الجولة السابعة من مفاوضات جنيف تنطلق اليوم

هدنة جنوب سورية متماسكة بعد دخولها حيز التنفيذ

طفلة سورية تطلّ من حافلة عليها آثار الرصاص في مدينة درعا. رويترز

دخلت هدنة وقف إطلاق النار في جنوب غرب سورية حيز التنفيذ، أمس، حيث شهدت جبهات القتال توقفاً للمعارك مع بدء سريان وقف لإطلاق النار، بموجب اتفاق روسي أميركي أردني، عشية انطلاق جولة سابعة من مفاوضات السلام بين طرفي النزاع في جنيف.

طرفا النزاع يبحثان في جنيف جدول أعمال الجولة السابقة الذي يضم أربع سلال، هي: الدستور والحكم والانتخابات ومكافحة الإرهاب.

وتفصيلاً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسؤولان من المعارضة، إن اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب غرب سورية، متماسك بعد ساعات من سريانه أمس، في أحدث مسعى دولي لتحقيق السلام في سورية.

وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، بأن الهدوء يسود في جنوب سورية، ولم تقع ضربات جوية أو اشتباكات منذ بدء سريان وقف إطلاق النار. وقال إن «الجبهات الرئيسة في درعا والقنيطرة والسويداء تشهد توقفاً للمعارك والقصف منذ صباح أمس، باستثناء سقوط قذائف متفرقة قبل الظهر، أطلقتها قوات النظام على مناطق سيطرة الفصائل في مدينة درعا».

وذكر المتحدث الإعلامي لألوية الفرقان،‭‭‭‭ ‬‬‬‬التي تنشط في منطقة القنيطرة، صهيب الرحيل ‭‭»‬‬‬‬الوضع هادئ بشكل نسبي».

وقال مسؤول آخر من المعارضة في مدينة درعا، إنه لم يقع قتال يذكر، وساد الهدوء جبهة المنشية قرب الحدود مع الأردن، التي قال إنها شهدت بعضاً من أعنف عمليات القصف التي نفذها الجيش في الأسابيع الأخيرة.

وأشار مسؤول سوري إلى أن دمشق وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار، ووصف صمت الحكومة قائلاً «السكوت علامة الرضا».

وقال المسؤول لـ«رويترز»: «نحن نرحب بأي خطوة من شأنها وقف النار، وإفساح المجال أمام المبادرات والحلول السلمية».

وقال شاهد في درعا إنه لم يرَ أي طائرات حربية أو يسمع أي اشتباكات.

وكانت محادثات سابقة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن «منطقة لعدم التصعيد» في جنوب غرب سورية، قد تضمنت محافظة درعا على الحدود مع الأردن ومحافظة السويداء القريبة ومحافظة القنيطرة، المتاخمة لهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وكتب ترامب على حسابه على «تويتر» أمس، يقول «تفاوضنا على وقف لإطلاق النار في أجزاء من سورية، من شأنه حماية الأرواح». وأضاف «حان الوقت للمضي قدماً في العمل بشكل بنّاء مع روسيا».

ويمثل الاتفاق أول مسعى لإدارة ترامب لإقرار السلام في سورية، الأمر الذي قد يمنحه إنجازاً دبلوماسياً في أول لقاء له مع بوتين.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، شارك في المحادثات، إن هناك حاجة لمزيد من المناقشات لتحديد جوانب مهمة في الاتفاق، بينها من سيتولى مراقبة تنفيذه.

وذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الاتفاق يتضمن «تأمين وصول المساعدات الإنسانية، وإقامة اتصالات بين المعارضة في المنطقة، ومركز مراقبة يجري إنشاؤه في العاصمة الأردنية».

ويأتي بدء تطبيق وقف إطلاق النار في جنوب سورية، عشية انطلاق جولة سابعة من مفاوضات السلام في جنيف، وسط آمال ضئيلة بإمكانية تحقيق تقدم.

وقال رمزي عز الدين رمزي، مساعد المبعوث الدولي الخاص إلى سورية، ستافان دي ميستورا، السبت في دمشق، إن اتفاق وقف إطلاق النار يعد «خطوة في الطريق الصحيح»، ومن شأنه أن «يساعد على خلق المناخ المناسب للمحادثات» في جنيف.

ووصل الوفد الحكومي السوري ظهر أمس إلى جنيف، برئاسة سفير سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، فيما أعلنت المعارضة السورية أن وفدها برئاسة نصر الحريري، سيصل بعد ظهر اليوم الاثنين. ويبحث طرفا النزاع في جنيف جدول أعمال الجولة السابقة، الذي يضم أربع سلال، هي: الدستور والحكم والانتخابات ومكافحة الإرهاب، بالتوازي مع بحث خبراء وقانونيين مسائل «قانونية ودستورية» تتعلق بالعملية السياسية.

واستضافت الأمم المتحدة منذ العام 2014 ست جولات من المحادثات، من دون أي تقدم يذكر لإنهاء النزاع، الذي تسبب منذ اندلاعه في العام 2011 في مقتل أكثر من 320 ألف شخص.

تويتر