ميليشيات «الحشد الشعبي» العراقية تنتشر على حدود سورية

روسيا تراقب محاولات لزعزعـة الوضع في سورية بعد خفض عدد قواتها

ميليشيات الحشد انتشرت على الحدود السورية لدعم قوات حرس الحدود العراقية. أرشيفية

أكدت روسيا، أمس، أنها تراقب محاولات لزعزعة استقرار الوضع في سورية، بعد بدء عملية سحب الجزء الرئيس من القوات الجوية الروسية، مشددة على أن بعض الدول لا ترغب في أن تقود موسكو عملية التسوية السياسية في سورية. في وقت انتشرت فيه ميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية العراقية على الحدود السورية لـ«دعم قوات حرس الحدود العراقية».

وأعلن مبعوث الرئيس الروسي، رئيس الوفد الروسي إلى محادثات أستانا الدولية الخاصة بالأزمة السورية، ألكسندر لافرينتيف، أن روسيا تلاحظ محاولات لزعزعة استقرار الوضع في سورية، بعد بدء عملية سحب الجزء الرئيس من القوات الجوية الفضائية الروسية.

وأكد في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» للأنباء، مجيباً على سؤال بهذا الخصوص: «هذه المحاولات بالطبع نحن نلاحظها».

وقال لافرينتيف: «لا ترغب كل الدول في أن تقود موسكو عملية التسوية السياسية في سورية، وليس فقط السياسية، بل أيضاً محاربة داعش، والجماعات الإرهابية في سورية».

وأضاف «لن نشير بالأصبع إلى تلك البلدان، فقد تتحدث عن نفسها تلك التصريحات، التي يقوم بها رسمياً ممثلو هذه الدول على مختلف المنصات، بما في ذلك حول عملية أستانا، وحول المؤتمر المقبل للحوار الوطني».

ووفقاً لمبعوث الرئيس الروسي، فإن بلاده «تحاول مرة أخرى، في هذه الحالة، ببساطة أن تفعل ما يجب القيام به من أي بلد آخر»، وقال «يجب وضع مصالحنا جانباً، والعمل لمصلحة الشعب السوري».

وأضاف لافرينتيف: «نحن نحاول القيام بذلك. هل باستطاعة أحد ما منع ذلك؟ لا أعتقد ذلك، لأننا نسير في الاتجاه الصحيح، وإذا كان الشعب السوري سيقرر دعمنا، سيظهر ذلك خلال مؤتمر الحوار الوطني».

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن، خلال زيارة قام في 11 ديسمبر الجاري لقاعدة حميميم التي تتمركز فيها قوات جوية روسية، عن سحب مجموعة من قواته التي تدعم القوات السورية.

من ناحية أخرى، قال قائد عمليات ميليشيات «الحشد الشعبي» لمحور غرب الأنبار، قاسم مصلح، إن الميليشيات انتشرت على الحدود السورية لدعم قوات حرس الحدود العراقية، بعدما تعرضت لإطلاق نار من داخل سورية خلال الأيام الماضية.

ولم ترد أنباء بعد بشأن من فتح النار من الأراضي السورية، لكن القوات المحتشدة ضد تنظيم «داعش» في العراق وسورية تتوقع أن يلجأ التنظيم إلى حرب العصابات، بعد خسارته معاقله الحضرية في وقت سابق هذا العام.

وقال مصلح في بيان «بعد تعرض نقاط عدة تابعة لحرس الحدود العراقية لتعرضات عبر صواريخ موجهة، وتأخر الإسناد من القوات الأمنية، تم إرسال قطعات لواء 13 في الحشد الشعبي، وبادر إلى استهداف مصادر إطلاق الصواريخ».

وأوضح أن «قيادة العمليات ولواء الطفوف موجدان الآن على الحدود العراقية السورية في نقاط حرس الحدود، لصد أي تعرض أو تحرك للعدو».

وأضاف أن «تلك المنطقة ليست ضمن قاطع مسؤولية الحشد الشعبي، لكن واجبنا يقتضي إسناد جميع القطاعات الأمنية».

و«الحشد الشعبي» مظلة لفصائل معظمها شيعي، مدعومة من إيران، وتخضع رسمياً لرئيس الوزراء العراقي، لكنها مستقلة عن الجيش والشرطة.

ودعا المسلمون السنة والأكراد رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى نزع سلاح فصائل الحشد الشعبي، التي يقولون إنها مسؤولة عن انتهاكات واسعة النطاق ضد بلداتهم.

وأكد المتحدث العسكري العراقي، العميد يحيى رسول، نشر هذه الفصائل، مشدداً على أن هذا إجراء مؤقت و«طبيعي جداً»، لأن «واجب قوات الحشد الشعبي مساندة القوات الحكومية».

واستعادت القوات العراقية في التاسع من ديسمبر آخر مساحة من الأراضي كانت تحت سيطرة تنظيم «داعش» على الحدود مع سورية، وأمّنت الصحراء الغربية. وشكل ذلك نهاية الحرب ضد المتشددين، بعد ثلاث سنوات من اجتياحهم نحو ثلث أراضي العراق.

ونفى رسول أن دعم حرس الحدود تأخر. وقال «المسؤولية الأساسية عن الحدود تقع على عاتق حرس الحدود والجيش».

وأضاف أن القوات العراقية تنسق مع كل من الجيش السوري المدعوم من روسيا وإيران وتحالف الفصائل الكردية والعربية المدعوم من الولايات المتحدة، والمعروف باسم «قوات سورية الديمقراطية».

وقال إن مناطق بسورية مازالت تحت سيطرة «داعش»، منها مناطق كثيرة على الحدود مع العراق.

إلى ذلك، أعلن «جيش العزة» التابع للجيش السوري الحر المعارض إيقاف القصف المدفعي والصاروخي خلال احتفالات أعياد الميلاد في محافظة حماة وسط سورية.

وقال في بيان، أمس «إننا في جيش العزة نهيب بكل قواتنا من نقاط رباط وسلاح المدفعية والصواريخ ضبط النفس، لإتاحة الفرصة لجيراننا لكي يقيموا طقوس أعيادهم».

وطالب قواته بـ«عدم الرد على استفزازات النظام الذي يقوم بخلط الأوراق في منطقتنا، وقيامه باستعراضات بهلوانية ومتهورة لكي يصفق لها جمهوره ومشعوذوه، ويكونون هم في الوقت نفسه ضحية بقصفه المدنيين في قرانا ومدننا، مع العلم أننا قادرون على الرد في أي مكان وزمان نختاره نحن».

وكان مصدر عسكري سوري قال إن مدنيين أصيبا بجروح، نتيجة اعتداءات إرهابية بقذائف صاروخية على مدينة محردة (25 كم شمال مدينة حماة)، التي تعيش فيها أعداد كبيرة من المواطنين السورين المسيحيين، إضافة إلى قرى في ريف حماة الشمالي الغربي.

وأفاد المصدر، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا)، بأن المجموعات الإرهابية المنتشرة في الريف الشمالي لحماة أطلقت، بعد منتصف الليلة قبل الماضية، ست قذائف صاروخية على الأحياء السكنية في مدينة محردة، ما تسبب في إصابة مدنيين اثنين بجروح، ووقوع أضرار مادية بمنازل المواطنين وممتلكاتهم.

ويشهد ريف حماة الشمالي والشرقي معارك عنيفة بين قوات النظام السوري ومسلحي المعارضة منذ بداية شهر نوفمبر الماضي، وتسعى من خلالها القوات السورية إلى طرد مسلحي المعارضة من المنطقة، والوصول إلى أراضي محافظة إدلب، والتقدم باتجاه مطار«أبوالظهور» العسكري.

تويتر