هجمات «تكتيكية» للقوات السعودية على مواقع ميليشيات الحوثي وصالح في صعدة

ياسين يشيد بجهود الإمــــارات دعماً لعودة الشرعية في اليمن ويُحيي شـــهداءها

رياض ياسين خلال اجتماعه مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة أمس. أ.ب

ثمّن وزير خارجية اليمن، الدكتور رياض ياسين، الجهود التي تبذلها دولة الإمارات في اليمن، دعماً لعودة الشرعية، ومواجهة الميليشيات المسلحة، موجهاً الشكر للدولة، قيادةً وحكومةً وشعباً، وحيّا شهداء القوات المسلحة الإماراتية، الذين لبوا نداء ربهم في اليمن، والجرحى الذين بذلوا كل جهدهم، وقدموا مساعداتهم لتحرير عدن وبقية المناطق، فيما خاضت القوات السعودية، أمس، مواجهات مع ميليشيات الحوثي وصالح في مناطق متفرقة من محافظة صعدة، الواقعة شمال اليمن، على الحدود مع أراضي المملكة التي تقود تحالفاً عربياً لدعم الشرعية اليمنية.

وفي التفاصيل، قال ياسين، في تصريح لمراسل وكالة أنباء الإمارات «وام» بالقاهرة، عقب لقائه أمس الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي، إن الاجتماع المشترك لوزراء الدفاع والخارجية العرب سيعقد في غضون الأسابيع الأربعة المقبلة، مؤكداً أن طلب تأجيل الاجتماع الذي كان مقرراً له أمس بالقاهرة، جاء لمزيد من الدراسة، وبحث تفاصيل حول بروتوكول القوة العربية المشتركة، التي تأتي تنفيذاً لقرار القمة العربية الأخيرة في مصر في مارس الماضي.

وأكد وزير الخارجية اليمني، في مؤتمر صحافي له عقب مباحثاته، أمس، مع العربي، أن القوة العربية المشتركة ستنفذ قريباً، لأنها جاءت بقرار من القمة العربية في شرم الشيخ، وهي الآن في طريقها للتنفيذ، وأن التأجيل جاء لمزيد من الدراسة، موضحاً أنه سيتم التوقيع على بروتوكولها قريباً.

وأشار إلى أن لقاءه مع الأمين العام للجامعة تناول تطورات الأوضاع داخل اليمن، خصوصاً ما يحدث اليوم من جرائم وحشية ترتكبها ميليشيات الحوثي وصالح في مدينة تعز الباسلة، التي لايزال أبناؤها يقاومون بشكل قوي هذه الميليشيات.

وقال إنه «تأكد لنا في الحكومة الشرعية أن الجرائم التي ترتكبها ميليشيات الحوثيين وصالح في مدينة تعز دليل قرب انهزامها وإحباطها، ولذلك فإنها ترتكب هذه الجرائم». وأضاف أن هذه القضايا كانت محور المباحثات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية.

وأوضح أن اللقاء تناول كذلك دور الدول العربية إزاء الاتفاقية الدولية الجديدة الخاصة بمنع تجارة الأسلحة، خصوصاً أن هناك اختلافات في بعض المعايير للتعامل مع هذه القضية.

وفي رده على سؤال حول إمكانية تدخل بري لقوى التحالف العربي في اليمن، لحسم التمدد الحوثي، والتصدي لميليشيات صالح، قال ياسين إن «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» هي عملية متكاملة، ولا نسمي هذا تدخلاً برياً، مؤكداً أن ما تقوم به القوات الوطنية اليمنية، وقوات المقاومة الشعبية، يحظى بدعم ومساندة قوات التحالف العربي، وأن هذه العمليات كلها تصب في اتجاه واحد، وهو إعادة اليمن إلى وضعه الطبيعي، وإعادة الشرعية، وبالتالي فهي عملية متكاملة.

ورداً على سؤال حول مدى وجود مؤشرات لدى السلطة الشرعية بقرب تحرير صنعاء من الميليشيات الانقلابية، كشف وزير الخارجية اليمني أن المؤشرات المتوافرة إيجابية، حيث توجد داخل صنعاء عناصر من المقاومة الشعبية، إضافة إلى العديد من المناطق المحيطة بصنعاء، تؤيد الشرعية، وهناك مؤشرات كثيرة تؤكد قرب تحرير صنعاء، معتبراً أن الهجوم الوحشي الذي تقوم به ميليشيات الحوثي وصالح على مدينة تعز، يوضح أنهم يدركون تماماً أن تحرير تعز هو البداية الأولى والأساسية لاستعادة صنعاء.

في سياق متصل، وصف ياسين جهود المبعوث الأممي الخاص باليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، التي يقوم بها في مسقط حالياً مع جماعة الحوثي وصالح بأنها مشاورات، وليست مفاوضات. وقال «إننا لسنا طرفاً فيها. هذه المشاورات تستهدف إقناع الحوثيين وميليشيات صالح بضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن (2216)»، مشدداً على أنه الحل الوحيد المطروح.

وأكد ياسين أن الحل السياسي في اليمن لن يكون إلا بعد التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن (2216)، وعندما تعود للدولة والشرعية السيطرة على كل اليمن، حينها يمكن الحديث عن الحل السياسي بمشاركة جميع الأطراف اليمنية، وفق حجمه في داخل الساحة اليمنية.

وقال إنه ليس من المقبول أن يعطى أي مكون يمني، مهما كان حجمه، الفرصة للاستيلاء على السلطة، وفرض رأيه بقوة السلاح والأمر الواقع على الساحة اليمنية، ثم يجبر الآخرين على الجلوس معه على مائدة الحوار، فهذه ستكون فرصة تاريخية، ولذلك يجب على الميليشيات الانقلابية الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن، وتسليم السلاح، وحينها يمكن البدء في الحوار السياسي بين مختلف المكونات اليمنية.

وأرجع ياسين تردي الأوضاع الإنسانية في اليمن إلى الجرائم التي ترتكبها جماعة الحوثي وميليشيات صالح داخل عدن وبقية محافظات الجنوب، موضحاً أن هذه الأزمة تتفاقم في تعز، نتيجة استمرار هذه الميليشيات في عمليات القصف العشوائي للمباني الحيوية.

ولفت إلى أن توقف عمليات القصف من شأنه أن يتيح الفرصة لإدخال المزيد من المساعدات الانسانية والإغاثية والطبية إلى داخل هذه المناطق، محملاً مسؤولية إعاقة دخول هذه المساعدات للميليشيات.

وفي رده على سؤال، توقع ياسين عودة الحكومة قريباً إلى عدن لممارسة مهامها، معتبراً أن محاولات الحوثيين ترسيخ انفصال الجنوب اليمني تثير السخرية، ولن يكون لقراراتهم في هذا الاتجاه أي صدى أو واقع حقيقي.

ميدانياً، قالت مصادر عسكرية يمنية لـقناة «سكاي نيوز عربية» إن قوة برية سعودية اشتبكت مع الميليشيات المتمردة في منطقة شدا والظاهر المحاذيتين للأراضي السعودية، دون إعطاء مزيد من التفاصيل عن المواجهات.

وجاءت هذه المواجهات غداة تأكيد مستشار وزير الدفاع السعودي، أحمد عسيري، أن القوات السعودية المنتشرة على الحدود مع الأراضي اليمينة تشن هجمات «تكتيكية» داخل الأراضي اليمنية، للتصدي لهجمات الميليشيات.

وكان عسيري قد قال لـ«سكاي نيوز عربية»، أول من أمس، إن القوات المنتشرة على الحدود هدفها حماية الأراضي السعودية من أي اعتداءات للميليشيات المتمردة، وبالتالي تعمل، حسب ما تقتضيه الحاجة، على شن هجمات وقائية. وأضاف مستشار وزير الدفاع أن الحديث عن توغل في الأراضي اليمنية يشير إلى «تحركات تكتيكية»، للسيطرة على مواقع حيوية، يمكن أن يستخدمها الحوثيون وأتباع صالح لشن اعتداءات على السعودية.

وأعلن مسؤول حكومي يمني، أمس، مقتل خمسة أشخاص يعتقد أنهم أعضاء في تنظيم القاعدة، في غارة لطائرة من دون طيار في مدينة المكلا التي تعد معقلاً للإرهابيين في جنوب شرق اليمن.

تويتر