«التنظيم» يشدّد قواعده الصارمة مع اقتراب المعارك من معقله

«قسد» تقطع طريق الإمداد الرئيس لـ «داعش» بين الرقة ودير الزور

مقاتلون من «قوات سورية الديمقراطية» شمال محافظة دير الزور. رويترز

قطعت «قوات سورية الديمقراطية» (قسد)، المؤلفة من تحالف فصائل عربية وكردية، أمس، بدعم من التحالف الدولي، طريق الإمداد الرئيس لتنظيم «داعش» بين الرقة معقله في سورية، ودير الزور شرقاً، في إطار عملية عسكرية مستمرة منذ أشهر، ومع اقتراب المعارك من معقله في سورية، شدد التنظيم من قواعده الصارمة في مدينة الرقة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن «قوات سورية الديمقراطية» تمكنت من قطع طريق الإمداد الرئيس لتنظيم «داعش» بين مدينة الرقة ومحافظة دير الزور، الواقعة تحت سيطرته شرقاً، بغطاء جوي من التحالف الدولي، ولاتزال هناك طرق أخرى فرعية يمكن للتنظيم استخدامها، إلا أنها مرصودة من قبل طائرات التحالف، وفق عبدالرحمن. وأكد أن الضربات الجوية التي تنفذها قوات التحالف دمرت الجسور عبر نهر الفرات إلى مدينة الرقة.

وأضاف أن الأسر التي جلبها «داعش» في الآونة الأخيرة من مناطق في الغرب أُرغمت على عبور النهر بالقوارب، ما يعكس المشكلة التي تواجه التنظيم في الوصول إلى المدينة.

وأكد قيادي في «قوات سورية الديمقراطية»، قطع الطريق الاستراتيجي لـ«داعش»، الذي يصل بين الرقة ودير الزور. وقال إن «هذا انتصار استراتيجي لقواتنا من شأنه زيادة الحصار» على التنظيم.

وقال مصدر عسكري كردي، طلب عدم نشر اسمه، إن تقدم «قوات سورية الديمقراطية» يعني أن كل الطرق البرية للخروج من الرقة أصبحت الآن مقطوعة، وأن الطريق الوحيد المتبقي يقع عبر نهر الفرات جنوباً.

بدوره، أكد المتحدث باسم «قوات سورية الديمقراطية» طلال سلو، في رسالة صوتية أُرسلت إلى «رويترز»، أن القوات سيطرت على طريق الرقة دير الزور.

ويسيطر «داعش» منذ العام 2014 على الرقة وعلى كامل محافظة دير الزور النفطية، باستثناء أجزاء من مركز المحافظة والمطار العسكري القريب منها.

ومنذ نوفمبر الماضي، بدأت «قوات سورية الديمقراطية» هجوماً واسعاً في محافظة الرقة بغطاء جوي من التحالف الدولي، وتمكنت من إحراز تقدم نحو مدينة الرقة من ثلاث جهات الشمالية والغربية والشرقية. وتبعد أقرب نقطة توجد فيها على بعد ثمانية كيلومترات شمال شرق الرقة.

ومع اقتراب المعارك أكثر وأكثر من معقله في سورية، شدد «داعش» من قواعده الصارمة في مدينة الرقة.

وأكد الناشط (أبومحمد) من حملة «الرقة تذبح بصمت»، التي تنشط سراً في المدينة منذ أبريل 2014، وتوثق انتهاكات وممارسات التنظيم، أن «هناك حالة استنفار في المدينة»، مشيراً إلى الزيادة الكبيرة في عدد الحواجز الأمنية والاعتقالات الواسعة.

وقال إن «أكثرية الأشخاص الذين يعتقلونهم يتم إعدامهم، كما يعتقلون أي شخص يقول إن الوضع سيئ».

وفرض التنظيم خلال الفترة الأخيرة «الزي الأفغاني» على سكان الرقة، بحسب المرصد السوري وحملة «الرقة تذبح بصمت».

ودفعت المعارك على أكثر من جبهة في ريف حلب الشرقي عشرات الآلاف من المدنيين إلى الفرار نحو مناطق سيطرة «قوات سورية الديمقراطية» في مدينة منبج وريفها.

وتمكنت القوات التركية وفصائل سورية معارضة قريبة منها في إطار حملة «درع الفرات»، من السيطرة قبل نحو أسبوعين على مدينة الباب، التي كانت تعد آخر ابرز معاقل «داعش» في حلب.

وبدأت قوات النظام السوري بدعم روسي هجوماً في ريف حلب الشرقي منذ منتصف يناير الماضي، وتمكنت من انتزاع اكثر من 110 قرى وبلدات من أيدي التنظيم، وفق المرصد.

تويتر