كي مون وهادي يبحثان تطورات الأزمة والجهود الأممية لاستعادة أمن واستقرار اليمن

الحوثيون يقصفون أحياء فـــــي تعز.. والمقاومة تصد هجومهم في عدن

يمنيون يحملون جرحى إلى المستشفي للعلاج بعد الاشتباكات مع الحوثيين في تعز. أ.ف.ب

بحث الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مع أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، مستجدات الأزمة اليمنية، والجهود التي تبذلها منظمة الأمم المتحدة من أجل حلها واستعادة الأمن والاستقرار لليمن. وفيما قصفت ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح مناطق سكنية في مدينة تعز، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، صدّت المقاومة الشعبية هجوماً للمتمردين في عدن، بدعم جوي من طائرات التحالف الذي تقوده السعودية.

وتفصيلاً، نقلت وكالة الأنباء اليمنية، التابعة للحكومة اليمنية، عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تأكيده دعم المنظمة للشرعية في اليمن وقيادة الرئيس هادي للعملية السياسية، بما يحقق أمن واستقرار اليمن.

من جانبه، أعرب الرئيس اليمني، خلال اتصال هاتفي تلقاه، أول من أمس، من كي مون عن شكره للأمين العام للأمم المتحدة على الجهود التي يبذلها في دعم الشرعية الدستورية، وإخراج اليمن من أزمته الراهنة، بجانب استئناف العملية السياسية السلمية من خلال استكمال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات الشرعية الدولية.

كما ثمّن الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، خصوصاً الدول الشقيقة والصديقة، والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مجدداً تقديره لجهود الأخير في الدفع بتنفيذ القرار الدولي 2216.

كما بحث الرئيس اليمني خلال لقائه مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، آن باترسون، تطورات الأوضاع السياسية والمستجدات الراهنة على أرض الواقع، وما تمر به بعض المحافظات اليمنية من أعمال عنف من قبل الميليشيات الحوثية وأنصارها من القوات العسكرية التابعة للرئيس المخلوع.

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أنه جرى خلال اللقاء استعراض الجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية، ومختلف الأطراف والمكونات السياسية، للحفاظ على الأمن والاستقرار في اليمن، واستكمال العملية السياسية السلمية، وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل ومؤتمر الرياض.

من جانبها، أكدت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، آن باترسون، دعم حكومة بلادها للشرعية الدستورية في اليمن، ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، وموقف بلادها الذي لا تراجع عنه في دعم المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني ومؤتمر الرياض، معتبرة ذلك المخرج الآمن لليمن من وضعه الراهن.

على الأرض، قصف الحوثيون وحلفاؤهم بالدبابات حيي الجمهوري والكهرباء في مدينة تعز جنوب اليمن، كما قصفوا شارع فرزة ديلوكس المزدحم وسط المدينة، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين، وإلحاق أضرار ببعض المحال التجارية والمباني.

وقالت مصادر من تعز إن الحوثيين أطلقوا قذيفة صاروخية في الشارع التجاري، ما تسبب في سقوط عدد من القتلى والجرحى، ثم أطلقت قذيفة صاروخية أخرى بعد وصول الإسعاف لتوقع مزيد من القتلى.

جاء ذلك، بعد مقتل عدد من قيادات الحوثيين، إثر استهداف المقاومة الشعبية مقراً لهم في حي المستشفى العسكري وسط مدينة تعز. وتمكن مسلحو المقاومة من السيطرة على جبل العريش، ليقتربوا من معسكر القوات الخاصة الذي يتمركز فيه الحوثيون وقوات صالح.

وقالت مصادر إن المقاومة الشعبية في عدن صدت هجوماً للحوثيين وقوات صالح، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين. ودارت معارك عنيفة بين الطرفين حينما حاول الحوثيون وحلفاؤهم التقدم من جبهة جعولة والبساتين.

وأجبرت المقاومة الشعبية الحوثيين على التراجع، ودمرت عدداً من آلياتهم العسكرية. وفي جبهة العريش، تقدمت المقاومة باتجاه معسكر الصولبان، وذلك بالتزامن مع قصف مكثف لطائرات التحالف على مواقع الحوثيين في المدينة.

وفي محافظة الضالع، قالت مصادر إن ثلاثة من أفراد المقاومة الشعبية قتلوا، وأصيب اثنان آخران في الاشتباكات الدائرة مع الحوثيين هناك.

وكانت المقاومة قد سيطرت الأربعاء على موقعي «السوداء» و«مفرق الشعيب»، لتستكمل سيطرتها على مدينة الضالع وجميع مداخلها. وأعلنت المقاومة أسرها عشرات من الحوثيين خلال المعارك التي شهدتها المدينة.

في غضون ذلك، بث ناشطون يمنيون صوراً تظهر جانباً من الاشتباكات التي شهدتها محافظة شبوة بين المقاومة الشعبية من جهة ومسلحي الحوثي وقوات صالح من جهة أخرى. وقالت مصادر من المقاومة إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الحوثيين وقوات صالح، كما أكدت سيطرتها على لواء عسكري كان المسلحون الحوثيون يتمركزون داخله.

وقد تكبد الحوثيون وحلفاؤهم خسائر كبيرة في الأرواح بغارات للتحالف على صنعاء وحجة، واشتباكات مع المقاومة الشعبية في محافظتي مأرب وتعز.

في الأثناء، أكد مصدر أمني يمني، أمس، أن جماعة الحوثي استقدمت تعزيزات عسكرية إلى محافظة إب، تحسباً لوقوع أي مواجهات مسلحة مع المقاومة الشعبية.

وقال المصدر إن التعزيزات العسكرية للحوثيين في إب تأتي بعد نشر بيان في وسائل الإعلام المحلية، صادر عن «مجلس المقاومة الشعبية في محافظة إب»، الذي تم تشكيله والإعلان عنه يوم الأربعاء.

وأشار المصدر إلى أنه، بحسب ذلك البيان، فقد «اتفق عدد من مشايخ محافظة إب على تشكيل مجلس للمقاومة الشعبية لترتيب الجهود ومقاومة مسلحي الحوثيين الموجودين في المحافظة». وكان مسلحو جماعة الحوثي تمكنوا من فرض سيطرتهم على محافظة إب في منتصف شهر أكتوبر الماضي، بعد مواجهات مع مسلحي القبائل.

تويتر