسع للميليشيات على مواقع الجيش في المنطقة، وكبدتهم خسائر كبيرة، وفقاً لمصدر في الجيش، الذي أشار إلى فرار الميليشيات على وقع نيران الشرعية مخلفين أسلحة بينها صواريخ «لو» المضادة للدروع، وعدداً كبيراً من صناديق الذخيرة.

وفي صعدة معقل الانقلابيين الرئيس، شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مواقع الميليشيات في المحافظة الواقعة على الحدود مع السعودية من جهة كتاف، التي استهدفتها الغارات بشكل مباشر خصوصاً هضبة البقع.

وفي محافظة إب، تمكنت مقاومة مديرية حزم العدين غرب المحافظة، من شن هجوم مباغت على تجمعات الميليشيات في منطقة الشعاور، وأوقعت فيهم قتلى وجرحى، عقب سيطرة تلك الميليشيات على المنطقة بعد انسحاب المقاومة منها نتيجة نفاذ الذخيرة. وذكرت مصادر في المقاومة أنهم تمكنوا من إيقاع عدد من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات عقب استهدافهم نقطة تفتيش وتجمعات للميليشيات في منطقة نجد الأمير بعزلة سيدم التابعة لمديرية حزم العدين.

وأشارت المصادر إلى أن المقاومة في جبهة الشعاور والاهمول بهذه العملية تعلن تغير تكتيكها من المواجهات المباشرة إلى عمليات وكمائن خاطفة، بعد عام من الصمود والمواجهات المتواصلة حتى انسحابها التكتيكي السبت.

تويتر