المقاومة الشعبية في عدن تعلن هدنة لساعتين.. والأمم المتحدة تخشى انقطاع المساعدات الإنســـانية عن اليمن

غارات التحالف تستهدف مواقـــع في صنعاء.. والحوثيون محاصرون بمطار عدن

مقاتلون من المقاومة الشعبية يؤدون الصلاة بعد مواجهات مع الحوثيين في تعز. أ.ف.ب

شنت طائرات التحالف، أمس، غارات على عدد من المواقع في صنعاء، كما قصفت مواقع للحوثيين في محافظة الجوف، بينما تحاصر المقاومة الشعبية في عدن الحوثيين المتحصنين داخل مبانٍ بمطار المدينة. وفيما أعلنت المقاومة في مدينة عدن هدنة إنسانية، استجابة لنداءات وجهتها منظمات محلية ودولية، ناشدت الأمم المتحدة أطراف النزاع تجنيب المستشفيات واستئناف عملية التزود بالمحروقات، التي أرغم نقصها برنامج الأغذية العالمي على وقف توزيع المواد الغذائية في عدد من مناطق اليمن.

وأفاد شهود عيان وسكان في العاصمة صنعاء بأن طيران التحالف استهدف مطار صنعاء الدولي وقاعدة الديلمي الجوية، ما أدى إلى اشتعال النيران في المطار.

ونقل عن شهود عيان قولهم إن غارات جوية في محافظة الجوف شمال اليمن أوقعت قتلى، حينما استهدفت مواقع للحوثيين في مناطق وادي القدير والندر، شرق موقع الصفراء الذي يسيطر عليه الحوثيون.

وأشار الشهود إلى أن تعزيزات كانت وصلت إلى الحوثيين في تلك المناطق، وقالوا إنهم شاهدوا سيارة تنقل قتلى وجرحى عقب الغارات، دون أن يتضح عددهم.

وفي عدن جنوب اليمن، حاصر مقاتلو المقاومة الشعبية الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح في مطار عدن من جميع الجهات، وسط توقعات باستعادة المطار كاملاً في وقت قريب.

وبث ناشطون يمنيون صوراً تظهر تمركز دبابات تابعة للمقاومة الشعبية على مشارف المطار. وقال صحافي في عدن لـ«الجزيرة» إن الحوثيين لم يبقَ تحت سيطرتهم في المطار إلا أجزاء محدودة. وكان آخر قد قال في وقت سابق إن المقاومة باتت تسيطر على المدرج واقتربت من الأبراج، مشيراً إلى أنها تشتبك بصورة مباشرة مع مسلحي الطرف الآخر المتحصنين في مكاتب المطار وقرب صالاته. ووفقاً للصحافي، فإن التقدم الذي أحرزته المقاومة، خلال اليومين الماضيين، قد يمكنها من السيطرة على المطار قريباً. لكنه أشار إلى أن القوات المتمردة لاتزال تتلقى إمدادات من الطريق الساحلي شرق المدينة، رغم الغارات التي يشنها طيران التحالف لقطعها.

وأعلنت، صباح أمس، المقاومة الشعبية في عدن اليمنية هدنة إنسانية، استجابة لنداءات وجهتها منظمات محلية ودولية، منها الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

ونقل موقع «عدن الغد» الإخباري الإلكتروني عن المقاومة قولها، في بيان، أن الهدنة التي استمرت لمدة ساعتين هدفت لتمكين الصليب الأحمر والهلال الأحمر من مزاولة عملهما، بعد نداء استغاثة لانتشال الجثث الملقاة في الشوارع، ومن أجل إسعاف الجرحى.

وأشار الموقع إلى أن الهدنة تأتي استجابة لنداء وجهته منظمتا الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ومن أجل تمكن الأسر المنكوبة، التي تريد الخروج من المديريات التي تتمركز فيها القوات الموالية لصالح وأنصاره من الحوثيين.

وأفادت مصادر صحافية يمنية بمقتل ثمانية من مقاتلي المقاومة الشعبية، و13 مدنياً خلال مدة الهدنة في محافظة عدن. وقالت المصادر إن القوات الموالية لجماعة الحوثي لم تلتزم بتلك الهدنة، التي أعلنتها المقاومة الشعبية. وأشارت إلى أن القناصة التابعة لقوات الحوثي أطلقت الرصاص الحي على المدنيين والمقاومة، خلال عمليات النزوح وانتشال الجثث المنتشرة على الأرض من الجبهات القتالية، في كل من خورمكسر، ودار سعد والمعلا، ما أسفر عن مقتل 21 شخصاً من بينهم 13 مدنياً. وأضافت «أطلقوا الرصاص الحي على المدنيين، على الرغم من أنهم خرجوا من منازلهم، وهم رافعون الرايات البيضاء».

ونتيجة لذلك، لم يستطع عدد من الأسر النزوح، حيث لاتزال عالقة في تلك المناطق، كما لاتزال بعض الجثث لمدنيين من بينهم نساء وأطفال منتشرة، لليوم الثالث على التوالي.

من جهتها، ناشدت الأمم المتحدة أطراف النزاع في اليمن تجنيب المستشفيات، واستئناف عملية التزود بالمحروقات التي أرغم نقصها برنامج الأغذية العالمي على وقف توزيع المواد الغذائية في عدد من مناطق البلاد.

وبعد خمسة أسابيع من الحرب، لايزال برنامج مساعدة المدنيين، الذي أعلن عنه التحالف العربي بقيادة السعودية من دون تنفيذ، بسبب مواصلة العمليات العسكرية وتكثيفها. غير أن 7,5 ملايين يمني، أي ثلث السكان، تطالهم تبعات النزاع، على ما أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس. وأكدت الوكالة، في تقرير حول الوضع، أن إمكانية الوصول إلى معظم الطرق التي تصل العاصمة صنعاء بمناطق تعز وعدن والضالع ولحج (جنوب) تتراجع تدريجياً، الأمر الذي يحد القدرة على توزيع الأدوية.

ودفع تدهور الوضع الإنساني أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، إلى دق ناقوس الخطر. وطلب الخميس «من جميع الأطراف ضمان وصول آمن للوكالات الإنسانية» إلى السكان. وبعد تكرار دعوته إلى «وقف فوري لإطلاق النار»، وحتى ذلك «إلى هدنات إنسانية»، طالب «على الفور باستئناف استيراد المحروقات، لتجنب تفاقم الوضع الإنساني الكارثي».

وتابع أن «الجهاز الصحي في اليمن والخدمات الصحية والاتصالات على وشك الانهيار»، مضيفاً أن «العمليات الإنسانية ستتوقف في الأيام المقبلة، في حال عدم استئناف التموين بالمحروقات».

تويتر