سلاح الجو الأميركي يزوّد مقاتلات التحالف بالوقود جواً.. ومجلس الأمن يصوت على مشروع القرار الخليجي

«عاصفة الحزم» تقصف مواقــــع للحوثيين في تعز وصنعاء.. وواشنطن تحذّر إيران

رتل من الدبابات السعودية ينتشر على الحدود الجنوبية الغربية للمملكة مع اليمن. أ.ف.ب

قصف الطيران الحربي المشارك في «عاصفة الحزم»، أمس، مواقع للحوثيين والرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح بمحافظة تعز وصنعاء، وفيما قام سلاح الجو الأميركي بتزويد مقاتلات التحالف بالوقود في الجو، حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري إيران على خلفية دعمها للمتمردين الحوثيين، قائلاً إن واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي بينما تجرى زعزعة استقرار كل المنطقة.

وتفصيلاً، ذكرت مصادر محلية بمحافظة تعز، أن الطيران الحربي لـ«عاصفة الحزم» شن أربع غارات جوية عنيفة على معسكر اللواء «22» للحرس جمهوري في منطقة «الجند» شرق المحافظة، مؤكدة أنه سمع دوي انفجارات عنيفة في المعسكر، كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد منه بشكل كثيف.

من جانبها، قالت مصادر عسكرية يمنية، إن استهداف اللواء «22» في تعز سيعمل على قطع الإمدادات للقوات الموالية للحوثيين، التي تتواجد في محافظة عدن، جنوب البلاد، منذ نحو أسبوعين، وقصفت الطائرات أهدافاً عسكرية ومخازن للأسلحة خاضعة لسيطرة المقاتلين الحوثيين بالقرب من العاصمة اليمنية صنعاء، بالإضافة إلى مناطق في الشمال قرب الحدود مع السعودية، وكذلك في جنوب اليمن. وقالت مصادر محلية، إن الغارات أصابت أيضاً وحدة بالجيش موالية لصالح في مدينة ضالعية إلى الشمال من عدن، وكذلك في محافظتي شبوة وتعز الجنوبيتين. وذكر هؤلاء المسؤولون أن القصف العنيف أصاب أهدافاً في الشمال على الحدود اليمنية السعودية.

وكان طيران «عاصفة الحزم» قد استهدف في وقت متأخر من مساء الأربعاء قيادة المحور العسكري في محافظة شبوة جنوب اليمن. وأوضحت مصادر عسكرية أن القصف استهدف مخازن الأسلحة التي تقع في مقر قيادة المحور العسكري الواقع شمال مدينة عتق، وتسبب ذلك في تدمير جزء كبير من العتاد العسكري.

وفي محافظة عدن، قال مصدر في القوات العسكرية الموالية للرئيس هادي، إن 14 حوثياً قتلوا في سلسلة من ثماني غارات شنتها مقاتلات التحالف على مواقع للمتمردين في حي دار سعد عند المدخل الشمالي لعدن. وأضاف المصدر أن بعض المقاتلين الحوثيين فروا بعد الغارات إلى محافظة لحج شمالاً.

وفي مدينة الضالع الجنوبية، نصب مقاتلون من الحراك الجنوبي مناصرون للرئيس هادي كميناً في الليل لمقاتلين حوثيين وقتلوا ستة منهم، بحسب المسؤول في الحراك ناصر الشعيبي.

وذكرت مصادر محلية بالمحافظة، أن المسلحين الحوثيين تراجعوا إلى أطراف المدينة بعد ارتكابهم مجازر بحق المدنيين جراء قصفهم للأحياء السكنية في مدينتي «المعلا» و«كريتر» بشكل عنيف. وقالت المصادر إن اللجان الشعبية الجنوبية التي تقاتل في صف القوات الموالية للرئيس اليمني لجأت إلى تشكيل قيادة موحدة للمقاومة بهدف توحيد جبهات القتال في المحافظة.

من جانبها، أكدت مصادر أمنية بمحافظة شبوة جنوب اليمن، أن قوات موالية للحوثيين وصالح بدأت أمس التوغل في الأطراف الغربية من مدينة عتق عاصمة المحافظة.

وأكدت أن المسلحين يقومون بعملية تمشيط واسعة للمدينة، وقد نشروا نقاط التفتيش في مداخل المدينة من اتجاهات عدة وفي الشوارع والأحياء، وتمركزوا في عدد من المنشآت الحكومية والخاصة. وحسب المصدر فإن الحوثيين سيطروا على جبل السوداء العسكري الاستراتيجي الذي يبعد نحو 10 كم إلى الجهة الشمالية الغربية من عتق قبل أن يقتحموا المدينة. وفي غضون ذلك، أكدت مصادر محلية لوكالة «فرانس برس»، أن نحو 85 سجيناً فروا من السجن في عتق مع انسحاب قوات الشرطة من مقارها في المدينة وسيطرة الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح عليها.

في الأثناء، قام سلاح الجو الأميركي بتزويد مقاتلات تحالف «عاصفة الحزم» بالوقود في الجو، حسب ما أعلنت وزارة الدفاع «البنتاغون». ونقلت مصادر إعلامية، أمس، عن المتحدث باسم «البنتاغون» الكولونيل ستيفن، إن أول عملية تزويد بالوقود في الجو تمت مساء الثلاثاء، وشملت مقاتلات عربية أثناء تحليقها. وأضاف المتحدث باسم «البنتاغون»، أن «طائرات التزويد بالوقود ستقوم بطلعات كل يوم»، موضحاً أن عمليات التموين بالوقود خلال التحليق تتم خارج المجال الجوي اليمني.

من جهته، حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري إيران على خلفية دعمها للمتمردين الحوثيين في اليمن، وقال كيري في مقابلة تليفزيونية، إن واشنطن ستدعم دول الشرق الأوسط التي تشعر بأنها مهددة من قبل طهران، رغم أنها لا تسعى للمواجهة، على حد تعبيره. وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن بلاده على علم تام بالدعم الذي تقدمه إيران لقوات الحوثيين في اليمن، مضيفاً أن الإدارة الأميركية لا تسعى إلى المواجهة، لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي محاولة لزعزعة الاستقرار في المنطقة. وقال وزير الخارجية الأميركي لشبكة «سي بي إس»، إن «على ايران أن تعرف أن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي بينما تتم زعزعة استقرار المنطقة برمتها، ويشن أشخاص حرباً مفتوحة عبر الحدود الدولية لدول أخرى». وأضاف «كانت هناك ــ وهناك حالياً بالتأكيد ــ رحلات طيران قادمة من إيران. كل أسبوع هناك رحلات من إيران قمنا برصدها، ونحن نعرف ذلك».

ومن المنتظر أن يصوت مجلس الأمن الدولي اليوم على مشروع قرار تقدمت به دول مجلس التعاون الخليجية حول اليمن. وفي هذا السياق توقع دبلوماسي عربي رفيع عدم نية روسيا استخدام حق النقض (الفيتو)، وهو ما تم التوصل إليه خلال اجتماع مطول بين مندوب السعودية في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي ونظيره الروسي فيتالي تشوركين. وتؤكد النسخة الأخيرة من مشروع القرار على ضرورة استئناف عملية الانتقال السياسي في اليمن بمشاركة جميع الأطراف اليمنية، والالتزام بوحدة وسيادة واستقلال وسلامة أراضي اليمن والوقوف إلى جانب الشعب اليمني.

كما يدين مشروع القرار تزايد عدد وحجم الهجمات التي يشنها تنظيم «القاعدة» في اليمن. ويؤكد على الدعم لشرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. وأعرب مشروع القرار عن قلقه من التدهور الكبير والسريع للوضع الإنساني في اليمن، بسبب غياب الحل السياسي. كما يدين بأشد العبارات الإجراءات الأحادية المستمرة التي اتخذها الحوثيون، وفشلهم في تنفيذ القرارات الأممية، وسحب قواتهم من المدن والمؤسسات الحكومية.

تابع آخر المستجدات حول عملية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين في اليمن وردود الأفعال الإقليمية والدولية من خلال الرابط أدناه.

https://www.emaratalyoum.com/politics/issues/yemen-latest

live.emaratalyoum.com/Event/LiveBlog_03_26_2015

 

 
تويتر