موسكو تشكّك بقدرة المعارضة على التفاوض مع دمشق في جنيف

«سورية الديمقراطية» تسلّم قرى محاذية للباب إلى قوات النظام

مدرعات تركية في بلدة الراعي في طريقها إلى مدينة الباب السورية. رويترز

قرّرت فصائل كردية وعربية، تدعمها واشنطن في سورية، تسليم قرى في مناطق سيطرة القوات التركية والمعارضة في شمال سورية إلى قوات النظام، التي تقدمت ببطء داخل مدينة تدمر الأثرية، في وقت أعربت موسكو عن تشكيكها بقدرة المعارضة السورية على التفاوض حول السلام مع نظام دمشق في جنيف.

وتفصيلاً، أعلنت «قوات سورية الديمقراطية» في بيان أمس، اتفاقها مع روسيا على «تسليم» قوات النظام السوري عدداً من القرى الواقعة على تماس مع مناطق سيطرة القوات التركية والفصائل المعارضة القريبة منها في شمال سورية.

ويأتي إعلان «قوات سورية الديمقراطية» المفاجئ والأول من نوعه لناحية تسليم مناطق إلى دمشق، بعد معارك خاضتها هذه القوات ضد القوات التركية والفصائل المعارضة المنضوية في حملة «درع الفرات» شرق مدينة الباب في ريف حلب الشرقي.

• قوات النظام السوري تدخل تدمر.. وتشنّ غارات على حي الوعر في حمص.

• أردوغان: هدف تركيا القادم في سورية هو تحرير منبج والرقة.

وقال المجلس العسكري لمنبج وريفها، المنضوي في صفوف «قوات سورية الديمقراطية» في بيان أمس، «نعلن أننا قد اتفقنا مع الجانب الروسي على تسليم القرى الواقعة على خط التماس مع درع الفرات.. إلى قوات حرس الحدود التابعة للدولة السورية».

والقرى المعنية، وفق البيان، «محاذية لمنطقة الباب»، التي تمكنت القوات التركية والفصائل المعارضة من السيطرة عليها الخميس الماضي، كما تقع غرب مدينة منبج القريبة من الحدود التركية.

ومن المقرر وفق الاتفاق، أن تتولى قوات النظام السوري «مهام حماية الخط الفاصل بين قوات مجلس منبج العسكري ومناطق سيطرة الجيش التركي و(درع الفرات)».

وأدرج مجلس منبج العسكري قراره في إطار «حماية المدنيين.. وحفاظاً على أمن وسلامة مدينة منبج وريفها، وقطع الطريق أمام الأطماع التركية باحتلال المزيد من الأراضي السورية».

وبعد ساعات من الإعلان عن الاتفاق، هددت تركيا بضرب المقاتلين الأكراد في حال لم ينسحبوا من منبج التي تقع شمال شرق الباب، وتبعد عنها نحو 45 كيلومتراً.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، لصحافيين «قلنا من قبل إننا سنضرب وحدات حماية الشعب الكردية إذا لم تنسحب» من منبج.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مراراً انه بعد الباب، تنوي قواته التوجه إلى منبج، ومنها إلى الرقة.

في الأثناء تقدمت قوات النظام السوري ببطء داخل مدينة تدمر الأثرية أمس، بسبب كثرة الألغام التي تركها مقاتلو تنظيم «داعش» خلفهم بعد انسحابهم .

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، «انسحب التنظيم من غالبية مدينة تدمر، بعد تلغيمها بشكل مكثف». وأشار إلى وجود «انتحاريين في القسم الشرقي من المدينة»، موضحاً أن «قوات النظام لم تستطع أن تدخل عمق المدينة».

من جهة أخرى، شنّت طائرات جيش النظام السوري امس ثماني ضربات في حي الوعر، الذي تسيطر عليه المعارضة في حمص.

وفي موسكو، أعربت وزارة الخارجية الروسية امس، عن تشكيكها بقدرة المعارضة السورية على التفاوض حول السلام مع نظام دمشق في جنيف، حيث يوجد الوفدان منذ أسبوع، في إطار مفاوضات غير مباشرة لحل النزاع.

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، للصحافيين «نلاحظ بأسف بعد الأيام الأولى للحوار بين الأطراف السورية أن قدرة المعارضة على التفاوض تثير تساؤلات».

تويتر