عشرات الناشطات يتجمّعن في ساحة التغيير في صنعاء لإحياء المناسبة

اليمنيون يتحدّون الانقلابيين ويحتفلون بذكرى الإطاحة بصالح

أطفال يمنيون يشاركون في إحياء ذكرى ثورة 11 فبراير. سبأنت

احتفل آلاف اليمنيين، أمس، بالذكرى الخامسة لثورة 11 فبراير الشبابية التي أطاحت بالرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بعد 33 عاماً من الحكم، برغم الإجراءات الامنية المشددة لميليشيات الحوثي والمخلوع في العاصمة صنعاء، والحصار الذي تفرضه على مدينة تعز منذ تسعة أشهر، في الوقت الذي أكدت فيه المنسقية العليا لثورة الـ11 من فبراير أن تضحيات شباب الثورة ونضالات مختلف ابناء اليمن في الجبهات لن تذهب هدراً، ولن تُوأد أحلام وتطلعات الملايين في التحول المدني، وبناء وطن آمن ومستقر قائم على الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية.

ففي العاصمة صنعاء، تحدّت عشرات الناشطات الإجراءات الأمنية التي فرضتها الميليشيات الانقلابية، وتجمعن في ساحة التغيير للاحتفال بهذه المناسبة، رافعات الأعلام الوطنية وصور شهداء ثورة فبراير والمختطفين في سجون الميليشيات. وأكدت الناشطات استمرار ثورة فبراير، وأهدافها في دولة اتحادية عادلة للجميع، ومطالبات بإطلاق جميع المختطفين في سجون الميليشيا.

وفي تعز احتشد آلاف المتظاهرين في شارع جمال عبدالناصر للاحتفال بثورة فبراير تحت شعار«11 فبراير ثورة الحلم المحاصر»، نظمتها قافلة التحدي بمدينة تعز. وقدم شباب من أبناء تعز عروضاً فنية تندد بالحصار الجائر الذي يفرضه الانقلابيون منذ تسعة أشهر، مؤكدين صمود المدينة في وجه القوة العسكرية التي تحاصر بها الميليشيا المدينة.

كما قدم في المهرجان عرض مسرحي صامت يعبر عن معاناة المواطن اليمني مع نظام الانقلابيين، والثورة المضادة التي نشرت الدمار والقتل في المدن اليمنية. واحتضنت محافظة تعز أول ساحة احتجاج للمطالبة بإنهاء حكم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، معلنة عن بدء انتفاضة شعبية عارمة، اجتاحت محافظات البلاد، وزادت زخماً مع تأسيس ساحة التغيير وسط العاصمة صنعاء.

وفي محافظة مأرب بإقليم أزال، أعلنت اللجنة التحضيرية للاحتفال بالذكرى الخامسة لثورة 11 فبراير عن فعاليات احتفالية بالمناسبة في مدينة مأرب.

ونقلت وكالة «سبأ» التابعة للشرعية عن رئيس اللجنة عبدالكريم ثعيل «إن الاحتفال هذا العام يأتي على وقع انتصارات قوات الشرعية في الجوف وصنعاء ومأرب وتعز، وقريباً نحتفل جميعاً في وسط العاصمة صنعاء بعد تحريرها». وأوضح أن الفعالية تتضمن إيقاد شعلة 11 فبراير بساحة التغيير في المدينة، واحتفال خطابي بالمناسبة، بحضور رسمي وشعبي من مختلف المحافظات اليمنية.

في الأثناء، أكد بيان للمنسقية العليا لثورة الـ11 من فبراير أن الثورة لا تنتهي، وهي مصير لا حياد ولا تراجع عنه، وأشار البيان الى أن ذكرى ثورة الشباب الشعبية السلمية تحل والوطن يشهد تداعيات كبيرة التي خلفتها ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية ضد الشرعية والتي طالما حذرت منها ومن مخططاتها، وكانت الثورة هي الحل الأنجع لإيقاف عبثها واقتلاع جذور الفساد والاستبداد.

ولفت البيان إلى أن رهانات الانقلابيين ستبوء بالفشل أمام عزيمة وإصرار الشعب اليمني، وشباب الثورة الذين قطعوا على أنفسهم العهد بألا تخبو أصواتهم أو تتوانى عزائمهم عن استكمال تحقيق أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية، والحفاظ على مكتسبات ثورة سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.

ودعت المنسقية العليا للثورة اليمنية كل المؤسسات الإنسانية والحقوقية إلى رصد كل تلك الممارسات واطلاع العالم عليها والعمل على تقديم المجرمين وملاحقتهم أمام المحاكم المحلية والدولية، فيما قال المجلس التنسيقي لقوى الثورة السلمية «إن ثورة 11 فبراير ستنتصر على قوى التمرد والانقلاب، وأنها شعلة لا يمكن أن تطفئها ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية».

واضاف المجلس أن «الذكرى الخامسة للثورة لها طابعها الخاص الذي يجعلها تقف على مشارف عهد جديد يشهده الوطن في ظل الانجازات التي يسطرها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مواجهة القوى الانقلابية، واستعادة الأمن والأمان، وفرض هيبة الدولة على كامل التراب الوطني».

وفي 11 فبراير 2011 بدأ آلاف اليمنيين في مختلف المحافظات، ثورة سلمية للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وتوجت هذه الثورة بتوقيع المبادرة الخليجية في نوفمبر من العام نفسه، والتي نصت على أن يتخلى صالح عن الحكم لنائبه الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي مقابل حصانة تعفيه من أي مساءلات قانونية، قبل أن يتآمر صالح مع الحوثيين للانقلاب على شرعية الرئيس هادي ووضعه تحت الاقامة الجبرية في يناير 2015.

 

تويتر