الأسد يرفض خطة ترامب لإقامة مناطق آمنة في سورية

روسيا تفض اشتباكاً بين النظام والمعارضة في الباب.. وتحمّل تركيا نتيجة «غارتها» الجوية

دورية لقوات روسية على متن مدرعة في أحد شوارع حلب. رويترز

تدخلت روسيا لوقف اشتباك بين قوات النظام السوري وقوات المعارضة المدعومة من تركيا في مدينة الباب شمال سورية، وفيما أعلن الكرملين أن غارة الطيران الروسي التي أدت إلى مقتل ثلاثة جنود أتراك في سورية، تمت استناداً إلى إحداثيات أرضية وفرها الجيش التركي، رفض رئيس النظام السوري بشار الأسد اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إقامة مناطق آمنة للمدنيين داخل سورية.

وفي التفاصيل، حسبما ذكرت مصادر من طرفي النظام السوري والمعارضة المدعومة من تركيا، فان روسيا تدخلت لوقف اشتباك بين الجانبين في أول مواجهة بينهما في معركتهما مع تنظيم «داعش» في شمال سورية.

ويواجه التنظيم هجوماً في حملتين منفصلتين في شمال سورية، من قبل القوات الحكومية المدعومة من روسيا ومقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا.

ويدل الاشتباك الذي دار الخميس الماضي، بالقرب من مدينة الباب، التي يهيمن عليها التنظيم، على خطورة اشتعال قتال جديد بين الحكومة وخصومها المعارضين.

وتدعم روسيا وتركيا أطرافاً متصارعة في الحرب السورية، لكنهما بدأتا في الآونة الأخيرة بالتعاون في الملف السوري، وتوسطتا في هدنة بين القوات الحكومية وقوات المعارضة وتعملان معاً في محاولة لإحياء محادثات السلام.

وقال مسؤولون من المعارضة إن الاشتباك دار في قرية جنوب غربي مدينة الباب. وأكد مسؤول في تحالف عسكري يقاتل دعماً لحكومة النظام السوري، وقوع اشتباك. وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، «تدخل الروس وضبطوا الوضع».

واتهم مسؤولان بالمعارضة قوات النظام بالتسبب في إشعال الاشتباك. وذكر أحدهما أن قوات النظام تحركت نحو مراكزهم بدبابات. وقال مسؤول المعارضة الأول «المسلحون أطلقوا النار لتحذيرهم من الاقتراب، لكن الدبابات ردت، واندلع الاشتباك».

وقال المسؤول «لاحقاً تدخلت روسيا لتهدئة الوضع». وقال مسؤول ثان في المعارضة، وهو قيادي في منطقة الباب «أطلقوا النار وجرى الرد على النار». وقال مسؤولا المعارضة إن مقاتلي المعارضة استولوا على عربة مدرعة من قوات النظام.

وكانت ضربات جوية روسية قتلت بطريق الخطأ ثلاثة جنود أتراك، خلال عملية ضد «داعش» في شمال سورية، أول من أمس.

وعلى صلة بالحادث، ذكر المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن الضربة الجوية الروسية التي أودت بحياة العديد من أفراد القوات التركية في سورية، تمت بناء على إحداثيات قدمتها تركيا، مضيفاً أنه «لم يكن يتوجب أن يكون هناك جنود أتراك». وشدد بيسكوف على أنه ليس هناك خلاف حول سبب الحادث، مضيفاً أن الرئيس الروسي أعرب عن تعازيه.

وفي تعليق تركيا على الأمر، نقلت وكالة الأناضول للأنباء، عن رئيس الوزراء بن علي يلدريم، قوله أمس، إن بلاده ستتخذ التدابير اللازمة للتنسيق المشترك مع روسيا، والعمل معها للحيلولة دون وقوع حوادث مماثلة.

من جهة أخرى، رفض رئيس النظام السوري اقتراح الرئيس الأميركي إقامة مناطق آمنة للمدنيين داخل سورية، في مقابلة مع موقع «ياهو نيوز» الإخباري، نشرت أمس.

وقال الأسد «إن المناطق الآمنة للسوريين يمكن أن تحدث فقط عندما يصبح هناك استقرار وأمن، وعندما لا يكون هناك مسلحون وتدفق ودعم لهم من قبل بعض الدول، وعندها يمكن أن تكون هناك منطقة آمنة طبيعية، هي بلدنا».

وأضاف الأسد في التصريحات التي نقلتها كذلك وكالة الأنباء السورية (سانا)، «إن الأكثر قابلية للحياة والأكثر عملية والأقل كلفة، هو أن يكون هناك استقرار، وليس مناطق آمنة»، مشيراً إلى أنها «ليست فكرة واقعية على الإطلاق».

وقال الأسد إن أزمة اللاجئين السوريين «كارثة إنسانية»، مشيراً إلى أن كثيرين لم يغادروا سورية، لأسباب أمنية فقط.

ورفض الأسد تقرير منظمة العفو الدولية الذي اتهم السلطات السورية بإعدام 13 ألف شخص شنقاً على مدى خمس سنوات في سجن صيدنايا. وكان ترامب قد قال إن حكومته تدرس إقامة مثل هذه المناطق الآمنة في المناطق الحدودية داخل سورية، لإيواء اللاجئين السوريين، حتى يتوقف تدفق اللاجئين على الدول المجاورة وعلى أوروبا، على أن تعرض وزارة الدفاع الأميركية خطة لذلك خلال 90 يوماً.

تويتر