الانقلابيون يواصلون حصار سكان تعز ويمنعون وصول المواد الغذائية

مقاتلات التحالف تتولى زمام المعارك في اليمن وتكبّد الميليشيات خسائر فادحة

مقاتلان من قوات الشرعية في فرضة نهم القريبة من صنعاء. رويترز

تمكنت مقاتلات التحالف العربي من دكّ مواقع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، بجبهات عدة في اليمن، وأوقعت فيها خسائر فادحة في الأفراد والعتاد العسكري، فيما ارتفعت حدة المعارك بين الجيش والمقاومة بمساندة التحالف من جهة والميليشيات الانقلابية من جهة أخرى، مع استمرار حصار تعز وعزل جبهات حجة، حيث أغلقت الميليشيات، لليوم الثالث على التوالي، معبر غراب، غربي مدينة تعز، ومنعوا الدخول والخروج للمركبات والمواد الغذائية والتموينية والسكان.

وفي التفاصيل، كثفت مقاتلات التحالف العربي من غاراتها الجوية ضد مواقع وتعزيزات الميليشيات الانقلابية في اليمن، وفرضت عزلة كاملة على جبهات حجة الحدودية في شمال غرب البلاد، في ظل استمرار المعارك العنيفة التي تخوضها قوات الجيش الوطني بمساندة قوات التحالف ضد الميليشيات.

وذكرت مصادر عسكرية وأخرى محلية في جبهتي حرض وميدي بمحافظة حجة اليمنية، أن مقاتلات التحالف شنت ما يقارب تسع غارات على المدخلين الجنوبي والشرقي لمدينة حرض الحدودية، مستهدفة تجمعات وآليات عسكرية للميليشيات، فيما قامت مروحيات الأباتشي بتمشيط المباني في مداخل المدينة الجنوبية والشرقية، التي تتمركز فيها عناصر «قناصة» تابعة للميليشيات.

وأشارت المصادر إلى أن مقاتلات التحالف استهدفت مخازن أسلحة وعربات مدرعة وتحصينات للميليشيات في أطراف حرض، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من عناصر الميليشيات في تلك المناطق، وسجلت حالات فرار واسعة في صفوفهم نتيجة كثافة النيران وضراوة القصف الجوي.

في الأثناء، ذكرت مصادر محلية بمديريات عبس وكعيدنة وشمر والمحابشة في حجة، أن مقاتلات التحالف العربي واصلت تحليقها المكثف في سماء تلك المناطق لمراقبة أي تحركات عسكرية تحاول الميليشيات الدفع بها باتجاه جبهتي حرض وميدي، اللتين أصبحتا معزولتين بشكل كبير، بعد استهداف مقاتلات التحالف لجسور وطرق تربط عمران وحجة بهما.

وكانت قوات الجيش، بمساندة قوات التحالف، دمرت دبابة وعربة جند ومدافع داخل معسكر تدريبي في منطقة الحوسية شرق جمرك حرض، في إطار العملية العسكرية الواسعة التي تنفذها قوات الشرعية في المنطقة العسكرية الخامسة منذ أيام، فيما تواصل عمليات نزع الألغام التي زرعتها الميليشيات في مناطق متفرقة بالمدينة ومحيطها.

وفي العاصمة صنعاء، تواصلت المعارك العنيفة بين الجيش والمقاومة من جهة والميليشيات من جهة ثانية، في مناطق متفرقة من نهم شمال المدينة، استخدم الجانبان مختلف الأسلحة فيها، في حين دفعت الميليشيات بتعزيزات جديدة إلى مديريتي أرحب وبني حشيش، في ظل تقدم قوات الشرعية، التي حققت انتصارات نوعية الأيام الماضية في محيط المديريتين.

وفي محافظة الجوف، شنت مقاتلات التحالف غارات نوعية على مواقع الميليشيات في مناطق متفرقة من المحافظة، واستهدفت بغارة منزلاً شرق مديرية الغيل حولته الميليشيات إلى مخزن للأسلحة ومأوى لعناصرها، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى وتدمير عدد من الذخيرة والأسلحة التي كانت بداخله.

وأفاد شهود العيان بأن الميليشيات قصفت، عقب الغارة، قرى المنطقة بشكل هستيري، انتقاماً لخسارتها الأسلحة وعناصرها في منزل القيادي الحوثي، عيضة علي العنقاصي، في عزلة المحبيب بمديرية الغيل جنوب المحافظة.

وقال الناطق الرسمي باسم مقاومة الجوف، عبدالله الأشرف، لـ«الإمارات اليوم»، إن قوات المقاومة والجيش في مديرية المصلوب أجبرت قيادياً ميدانياً للميليشيات على تسليم نفسه ومجموعته لقوات الشرعية، مشيراً إلى أن القيادي الميداني الحوثي، حمد محسن جريم، سلم نفسه مع مجموعته المسلحة لقيادة المقاومة، في مديرية المصلوب غرب المحافظة. وأوضح الأشرف أن القيادي الحوثي والمسلحين الذين سلموا أنفسهم عادوا إلى منازلهم في المنطقة بحماية الجيش والمقاومة.

وفي مأرب تمكنت قوات الجيش والمقاومة بمساندة مقاتلات التحالف من إفشال هجوم ومحاولة تقدم للميليشيات باتجاه التباب المطلة على معسكر كوفل من الناحيتين الغربية والشمالية، خصوصاً في محيط تبة النظارة، حيث تمكنت قوات الشرعية من إعطاب مدرعة وتدمير طقم عسكري للميليشيات بالمنطقة، وفقاً لمصدر بالمقاومة الشعبية.

وكانت مقاتلات التحالف استهدفت مواقع الميليشيات في محيط صرواح جبل هيلان غرب المحافظة، كما شنت سلسلة من الغارات على محافظة صعدة معقل الميليشيات وزعيمها، مستهدفة منطقة «المخروق» في ‏البقع بمديرية كتاف، فيما قصفت المدفعية السعودية منطقتي «الرقو» و«عياش» بمديرية منبه، مستهدفة تجمعات للميليشيات وقوات المخلوع صالح، وأوقعت في صفوفهم قتلى وجرحى.

وفي صعدة، غادرت بعثة منظمة «أطباء بلا حدود الدولية» المستشفى الجمهوري بمدينة صعدة، بعد مضايقات من ميليشيات الحوثي لطاقمها الذي كان يقدم خدمات طبية إنسانية للمدنيين، في حين اعتبره مراقبون مؤشراً إلى بدء عمليات عسكرية واسعة للتحالف والشرعية في المحافظة، التي تعد المعقل الرئيس للميليشيات، التي سيشكل تحريرها اندحار الانقلابيين من المدن الأخرى.

وفي محافظة شبوة، تجددت المعارك العنيفة بين الجيش والمقاومة من جهة والميليشيات الانقلابية من جهة أخرى في مديرية عسيلان، وتمكنت قوات الشرعية من إعطاب آلية عسكرية للميليشيات.

وفي تعز، واصلت الميليشيات إغلاق معبر غراب في شارع الستين غرب المدينة لليوم الثالث على التوالي، ومنعت الدخول إلى المدينة والخروج منها عبر المنفذ الغربي المتبقي للمواطنين، وقامت بإعادة العوائل القادمة من الأرياف بمن فيهم المرضى، إلى جانب منع السلع والمواد الغذائية والدوائية والمشتقات النفطية إلى المدينة.

وذكر شهود عيان أن عدداً كبيراً من السيارات يصطف بطابور طويل على الجهة الجنوبية والغربية للمدينة، بينما شوهد عدد من العائلات، بينهم أطفال، تفترش الأرض على جانبي المعبر، للمبيت في العراء انتظاراً للدخول إلى المدينة، في حين منعت الميليشيات الدخول سيراً على الإقدام، بمن في ذلك من يريد أن يخرج من المدينة.

من جانبها، أبدت مقاومة تعز ترحيبها بأي عمل من شأنه وقف إطلاق النار وفك الحصار ووقف نزيف الدم في المدينة، حيث جاء ذلك على لسان رئيس المجلس العسكري في تعز، العميد صادق سرحان، الذي عقد مؤتمراً صحافياً تناول فيها آخر مستجدات الأوضاع في المدينة عقب إعادة حصارها بشكل خانق من قبل الميليشيات.

وقال العميد سرحان إنه نيابة عن الجميع يرحب بأي عمل وفق بنود اتفاق لجنة التهدئة، المعنية بوقف إطلاق النار وفك الحصار وفتح المداخل الرئيسة للمدينة، وأضاف «أن الجيش والمقاومة يواصلان المسير في الدفاع عن مدينتهم ضد الميليشيات الانقلابية».

وشنت مقاتلات التحالف غارات على منطقة كهبوب في مديرية المضاربة الفاصلة بين لحج وتعز، وأخرى على مناطق المنصورة والشقيراء في الوازعية.

وفي جبهة حيفان الأعبوس، واصلت قوات الجيش والمقاومة تطهير مركز المديرية من الميليشيات، بمساندة مقاتلات التحالف التي شنت سلسلة من الغارات على الجبال المحيطة بالمنطقة، التي تتمركز بها عناصر للميليشيات، خصوصاً جبل المنظارة الاستراتيجي المطل على طور الباحة في لحج وتبة المنشارة في الأعبوس، وكذلك تبة حارات بالقرب من منطقة الخزجة، قتل فيها خمسة من الميليشيات وأصيب آخرون.

وفي لحج، قصفت الميليشيات بصواريخ الكاتيوشا مناطق سكنية، بما فيها المدارس وسوق المدينة، في كرش الحدودية مع تعز، ما تسبب في نزوح بعض السكان من المنطقة.

وفي البيضاء، لقي 10 من الميليشيات في مديرية الملاجم مصرعهم بكمينين نفذتهما المقاومة، الأول بمنطقة ضحوة تم فيه قتل ثمانية من الانقلابيين وإعطاب عربة عسكرية، والآخر وقع في طريق بيحان بمديرية الملاجم، حيث تم تدمير عربة ومقتل اثنين كانا على متنها.

تويتر