موسكو تساعد السعودية على توحيد المعارضة السورية

أردوغان لا يستبعد اتصالاً محتملاً بين أنقرة ونظام الأسد

لافروف ودي ميستورا خلال لقائهما في موسكو. أ.ف.ب

أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام، أمس، أنه ليس هناك أي اتصال مع نظام دمشق «حالياً»، رغم معارضتهما المشتركة للأكراد، إلا أنه لم يستبعد إمكانية إجراء اتصالات مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، في إشارة إلى أن موقفه قد يلين تجاه الزعيم السوري، فيما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية، سيرغي لافروف، قوله، أمس، إن روسيا تعمل مع السعودية لتوحيد المعارضة السورية.

وفي التفاصيل، قال أردوغان إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أبلغه أن نظيره السوري بشار الأسد «ينظر باستياء» إلى وحدات حماية الشعب، التي تدعمها الولايات المتحدة في مواجهة تنظيم «داعش»، لكن تركيا تعتبرها «إرهابية».

وتسيطر هذه القوات على مناطق واسعة بشمال سورية.

وقال أردوغان للصحافيين على متن الطائرة التي أعادته من روسيا، في تصريحات نشرتها صحيفتا «حرييت» و«ملييت»، إن «الأسد أيضاً لا يريد أن يرى (وحدات حماية الشعب) تجلس على طاولة المفاوضات».

والتقى بوتين في بداية الأسبوع الأسد، قبل قمة ثلاثية روسية إيرانية تركية، حول سورية في منتجع سوتشي.

ورداً على سؤال عن اتصالات بين تركيا ودمشق حتى عبر وسطاء، قال أردوغان «حالياً لا وجود لشيء من هذا القبيل».

لكنه بدا أنه يترك الباب مفتوحاً لاتصالات من هذا النوع، قائلاً إن «ما سيحدث غداً مرتبط بالوضع». وأضاف: «كما تعرفون أبواب السياسة مفتوحة دائماً حتى اللحظة الأخيرة».

وقالت مصادر بمكتب أردوغان، إنه ناقش مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في اتصال هاتفي، أمس، التطورات الأخيرة في سورية، والعلاقات الثنائية، والقمة التي عقدت في مدينة سوتشي بجنوب روسيا.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد حصل في هذه القمة على تأييد أردوغان والرئيس الإيراني، حسن روحاني، لاستضافة مؤتمر للسلام بشأن سورية، متخذاً دوراً محورياً في مساعٍ دبلوماسية مكثفة لإنهاء الحرب، التي رجحت فيها كفة حليفه الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي موسكو، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن لافروف، قوله أمس، إن روسيا تعمل مع السعودية لتوحيد المعارضة السورية، وذلك خلال حديثه في اجتماع مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية، ستيفان دي ميستورا، الذي يزور موسكو.

وقال دي ميستورا إن دستوراً سورياً جديداً سيكون على رأس الموضوعات المطروحة للنقاش على جدول أعمال المحادثات السورية التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف الأسبوع المقبل.

ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، أن دي ميستورا قال إن اجتماعاً عقده مع لافروف في موسكو، أمس، كان «مفيداً».

وكان دي ميستورا قد أحجم عن الإدلاء بأي تصريحات، قبل انتهاء اجتماع المعارضة السورية في الرياض.

وأضاف في بداية لقائه لافروف، أن إطلاق المسار السياسي لتسوية الأزمة أصبح ممكناً، وأنه يلمس خطوات إيجابية، يأمل أن تؤدي لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254، والتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية.

فيما اعتبر لافروف أن مؤتمر الحوار الوطني السوري هو ساحة للحوار السوري، لا تعطله الشروط المسبقة التي تطرحها المعارضة، وينسجم مع قرارات مجلس الأمن، إضافة إلى أنه يحظى بدعم رؤساء روسيا وتركيا وإيران.

تويتر