مسودة البيان الختامي تتحدث عن «آلية ثلاثية» لمراقبة وقف إطلاق النار

المعارضة السورية تتوعد باستئناف القتال حال فشل محادثات أستانة

وفدا النظام والفصائل جلسا معاً إلى الطاولة المستديرة نفسها عند افتتاح محادثات أستانة. أ.ف.ب

توعدت فصائل المعارضة السورية باستئناف القتال ضد قوات النظام، في حال فشل المحادثات التي بدأت، أمس، في أستانة عاصمة كازاخستان، بين وفدي الطرفين برعاية روسيا وتركيا وإيران. فيما كشفت وسائل إعلام روسية أن مسودة البيان الختامي للمحادثات، تتحدث عن «آلية ثلاثية»، لمراقبة وقف إطلاق النار.

وبدأت، أمس، المحادثات بين فصائل المعارضة، والنظام السوري، في فندق ريكسوس بأستانة، بهدف تثبيت وقف إطلاق النار الهش، الساري منذ 30 ديسمبر الماضي في سورية، لكن في اللحظة الأخيرة فضلت الفصائل عدم إجراء حوار مباشر مع وفد النظام، على الرغم من أنهم جلسوا معاً إلى الطاولة المستديرة عند الافتتاح.

وحذر المتحدث باسم وفد الفصائل المعارضة، أسامة أبوزيد، رداً على أسئلة «فرانس برس»، من أنه «إذا نجحت الطاولة فنحن مع الطاولة، لكن إذا لم تنجح فللأسف لا يكون لنا خيار غير استمرار القتال».

وخلال الجلسة الافتتاحية شدد الطرفان على مواقفهما.

وقال رئيس وفد الفصائل المعارضة، محمد علوش، القيادي في «جيش الإسلام»، أمس: «أتينا إلى هنا لتثبيت وقف إطلاق النار كمرحلة أولى لهذه العملية، ولن نذهب إلى الخطوات التالية إذا لم يتحقق هذا واقعاً على الأرض».

وأضاف: «نريد تثبيت وقف إطلاق النار، وتجميد العمليات العسكرية في كل أنحاء سورية، وتطبيق الإجراءات الإنسانية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن 2254، ليشكل ذلك ورقة قوية للدفع باتجاه الانتقال السياسي المنشود في سورية، بحسب بيان جنيف 2012».

ويفترض أن ترسي مباحثات أستانة، التي تركز على تثبيت وقف إطلاق النار، أسس تسوية يمكن تعزيزها في مفاوضات السلام المقبلة، التي ستجري برعاية الأمم المتحدة في جنيف، في الثامن من فبراير المقبل.

من جهته، قال سفير سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، الذي يرأس وفد النظام، إن دمشق تأمل من خلال المحادثات «تثبيت وقف الأعمال القتالية لمدة زمنية محددة، يتم خلالها الفصل بين التنظيمات الموقعة، الراغبة بالتوجه إلى مصالحة وطنية، والاشتراك في العملية السياسية من جهة، وبين تنظيمي (داعش) و(جبهة النصرة) الإرهابيين والتنظيمات المرتبطة بهما».

في السياق، دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، الذي يقوم بدور وسيط بين الطرفين في أستانة، إلى إنشاء آلية مراقبة وتطبيق لوقف إطلاق النار على الأرض.

وقال: «لم يكن لدينا مثل هذه الآلية في السابق، لهذا السبب فشلنا» في تسوية النزاع، مشيداً بكل مبادرة تهدف إلى «تعزيز الثقة» بين الطرفين.

وتؤيد فصائل المعارضة هذا الاقتراح. وقال أبوزيد إن «القضية ليست فقط وقف إطلاق النار». وأضاف أن «القضية هي وضع آليات مراقبة، آليات محاسبة وتحقيق، نريد وضع هذه الآليات لكي لا يتكرر هذا المسلسل».

بدوره، أوضح المتحدث باسم الفصائل، يحيى العريضي، أن الهدف هو أيضاً تحسين إيصال المساعدات إلى المدن المحاصرة. وقال «سيشكل ذلك أساساً قوياً، يمكن مواصلته في جنيف». ولاتزال الهدنة تتعرض لانتهاكات متكررة، وتأخذ فصائل المعارضة على القوات الحكومية مواصلة القتال في منطقة وادي بردى، التي تعتبر أساسية بالنسبة لإمداد العاصمة السورية دمشق بالمياه.

وتناقلت وسائل إعلام روسية، أمس، تفاصيل من مسودة البيان الختامي، الذي من المفترض أن يصدر اليوم، في ختام المحادثات.

ووفقاً لما نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية، فإن المسودة «تتضمن ضرورة إنشاء آلية ثلاثية (روسية تركية إيرانية)، لمراقبة وضمان التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار»، و«دعم رغبة المعارضة المسلحة في المشاركة بمحادثات جنيف المقبلة».

وترحب الدول الراعية، في المسودة، بفصل الجماعات الإرهابية عن الجماعات المسلحة، وتتعهد بقتال تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» بصورة مشتركة. وستدعو الدول الراعية إلى بدء محادثات، بما يتفق مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

تويتر