رئيس وفد النظام يطالب تركيا بسحب قواتها.. ومقتل 24 مدنياً في قصف على الباب

اختتام اجتماع «أستانة 2» بتعهد روسي بوقف الغارات

جانب من اجتماع أستانة بشأن الأزمة السورية. أ.ف.ب

اختتمت مفاوضات «أستانة 2»، مساء أمس، بتعهد روسي بوقف الغارات على مناطق المعارضة السورية، وذلك بعد تأخر لساعات عدة، بسبب خلافات بين تركيا والمعارضة من جهة، وروسيا وإيران من جهة أخرى. من جانبه، طالب رئيس وفد النظام السوري، بشار الجعفري، تركيا بسحب قواتها من سورية. في الأثناء، قتل 24 مدنياً على الأقل، بينهم 11 طفلاً، خلال الساعات الـ24 الأخيرة، بقصف، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات التركية نفذته على مدينة الباب السورية.

وتفصيلاً، أكدت وزارة الخارجية الروسية أنه تم الاتفاق في ختام مفاوضات أستانا على تشكيل لجنة روسية تركية إيرانية، لمراقبة وقف إطلاق النار، بينما ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية، أن وقف إطلاق النار سيتيح نشر قوات إضافية لسلاح الجو الروسي وقوات النظام بشرق سورية.

من جهته، قال رئيس وفد النظام بشار الجعفري، إن «منتهكي وقف إطلاق النار سيعتبرون هدفاً مشروعاً للجيش».

• الجلسة انعقدت بعد عقبات عدة، حيث طلب وفد المعارضة ضمانات لوقف قصف روسيا والنظام مناطق سيطرتها قبل دخول قاعة الاجتماع.

وكانت الجلسة قد انعقدت بعد عقبات عدة، حيث طلب وفد المعارضة السورية ضمانات لوقف قصف روسيا والنظام على مناطق سيطرتها قبل دخول قاعة الاجتماع، لكن الجانبين الروسي والإيراني، ماطلا، وطالبا بمناقشة هذه الشروط بعد طرح القضايا السياسية.

وقد أصرّت اللجنة الفنية في الوفد على موقفها، فتدخل وزير خارجية كازاخستان، وحاول إقناعهم بدخول القاعة، إلا أنهم رفضوا حتى قدّم الوفد الروسي تعهدات بوقف القصف على الغوطة الشرقية ومناطق أخرى، ووقف العمليات العسكرية، فوافق الوفد أخيراً على دخول قاعة الاجتماعات برفقة الوفد التركي الذي سانده.

وفي وقت سابق، قال عضو اللجنة الفنية بوفد المعارضة أسامة أبوزيد، للجزيرة، إنه يعتقد أن الاجتماع لن يخرج بشيء، بل قد يسفر عن مخرجات سلبية، وأضاف أنه إذا لم يقدم الروس تنازلات حقيقية لفائدة الشعب السوري، فسيؤشر ذلك إلى انهيار اتفاق أنقرة الموقع بأواخر ديسمبر الماضي.

وأكد متحدث باسم الخارجية في كازاخستان في وقت سابق، أن المباحثات ــ التي تشارك فيها روسيا وتركيا وإيران كدول ضامنة، ويحضرها وفد من الأمم المتحدة، وآخر من الأردن بصفة مراقب ــ ستتناول آليات تنفيذ وقف النار، والرقابة على الالتزام به.

كما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن بلاده تدعم جهود تعزيز نظام وقف إطلاق النار على كامل الأراضي السورية.

وفي موضوع ذي صلة، أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية ستيفان دي ميستورا، أن مفاوضات جنيف المزمع عقدها بعد أسبوع، ستبحث الدستور السوري، والانتخابات تحت رعاية أممية.

ميدانياً، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، إن «24 مدنياً على الأقل بينهم 11 طفلاً قتلوا، جراء قصف مدفعي وغارات تركية على مدينة الباب في الساعات الـ24 الأخيرة». وأعلن الجيش التركي أمس، وفق ما نقلت وكالة أنباء الأناضول الحكومية، مقتل «15 من إرهابيي تنظيم داعش»، نتيجة «للعمليات العسكرية البرية والجوية»، التي تنفذها قواته في المدينة.

ويؤكد المسؤولون الأتراك مراراً أنهم يقومون بما في وسعهم لتجنب سقوط ضحايا مدنيين، وينفون بشدة تقارير حول مقتل مدنيين جراء القصف التركي. وتشكل مدينة الباب في محافظة حلب، منذ نحو شهرين هدفاً رئيساً لعملية «درع الفرات»، التي تنفذها القوات التركية وفصائل سورية معارضة قريبة منها. وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم، الثلاثاء الماضي، إن «مناطق واسعة» من المدينة باتت «تحت السيطرة». لكن المرصد السوري يتحدث عن «تقدم بطيء» لقوات «درع الفرات» في المدينة، منذ أن تمكنت من الدخول إليها السبت الماضي. وفي جنيف، قال مستشار الأمم المتحدة للعمليات الإنسانية في سورية، يان إيغلاند، إن الولايات المتحدة وروسيا لم تقدما يد العون لحل المشكلات الإنسانية في سورية في الآونة الأخيرة، رغم وقف إطلاق النار، و13 حصاراً تصل إلى حد «خنق السكان المدنيين».

تويتر