موسكو تدافع عن دمشق.. واتساع ردود الأفعال المنددة بالجريمة.. وترامب يغير موقفه من الأسد

مجلس الأمن يبحث هجوم خان شيخون.. وواشنطن تتوعد بتحرك أحادي في سورية

مجلس الأمن بحث مشروع قرار قدمته بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة إثر هجوم خان شيخون في سورية. أ.ف.ب

عقد مجلس الأمن الدولي، أمس، اجتماعاً طارئاً للبحث في الهجوم على مدينة خان شيخون السورية بسلاح كيماوي، الذي أدى إلى مقتل 72 شخصاً على الأقل، بينهم أطفال، وفيما توعدت واشنطن، بتحرك أحادي في سورية في حال فشلت الأمم المتحدة في الرد على الهجوم، دافعت موسكو عن حليفتها دمشق، زاعمة أن الطيران الحربي السوري قصف «مستودعاً إرهابياً»، يحوي «مواد سامة» في المدينة الواقعة بالكامل تحت سيطرة فصائل المعارضة، في حين توسعت ردود الفعل الدولية المنددة بالهجوم، الذي اعتبرته الأمم المتحدة «جريمة حرب»، بينما أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن الهجوم «تجاوز خطوطاً كثيرة»، مشدداً على أن موقفه من الرئيس السوري بشار الأسد «تغير».

وبحث مجلس الأمن، خلال اجتماع طارئ، مشروع قرار قدمته بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، طالب بفتح تحقيق كامل في الهجوم الذي وقع بمدينة خان شيخون السورية، لكن روسيا اعتبرت النص «غير مقبول على الإطلاق»، و«يستبق نتائج التحقيق، ويشير بشكل مباشر إلى المذنبين».

من جهتها، حذرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، من أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات أحادية في سورية، إذا فشلت الأمم المتحدة في الرد على الهجوم.

وقالت خلال الاجتماع «عندما تفشل الأمم المتحدة باستمرار في مهمتها القاضية بتحرك جماعي، هناك أوقات في حياة الدول نجبر فيها على التحرك بأنفسنا».

لكن هالي أحجمت عن شرح ما تقصده بتحرك أحادي، مع أنه أحد المواقف الأكثر قوة ووضوحاً للولايات المتحدة، منذ وقت طويل حول النزاع السوري.

وهاجمت هالي روسيا، لعدم ممارسة نفوذها على حليفها السوري.

وقالت: «كم من الأطفال يجب أن يموتوا بعد، لكي تبدي روسيا اهتماماً بالأمر؟».

وفي البيت الأبيض، أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس، أن الهجوم في خان شيخون «تجاوز خطوطاً كثيرة»، في إشارة إلى «الخط الأحمر»، الذي كان حدده سلفه باراك أوباما لنفسه ضد النظام السوري، في حال استخدم أسلحة كيماوية.

وخلال مؤتمر صحافي مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، قال ترامب إن «موقفه من الأسد تغير».

وندد بما اعتبره «هجوماً كيماوياً وحشياً»، بحق «أناس أبرياء، نساء وأطفال وحتى رضّع».

وأضاف أن «موتهم كان إهانة للإنسانية، هذه الأعمال المشينة التي يرتكبها نظام الأسد لا يمكن القبول بها».

من ناحية أخرى، قال ترامب إن أميركا وحلفاءها سيدمرون تنظيم «داعش»، و«سيحمون الحضارة».

وغداة الهجوم، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن «الطيران السوري قصف مستودعاً إرهابياً كبيراً بالقرب من خان شيخون» كان يحتوي على «مشغل لصنع القنابل اليدوية بوساطة مواد سامة». وأكدت أن معلوماتها «موثوقة تماماً وموضوعية» من دون أن تحدد ما إذا كانت قوات النظام على علم بوجود أسلحة كيماوية في المستودع المذكور.

وتحدثت منظمة الصحة العالمية، أمس، في جنيف عن «مؤشرات تتناسب مع التعرض لمواد عضوية فوسفورية، وهي فئة من المواد الكيماوية تشمل غازات أعصاب سامة».

بدورها، أكدت منظمة «أطباء بلا حدود» أن أعراض بعض الضحايا «تُظهر التعرض لعنصر سام من نوع غاز السارين» على غرار «حريق في العيون وتشنج في العضلات وتقيؤ».

في السياق، تواصلت، أمس، ردود الفعل الدولية المنددة بالهجوم. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أن «هذه الأحداث المروعة تظهر للأسف أن جرائم حرب لاتزال (ترتكب) في سورية، وأن القانون الإنساني الدولي يُنتهك بشكل متكرر» في هذا البلد.

وأعربت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن إدانتها الشديدة للهجوم المروع، باعتباره جريمة حرب تتطلب موقفاً صارماً وحاسماً من المجتمع الدولي. وطالب الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، بفرض «عقوبات» على نظام الأسد.

وأعلن وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، أن كل الأدلة تشير إلى تورط نظام الأسد في «القصف بغازات سامة».

ووصفت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، الهجوم بأنه «جريمة حرب»، داعية روسيا وإيران إلى ممارسة ضغوط على دمشق.

كما دانت مصر «القصف العشوائي» الذي تعرضت له مدينة خان شيخون، مؤكدة «أهمية التسوية السياسية للأزمة السورية» التي دخلت عامها السابع.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، إن بلاده «تدين بشدة أي استخدام للسلاح الكيماوي، أياً كان المنفذون أو الضحايا». وأكد ضرورة «نزع الأسلحة الكيماوية من الجماعات المسلحة الإرهابية» في سورية.

وانتقد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بشدة الرئيس السوري، واصفاً إياه بأنه «قاتل».

وندد البابا فرنسيس في الفاتيكان بـ«مجزرة غير مقبولة» في سورية. كما دانت الحكومة الأردنية «الجريمة المروعة».

وفي إسطنبول، أعلن نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، عبدالحكيم بشار، أمس، أن التصريحات الأخيرة للإدارة الأميركية حول مصير الرئيس بشار الأسد «تعطي فسحة للنظام لارتكاب المزيد من الجرائم»، وقال في مؤتمر صحافي «حتى الآن هذه الإدارة لم تفعل شيئاً، بل بقيت متفرجة، فقط قامت بتصريحات تعطي فسحة للنظام لارتكاب المزيد من الجرائم».

وكان وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، صرح خلال زيارة إلى تركيا، الأسبوع الماضي، بأن مصير الأسد يجب أن يقرره الشعب السوري.

تويتر