قوات التحالف تلتزم بالهدنة وسط خرق حوثي.. وإشادة يمنية بجهود مركز الملك سلمان للإغاثة

استقرار الأوضاع في عدن..والمقاومة تسيطر على أجزاء كبيرة مــن لحج

يمنيون يتسوقون في صنعاء وسط الهدوء الذي شهدته العاصمة بعد بدء سريان الهدنة أمس. أ.ف.ب

أكدت السلطات المحلية في محافظة عدن أن الأوضاع في المحافظة عادت تدريجياً للاستقرار، وبات بإمكان سكانها الذين نزحوا منها خلال الفترة الماضية العودة إلى ديارهم، بعد أن استكملت القوات الموالية للشرعية سيطرتها على مجمل المدينة، ولم يشن التحالف العربي بقيادة السعودية غارات جوية في اليمن، أمس، في أول أيام الهدنة الإنسانية، لكن المعارك استمرت في الجنوب، حيث واصل المتمردون الحوثيون عملياتهم رغم مناشدة الأمم المتحدة المتمردين احترام الهدنة، فيما كبدت قوات المقاومة الشعبية المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح خسائر بشرية في مأرب وتعز وآزال، إذ قتلت 33 متمرداً، في وقت أشاد مسؤولون يمنيون بجهود مركز الملك سلمان للإغاثة.

وتفصيلاً، ناشدت السلطات اليمنية المجتمع الدولي والدول العربية التحرك السريع لإعادة بناء ما دمرته الحرب، خصوصاً في مجال البنى التحتية وشبكات المياه والكهرباء، مشيرة إلى تدفق مواد الإغاثة والمواد الطبية على المدينة بعد أن كانت متوقفة طوال فترة المواجهات بين ميليشيا الحوثي والمقاومة الشعبية.

وأوضحت أن أسعار السلع انخفضت بشكل كبير، ما خفف من معاناة السكان الذين عانوا خلال الفترة الماضية تعنت المتمردين ومنعهم من إدخال المواد الغذائية كافة.

وقال المتحدث باسم مجلس المقاومة في عدن علي الأحمدي، إن خدمات المياه ستعود إلى منطقتي كريتر والمعلا وسط المدينة خلال يومين في حين تحتاج عودة التيار الكهربائي إلى أيام عدة، مشيراً إلى أن المقاومة ستكثف جهودها خلال الفترة المقبلة على أطراف عدن الشمالية وأحياء البساتين وبئر فضل ودار سعد التي تتعرض لقصف الحوثيين وحلفائهم.

في غضون ذلك، قال محافظ عدن، نايف البكري، إن محافظة لحج تخوض أشرس المعارك، وذلك بعد سيطرة المقاومة الشعبية على الجزء الأكبر منها. وأكد في تصريحات صحافية سيطرة المقاومة الشعبية على القصور الرئاسية بعد هروب الميليشيات الحوثية منها، فيما تتجه أنظار المقاومة نحو قاعدة العند لتحريرها.

وقال البكري إن عناصر المقاومة الشعبية رصدوا العديد من الإيرانيين في محافظة لحج، إذ اعترف آخرون ممن قبض عليهم من الميليشيات الحوثية في عدن والتواهي بأن إيرانيين دربوهم على مختلف أنواع الأسلحة، مشيراً إلى أنه تم ضبط الكثير من الأجهزة وبعض الأشرطة التي تعود إلى الإيرانيين.

وأكدت مصادر من المقاومة الشعبية تمكنها من دخول المدينة الخضراء، أكثر المواقع الحوثية تحصيناً بجنوب البلاد.

وبدأت قوات المقاومة بعمليات تمشيط للمدينة وسط هروب جماعي من ميليشيات الحوثي صوب صحراء الحرو، في الوقت الذي قالت مصادر قبلية إن جماعة الحوثي في لحج أقدمت منذ فترة على وضع المعتقلين السياسيين لديها وأبرزهم وزير الدفاع، محمود الصبيحي، في مواقع تتصدر جبهات القتال مع المقاومة، جاعلة منهم دروعاً بشرية.

ودخلت الهدنة التي أعلنها التحالف من جانب واحد حيز التنفيذ منتصف الليلة قبل الماضية بالتوقيت المحلي، للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين الذين يعانون منذ اندلاع النزاع قبل أربعة أشهر. ولم تسجل أي غارة أمس في اليمن، حيث الأوضاع هادئة باستثناء تعز وعدن، بحسب تأكيد مصادر المقاومة.

وقال المتحدث باسم «المقاومة الشعبية» في مأرب الشيخ صالح الأنجف، إن طائرات التحالف لم تشن غارات جوية، واتهم الحوثيين بخرق الهدنة في الساعة الأولى «إلا أن طيران التحالف لايزال ملتزماً بالهدنة حتى الآن».

وشهدت مدينة مأرب هي الأخرى قصفاً بالقذائف من قبل الحوثيين، واستهدافاً لمواقع المقاومة الشعبية بمنطقة الجفينة جنوب المدينة، ما أسفر عن مقتل اثنين من المقاومة وإصابة ثلاثة آخرين.

وأعلنت المقاومة الشعبية في إقليم آزال مقتل سبعة وإصابة 10 من الحوثيين والقوات الموالية لصالح بمدينة عمران شمال البلاد.

في غضون ذلك، قتل 26 متمرداً من الحوثيين وميليشيات صالح، من بينهم ثلاثة قياديين، في حين قتل ستة من مقاتلي المقاومة في اشتباكات وقعت أول من أمس، في قرى جبل صبر المطل على مدينة تعز.

وقال الشهود إن المتمردين أطلقوا قذائف الدبابات على أحياء سكنية في جبل صبر في تعز، في حين بدا أن الهدنة لاتزال صامدة في العاصمة صنعاء، وفي وسط البلاد، بحسب مسؤولين يمنيين.

ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أول من أمس، بالهدنة الإنسانية، ودعا المتمردين الحوثيين إلى احترامها. وقال الأمين العام إنه «يحض» الحوثيين وحلفاءهم على «الموافقة (على الهدنة) والتزام الهدنة الإنسانية لما فيه خير جميع اليمنيين»، كما طالب أطراف النزاع بـ«العمل بحسن نية طوال فترة سريان الهدنة». وأكد أن ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين «يجعل الالتزام بهدنة وإمكان تمديدها أمرين لابد منهما».

يأتي ذلك في وقت ثمن مسؤولون يمنيون ما تقدمه المملكة العربية السعودية من خدمات إنسانية جليلة لليمن وشعبها ودعمها منذ البداية للشرعية اليمنية، والجهد الكبير الذي بذل في سبيل إعادتها للحكومة المنتخبة.

وأشاد المسؤولون بالجهود الكبيرة والمميزة لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في التنسيق لإيصال المساعدات الآن بإشراف مباشر من المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز، الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، ومنسوبي المركز كافة.

وعبروا خلال زيارتهم أمس للمركز ولقائهم الربيعة ومسؤولي المركز عن شكرهم العميق لكل ما تقدمه القيادة السعودية من دعم كامل على جميع الصعد لليمن وحكومته الشرعية.

تويتر