عودة العمل بمذكرة السلامة الجوية بين روسيا وأميركا

هدوء نسبي مع بدء «تخفيف التصعيد» في سورية

مقاتلة من طراز «ميغ 23» لقوات النظام خلال غارة على حي القابون شرق دمشق. أ.ف.ب

تراجعت وتيرة أعمال العنف بشكل واضح، أمس، في عدد من المناطق السورية منذ بدء تطبيق اتفاق «مناطق تخفيف التصعيد»، الذي تم التوصل إليه بين روسيا وإيران وتركيا من أجل إحلال هدنة دائمة. في وقت اتهمت المعارضة السورية قوات النظام والمسلحين الموالين لها بخرق الاتفاق في ريف حماة الشمالي. في حين اتفقت روسيا وأميركا على تنفيذ اتفاق بشأن السلامة الجوية فوق سورية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، وقيادي من المعارضة، إن الاشتباكات بين قوات النظام السوري والمعارضة هدأت، أمس، بعد دخول اتفاق لإقامة مناطق «تخفيف التصعيد» في سورية حيز التنفيذ أمس. واقترحت روسيا التي تدعم الرئيس بشار الأسد الفكرة بدعم من تركيا التي تدعم جماعات في المعارضة المسلحة ومن إيران حليفة الأسد.

لكن المذكرة لن تدخل فعلياً حيز التنفيذ إلا بحلول الرابع من يونيو، عندما تقوم الدول الضامنة بالانتهاء من رسم حدود المناطق الأربع التي يشملها الاتفاق، لمدة ستة اشهر قابلة للتجديد، وتشمل محافظة إدلب وريفي حماة وحمص الشماليين، وغوطة دمشق الشرقية والجنوب السوري. وبعد ساعات من بدء التطبيق، اندلعت معارك عدة كما شن قصف متقطع لكن اقل كثافة من المعتاد. وقال مصدر من المعارضة طلب عدم ذكر اسمه، إن «الثوار تصدوا لهجوم شنته قوات النظام السوري المدعومة بميليشيات إيرانية وعراقية على قرية الزلاقيات بريف حماة الشمالي بعد ساعات من دخول اتفاق المناطق الآمنة حيز التنفيذ». وأوضح أن الطيران الحربي السوري شن غارة جوية على حي القابون شمال شرق العاصمة دمشق، وسط اشتباكات بين الثوار وقوات النظام بالتزامن مع قصف مدفعي على الحي، وفي حين لم يتم تسجيل خروقات للاتفاق في الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة بينما شهدت تحليقاً لطيران الاستطلاع. وفي محافظة حمص، أكد المصدر أن طيران النظام خرق الاتفاق بعد منتصف الليلة قبل الماضية بقصفه بلدة تير معلة شمال مدينة حمص بالأسطوانات المتفجرة ومدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي بالمدفعية. وفي جنوب سورية قال المصدر إن «قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة، أحياء مدينة درعا المحررة، كما قصفت بالمدفعية وقذائف الدبّابات بلدات علما والغارية الشرقية والصورة، بريف درعا في ريف درعا الشمالي الشرقي». من جهته، قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، إن أعمال العنف انحسرت بشكل واضح في المناطق المشمولة بالاتفاق باستثناء بعض المعارك والقصف جرت خلال الليلة قبل الماضية وصباح أمس في محافظة حماة (وسط) ودمشق وحلب (شمال). وأعربت الهيئة العليا للمفاوضات، المكون الرئيس للمعارضة السورية، عن «قلقها من غموض» الاتفاق، وقالت إنه «تم إبرامه في منأى عن الشعب السوري، وما شابه من غياب للضمانات وآليات الامتثال». وينص الاتفاق أيضاً على تحسين الوضع الإنساني وخلق «الظروف للمضي قدماً في العملية السياسية»، لإنهاء الحرب.

من ناحية أخرى، ذكرت وكالات أنباء روسية نقلاً عن وزارة الدفاع قولها إن رئيسي الأركان الروسي فاليري غيراسيموف والأميركي جوزيف دانفورد اتفقا، أمس، على استئناف كامل لتنفيذ بنود مذكرة مشتركة تمنع وقوع حوادث جوية فوق سورية. وناقش الطرفان في اتصال هاتفي اتفاق مناطق «تخفيف التصعيد» في سورية، واتفقا على مواصلة العمل على إجراءات إضافية تهدف لتجنب وقوع اشتباك بينهما في سورية.

تويتر