الوفد الحكومي يطالب المجتمع الدولي بموقف فوري إزاء جرائم الميليشيا

ولد الشيخ يؤكد على ضرورة الحفاظ على الأجواء الإيجابية للمشاورات

ولد الشيخ والمتحدث الرسمي باسمه خلال مؤتمر صحافي في الكويت. إي.بي.إيه

عقد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس، مشاورات «منفردة» مع ممثلي وفد الحكومة اليمنية ووفد ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح المشاركين في مشاورات السلام بالكويت، حيث أكد على ضرورة الحفاظ على الأجواء الإيجابية التي خيمت على جلسات المباحثات في اليومين الماضيين، بينما طالب وفد الحكومة اليمنية المجتمع الدولي بموقف فوري إزاء جرائم ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح.

وتفصيلاً، ناقش المبعوث الأممي مع الأطراف اليمنية في قصر بيان، كلٌ على حدة، القضايا السياسية المطروحة على جدول الأعمال في ضوء تثبيت وقف إطلاق النار، وبحث الإطار العام الذي اقترحته الأمم المتحدة بشأن هيكلية وإطار العمل بالنسبة للمحاور السياسية والأمنية والاقتصادية في المرحلة المقبلة، وذلك في محاولة لتقريب وجهات النظر بين المتفاوضين، وإيجاد صيغة توافقية بشأنها قبل الدخول في مشاورات مباشرة.

وجرى التأكيد خلال المشاورات «المنفردة» على ضرورة الحفاظ على الأجواء الإيجابية التي خيمت على جلسات المباحثات في اليومين الماضيين، والانخراط في المشاورات بحسن نية ورغبة في السلام لإنهاء معاناة الشعب اليمني.

وقالت مصادر دبلوماسية يمنية مطلعة إن المبعوث الأممي اتفق مع ممثلي وفد الحكومة اليمنية ووفد ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح على اختيار أربعة ممثلين عن كل فريق، لعقد جلسة مباحثات مباشرة في وقت لاحق من اليوم.

وكانت المشاورات اليمنية حققت تقدماً مهماً الثلاثاء الماضي بعد موافقة الأطراف اليمنية على مضمون الإطار العام الذي طرحته الأمم المتحدة بشأن هيكلية وإطار العمل للمرحلة المقبلة، بما ينسجم مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، واجتماع بييل الذي عقد بسويسرا في ديسمبر 2015.

من جانبه، طالب وفد الحكومة، المشارك في المشاورات، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بموقف عاجل إزاء الجرائم التي ترتكبها ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح في محافظة تعز المحاصرة منذ أشهر، رغم اتفاق الهدنة، وإيقاف إطلاق النار الموقع بين الجانبين بهذا الشأن، في حين مازالت الجلسات المباشرة بين وفدي الحكومة والميليشيا متوقفة جراء انقلاب الأخير على الاتفاقات السابقة ورفضه الخوض في جدول أعمال المشاورات.

وقال مصدر في وفد الحكومة اليمنية لـ«الإمارات اليوم» إن لقاءً ساخناً جمع بين الوفد الحكومي وولد الشيخ، قدم فيه وفد الحكومة رسالة احتجاجية للمبعوث الأممي، تضمنت الخروقات المتكررة التي ترتكبها الميليشيات في اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن الوفد الحكومي طالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بموقف فوري إزاء جرائم تلك الميليشيات، ووصف استمرارها في قصف المدنيين بجرائم حرب تنسف أي مسار للسلام.

وبحسب المصدر، فإن الوفد الحكومي أكد للمبعوث الأممي استمرار الانقلابيين في تصعيدهم العسكري على الأرض، وارتكاب خروقات غير مقبولة لاتفاقية الهدنة، والتي كان آخرها تفجير المنازل في محافظة تعز التي مازالت تعاني حصاراً ظالماً يرافقه قصف حوثي متواصل على الأحياء السكنية.

وأوضح المصدر أن مشاورات الكويت أظهرت مصطلحاً جديداً يسمى «حوثنة أجهزة الدولة»، بمعنى قيام جماعة الحوثي الانقلابية بتعيين آلاف التابعين لها في مراكز مهمة في أجهزة الدولة، إلى جانب ارتكابها جرائم تهدد بانهيار مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية والاقتصادية، مؤكداً أن هذا المصطلح الذي انتشر عبر مطالبات حكومية أيدتها العديد من الدول الراعية لهذه المشاورات، كونه يضرب ما تبقى من جهاز الدولة، الأمر الذي يقود لانهيار كامل، ويخلق واقعاً مختلاً في المستقبل. وكشف المصدر عن لقاءات جمعت وفد المتمردين في المشاورات، الذي يمثل جماعة الحوثي والمخلوع صالح، بالمبعوث الأممي وسفراء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في إطار المساعي الدولية والخليجية من أجل إنجاح مشاورات الكويت، استجابة لتطلعات الشعب اليمني، وممارسة مزيد من الضغط على الانقلابيين لإيقاف تعنتهم وتقديم تنازلات تسهم في تقدم مسار المشاورات.

 

تويتر