مقاتلو المعارضة يوافقون على الخروج من حي الوعر

الفصائل السورية تقاطع محادثات أستانة

أطفال سوريون يقفون في طابور للحصول على مياه في حي الشعار بحلب. أ.ف.ب

قرّرت فصائل المعارضة السورية عدم المشاركة في الجولة الثالثة من محادثات أستانة مع وفد النظام السوري، التي تعقد اليوم وغداً في عاصمة كازاخستان، في وقت وافق مقاتلو المعارضة السورية على الخروج من حي الوعر في مدينة حمص مع عائلاتهم خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

 

321 ألف قتيل في النزاع السوري

قتل أكثر من 321 ألف شخص، خلال ست سنوات من النزاع الدامي الذي تشهده سورية، بينهم أكثر من 96 ألف مدني.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، أمس، إن المرصد «تمكن من توثيق مقتل 321 ألفاً و358 شخصاً خلال ست سنوات من النزاع السوري».

وأوضح أن بين القتلى المدنيين 17 ألفاً و400 طفل، ونحو 11 ألف امرأة.

وأحصى المرصد مقتل نحو 114 ألفاً و474 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينهم 60 ألفاً و901 جندي سوري، و1421 عنصراً من «حزب الله» اللبناني. في المقابل، قتل نحو 55 ألفاً من مقاتلي الفصائل، ونحو 56 ألف مقاتل من «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً)، وتنظيم «داعش» ومقاتلين أجانب.

بيروت - أ.ف.ب

وقال الناطق باسم وفد الفصائل السورية المعارضة أسامة أبوزيد، إن الفصائل قررت عدم المشاركة في محادثات أستانة، معدداً من بين الأسباب «عدم تنفيذ أي من التعهدات الخاصة بوقف إطلاق النار»، التي تم التوصل إليها برعاية روسية - تركية في 30 ديسمبر الماضي.

ومن المقرر أن تستضيف أستانة، اليوم وغداً، جولة ثالثة من المحادثات حول سورية، برعاية كل من روسيا وإيران، أبرز حلفاء النظام السوري، وتركيا الداعمة للمعارضة.

وأفاد التلفزيون السوري الرسمي بوصول وفد الحكومة السورية إلى أستانة، أمس، برئاسة مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري.

وبحث وفدا الحكومة السورية والفصائل المعارضة في جولتي محادثات عقدتا خلال الشهرين الماضيين في أستانة، تثبيت وقف إطلاق النار الساري على الجبهات الرئيسة في سورية منذ نهاية ديسمبر الماضي.

وقال قائد فصيل «السلطان مراد»، القريب من تركيا أحمد عثمان لـ«فرانس برس»، أمس، «اتخذنا القرار بعدم المشاركة في أستانة، لأنه لم يتم الالتزام بتثبيت وقف إطلاق النار»، مضيفاً «أبلغنا قرارنا إلى جميع الأطراف» الراعية للمحادثات.

وأوضح أن «قوات النظام والميليشيات مازالت تواصل القصف والتهجير والحصار».

من ناحية أخرى، قالت وسائل إعلام سورية معارضة، أمس، إن مقاتلي المعارضة السورية وافقوا على الخروج من حي الوعر في محافظة حمص مع عائلاتهم، خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

وقال «مركز حمص الإعلامي» الذي يديره نشطاء من المعارضة في المحافظة لـ«رويترز»، إنه تم التوصل للاتفاق، ولكنه أضاف أن الوجهة النهائية لمقاتلي المعارضة لم تتقرر بعد. وأضاف المركز أن ما بين 10 آلاف و15 ألف شخص سيغادرون في مجموعات خلال الأسابيع المقبلة، وأول مجموعة ستضم 1500 شخص.

ويأتي الاتفاق بعد اتفاقات أخرى لم تنفذ بالكامل قط بين الحكومة ومقاتلي المعارضة في الوعر، آخر معاقل المسلحين في حمص، الذي تعرض لغارات جوية مكثفة في الأسابيع القليلة الماضية.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن محافظ حمص، طلال البرازي، تأكيده التوصل لهذا الاتفاق.

ونقل التلفزيون الرسمي السوري ووكالات الأنباء عن البرازي قوله، إن جميع المقاتلين وعائلاتهم سيغادرون حي الوعر على دفعات باتجاه شمال سورية، وإن أول مجموعة ستغادر يوم الجمعة المقبل.

إلى ذلك، قال المرصد إن الجيش السوري وحلفاءه سيطروا على طريق رئيس في جيب صغير لمقاتلي المعارضة بشمال شرق دمشق، في ساعة مبكرة من صباح أمس، ليقتربوا بذلك من تقسيم الجيب إلى نصفين. وأضاف أن الجيش توغل على طول طريق يربط بين أحياء برزة والقابون وتشرين، المحاصرة والقريبة من منطقة الغوطة الشرقية على أطراف العاصمة السورية. وتم بالفعل عزل منطقة برزة والقابون وتشرين عن الجيب الرئيس لمقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية.

تويتر