«الشرعية» تدفع بتعزيزات جديدة إلى جبهات القتال.. والميليشيات تواصل خرق الهدنة

معارك حسم في شبوة وتــــــعز والجوف.. و«التحالف» يقصف مواقــــــــــع للحوثيين

قوات من الشرعية اليمنية على متن سيارتين في إحدى مناطق مأرب. إي.بي.إيه

دخلت المعارك في اليمن مرحلة جديدة من الحسم العسكري، بمشاركة مقاتلات التحالف العربي، بدأت معالمها تظهر بشكل كبير في جبهات شبوة والجوف وتعز، وشمال العاصمة صنعاء.

وفي التفاصيل، شهدت جبهات القتال في محافظة شبوة، جنوب شرق اليمن، معارك عنيفة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة من جهة وميليشياتت الحوثي وقوات المخلوع علي عبدالله صالح من جهة أخرى، في إطار بدء المرحلة الجديدة من عمليات قوات الشرعية والتحالف، لتحرير ما تبقى من الأراضي، التي تخضع لسيطرة الحوثيين في محافظات مختلفة.

ودفعت قوات الجيش الوطني والمقاومة بتعزيزات جديدة إلى محافظة شبوة، لمساندة قوات اللواء 19 مشاة، واللواء 21 ميكا، لتحرير ما تبقى من مديريات عسيلان – بيحان – عين، شمال وغرب المحافظة، حيث أكدت مصادر محلية في عسيلان وصول قوة عسكرية ضخمة تابعة للشرعية إلى جبهات القتال، بينها دبابات وعربات عسكرية ومدافع وراجمات صواريخ، إلى جانب 20 طقماً عسكرياً.

وأكدت المصادر أن العمليات العسكرية بدأت في مناطق شمال عسيلان، استعداداً لاقتحام جبل بن سبعان، شمال غرب مدينة النقوب، التي وصلت تعزيزات تضم ناقلات جند وشاحنات عسكرية عملاقة تحمل دبابات وعربات ومدافع، تشق طريقها عبر الصحراء شمال بيحان، قادمة من منطقة صافر شرق مأرب، في طريقها إلى عسيلان لحسم المعركة، ومساندة اللواء 19 مشاة في حسمها، بعد تمادي ميليشياتت الحوثي وقوات المخلوع صالح في خروقاتها للهدنة، واستمرار استهدافها لمواقع الجيش والمقاومة على مدى شهر ونصف الشهر.

وكانت الميليشيات قصفت الأحياء السكنية بوادي عسيلان بصواريخ الكاتيوشا، مسببة موجة من الرعب في أوساط النساء والأطفال، سعياً منها لتحقيق مكاسب على الأرض، مستغلة التزام الجيش والمقاومة بالهدنة.

وفي مديرية بيحان غرب شبوة، شهدت مناطق التماس بين الجانبين قصفاً مدفعياً متبادلاً بين الجانبين، عقب استمرار الميليشيات في خرق الهدنة بفرض الحصار على بيحان، وتركزت عمليات القصف في مناطق الساق ومجبجب والعكيد وذهبا، شمال بيحان.

في الأثناء، أقدمت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح على تفجير طريق مأرب - عتق من منطقة الساق بمديرية بيحان غرب شبوة، في سعيها لقطع ألإمدادات عن قوات الشرعية، وإعاقة تقدمها باتجاه مديرية بيحان، لكسر الحصار الذي تفرضه الميليشيات، منذ مارس الماضي.

وفي محافظة مأرب شمال اليمن، قصفت ميليشيات الحوثي، وقوات المخلوع صالح، مدينة مأرب بصواريخ الكاتيوشا من مواقعها في صرواح، طال عدداً من أحياء المدينة، دون أن يسفر عن إصابات.

وتواصل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح خرقها للهدنة، في مختلف جبهات مأرب الواقعة غرب المدينة، والتي شهدت اشتباكات عنيفة جداً في جبل هيلان وأطراف جبل هيلان، عقب القصف الذي تعرضت له المدينة بالكاتيوشا.

وفي محافظة الجوف شرق اليمن، ناشدت المقاومة الشعبية والجيش الوطني الهلال الأحمر اليمني سرعة انتشال جثث قتلى ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، التي سقطت خلال معارك الأيام القليلة الماضية، والتي لاتزال منتشرة في مناطق متفرقة في المتون والمصلوب والغيل، ما يهدد بانتشار الأمراض، جراء تعفنها.

في الأثناء، قتل ثلاثة أشخاص بينهم شيخ قبلي، في اشتباكات مسلحة اندلعت في مديرية الحزم عاصمة الجوف على خلفية حادث مروري، ما تسبب في نشوب شجار بين طرفي الحادث، تطور إلى اشتباكات مسلحة في سوق الحزم الرئيس، أدت إلى إطلاق النار بين الطرفين، ومقتل الشيخ طالب محمد المكي، الذي كان يريد أن يصلح بين المتشاجرين.

وفي محافظة عمران القريبة من الجوف وصنعاء، شنت مقاتلات التحالف أكثر من 26 غارة جوية على مواقع وآليات الحوثيين، في المناطق الواقعة بمحيط مقر اللواء 29 ميكا «العمالقة»، الذي سيطرت عليه ميليشيات الحوثي أخيراً.

وأكدت مصادر محلية، في المنطقة، وقوع انفجارات عنيفة في مقر لواء العمالقة، ومواقع عسكرية قريبة منه، تم استحداثها من قبل الميليشيات، أخيراً، في الجبل الأسود بحرف سفيان، وأن الغارات استهدفت مخازن أسلحة وآليات عسكرية، كانت في تلك المواقع.

وفي محافظة البيضاء، وسط اليمن، قال مصدر محلي في مديرية قيفة رداع، غرب المحافظة، إن ميليشيات الحوثي، وقوات المخلوع صالح، واصلت قصفها لمناطق الملاح وقرية العبل، طالت منازل المواطنين وقراهم، وإن القصف جاء من جهة مواقع الحوثيين في جبل العليب المطل على تلك المناطق، ما أدى إلى سقوط جرحى بينهم مدنيون.

واندلعت المعارك بين الحوثيين وقوات صالح من جهة، والمقاومة الشعبية من جهة أخرى، في قيفة برداع بعد أيام من اتفاق الهدنة المُعلن عنه بين الأطراف اليمنية، وجاءت تلك التطورات بعد استحداث الحوثيين للنقاط المسلحة، وسط استمرارها بإرسال تعزيزات عسكرية إلى المحافظة.

في الأثناء، قصفت مقاتلات التحالف مواقع الميليشيات وقوات المخلوع في منطقة مكيراس، على الحدود مع محافظة أبين الجنوبية، في حين أكدت مصادر محلية أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين المقاومة الجنوبية والجيش الوطني، وبين ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح من جهة أخرى، في نقيل ثرة بمدينة لودر بمحافظة أبين. وقال قيادي في المقاومة بالمدينة إن المواجهات استخدمت فيها مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، من قبل القوات المهاجمة.

وفي محافظة الضالع، لقي أحد قيادات الميليشيات مصرعه، وجرح اثنان آخران، عندما حاولت مجموعة بقيادته التسلل إلى منطقة حمك يبار غرب قعطبة شمال المحافظة، والتي قوبلت بنيران مكثفة، أطلقتها قوات الجيش الوطني والمقاومة في المنطقة، ما أفشل عملية التسلل.

وقال مصدر، في لجنة التهدئة ومراقبة وقف إطلاق النار في الضالع، إن الميليشيات ارتكبت 22 خرقاً للهدنة، خلال اليومين الماضيين، في جبهتي مريس وحمك، في حين واصلت تلك الميليشيات قصفها لمناطق يعيس والزيلة والمعطاب والعبلين والجميمة، مستهدفة منازل المواطنين في قرى تلك المناطق بشكل مباشر.

وفي تعز جنوب اليمن، شهدت جبهة الصبيحة والوازعية، جنوب المحافظة، معارك عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة من جهة، وميليشيات الحوثي وقوات المخلوع من جهة ثانية، عقب محاولتهم استعادة جبل الصيبارة الاستراتيجي، الذي تم تحريره قبل أيام من قبل المقاومة الشعبية.

إلى ذلك، قتل ثلاثة من عناصر الميليشيات، واستشهد مدني، وأصيب ثلاثة آخرون، في تجدد المعارك العنيفة بالجبهة الشرقية للمدينة، حيث شهدت ثعبات وكلابة والكمب وجولة القصر، اشتباكات وتبادلاً للقصف بالرشاشات ومدافع الهاون بين الجانبين.

وفي الجبهة الغربية، استشهد مدني وأصيب ثمانية آخرون، بينهم طفلة في السادسة من عمرها، جراء القصف العشوائي الذي شنته الميليشيات على أحياء وادي القاضي والحصب وقبة المعصور، ومناطق متفرقة في الضباب، من مواقعها في جبل جرة ومنطقة حدائق الصالح.

يأتي ذلك متزامناً مع استمرار الميليشيات في الدفع بتعزيزات عسكرية، مستغلة التزام التحالف والشرعية بالهدنة ووقف إطلاق النار، حيث وصلت تعزيزات للميليشيات إلى جبل الجمري بمديرية المخاء الساحلية، وأخرى توجهت إلى مناطق البرح وجبهة مقبنة، التي تشهد مواجهات عسكرية بين المقاومة والميليشيات منذ أيام، وسط نزوح عشرات الأسر باتجاه مناطق آمنة.

وتعد جبهات تعز من أشد الجبهات تصعيداً، حيث تمكنت المقاومة والجيش الوطني من صد هجوم كبير لميليشيات الحوثي والمخلوع في الضباب غرب المدينة، إذ حاولت الميليشيات التوجه صوب منطقة مفرق ميلات على الطريق الرئيس الرابط بين الحديدة وتعز، ما دفع المقاومة والجيش للتصدي لها بكل بسالة، ما دفع الميليشيات للانسحاب بعد تكبدها عدداً من القتلى.

تويتر