الإمارات تدعو إلى وضع حد لمعاناة المدنيين في المدينة وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية لإنقاذهم

بدء عملية الإجلاء من آخر جيـب للمـــــــعارضة في حلب.. وأوروبا تدرس كل الخيـــــارات

حافلات تقوم بعملية إجلاء مسلحي المعارضة وأسرهم من آخر جيب للمعارضة في حلب. أ.ف.ب

وصلت قافلتان من عملية الإجلاء من آخر جيب في مدينة حلب تسيطر عليه المعارضة إلى ريف حلب الغربي، الواقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة، أمس، وفق ما أكد مصدر طبي في المكان، والمرصد السوري لحقوق الإنسان، وفي وقت دعت الإمارات لوضع حد لمعاناة المدنيين في حلب، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية لإنقاذهم، انعقدت قمة الاتحاد الأوروبي لبحث ملفات روسيا وبريكست والنزاع السوري، حيث يشير النص المؤقت إلى أن الاتحاد الأوروبي «يدرس كل الخيارات المتاحة» لتطور الأوضاع في سورية.

وفي التفاصيل، أكد أحمد الدبيس، المسؤول عن وحدة من الأطباء والمتطوعين التي تنسق عمليات الإجلاء، والموجود قرب بلدة خان العسل في الريف الغربي «وصول سيارات الهلال الأحمر، و سيتم نقل الجرحى إلى سيارات خاصة بالمعارضة لنقلهم إلى المشافي القريبة».

من جهته، أكد المرصد السوري وصول القافلة الأولى إلى منطقة الراشدين الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في ريف حلب الغربي.

إلى ذلك، قال مصدر في النظام السوري إن قافلة إجلاء ثانية مؤلفة من 15 حافلة غادرت مناطق شرق حلب إلى الريف.

من جانبه، قال مسؤول بالنظام السوري إن قافلة الإجلاء الأولى من شرق حلب حملت 951 شخصاً.

بالتزامن مع ذلك، توجهت حافلات وسيارات إسعاف باتجاه بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل الفصائل المقاتلة في محافظة إدلب في شمال غرب سورية لإجلاء جرحى وذويهم، وفق إعلام النظام.

وتوقع مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، أن ينقل الخارجون من الفوعة وكفريا بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه حول مدينة حلب إلى مدينة اللاذقية.

أما على صعيد نقل المقاتلين، فكان الإعلام الرسمي السوري أفاد في وقت سابق أن الاستعدادات لإجلاء 4000 مقاتل من الفصائل المعارضة مع عائلاتهم من شرق حلب بدأت في إطار الاتفاق الذي أعلن عنه أمس.

بدوره، بارك الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، للسوريين «تحرير» مدينة حلب، مضيفاً «هذا بحد ذاته تاريخ يرسم الآن أكبر من كلمة مبروك».

من جانبها، أعربت الإمارات عن بالغ قلقها ومخاوفها إزاء الأوضاع الإنسانية المأساوية في مدينة حلب، بما في ذلك استهداف المدنيين، وقصف المستشفيات والمرافق الحيوية في شرق المدينة من قبل النظام السوري والميليشيات الطائفية، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.

ودعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان أمس، إلى تضافر الجهود الدولية لوضع حد لمعاناة المدنيين، وضمان سلامتهم، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية لإنقاذ العالقين في خضم العنف الذي يستهدفهم.

وذكرت أنها تتابع عن قرب مستجدات الأحداث في حلب، والجهود الرامية للتصدي للمعاناة الإنسانية الناجمة، مؤكدة دعم الإمارات لأي اتفاق يضمن سلامة سكان هذه الأحياء وخروجهم الآمن.

وأكدت الإمارات أن المخرج للأزمة الطاحنة في سورية وتداعياته الكارثية يكمن في التبني الصادق للحل السياسي والمستند إلى بيان «جنيف 1» وقرار 2254 للخروج من هذه الأزمة، وضرورة استئناف محادثات السلام في أسرع وقت ممكن، كما أكدت قناعتها بأن المسار العسكري لن ينهي الأزمة السورية، وسيستمر في تعريض هذا البلد الشقيق إلى المزيد من الدمار.

كما دعت الإمارات إلى الوقف الفوري للهجمات الانتقامية تجاه الشعب السوري، والسماح للمدنيين الذين يرغبون في مغادرة حلب بالحرية الكاملة للقيام بذلك من دون تهديد أو عوائق، وتوقف أعمال الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري التي يمارسها النظام السوري على نطاق واسع.

ودعت الأطراف الفاعلة في الملف السوري إلى بذل جهود فعلية أكبر لحماية المدنيين الأبرياء، ووقف القصف العشوائي حتى تتمكن الدول من إدخال المساعدات الإنسانية والطبية اللازمة هناك.

جاء ذلك في كلمة ألقاها سفير الدولة لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، جمعة مبارك الجنيبي، أمس، خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية الذي عقد أمس على مستوى المندوبين الدائمين لبحث تطورات الأوضاع في حلب، والذي جاء بناء على طلب دولة قطر.

وأشار في كلمته إلى أن هناك أكثر من 270 ألفاً من المدنيين في أمس الحاجة لتلك المساعدات اللازمة لبقائهم على قيد الحياة، داعياً المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه هذه الأزمة الإنسانية، والتدخل الفوري والعاجل لوقف تدهور الأوضاع هناك.

وأكد الجنيبي أن الأزمة الحالية في سورية أصبحت بلاشك كارثة إنسانية غير مسبوقة جراء القصف العشوائي العنيف للمدنيين، الذي أودى بحياة المئات من الأبرياء في أحياء شرق حلب، والحصار المتواصل الذي أدى لنفاد مخزونات الغذاء والماء والوقود، والنزوح العشوائي الكثيف لأكثر من 16 ألف نازح من السكان، ومن المرجح أن يفر آلاف آخرون من منازلهم إذا استمر القتال بهذه الطريقة خلال الأيام المقبلة. وشدد على أنه لا يمكن القول إن قوات النظام السوري حققت انتصاراً بتطهير بلد من سكانه بهذه الطريقة الوحشية، كما أنه لا يمكن تصور هذا الضعف الذي يعانيه المجتمع الدولي بصمته على تلك الجرائم الإنسانية وجرائم الحرب التي ترتكب يومياً هناك، وهو ما يثبت أن المجتمع الدولي فشل كلياً في احتواء تلك الأزمة منذ بدايتها، ما أدى إلى ما آلت إليه الأوضاع الإنسانية بهذه الصورة التي نشاهدها الآن.

وأعرب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، عن إدانته واستنكاره الشديدين للممارسات التي يقوم بها النظام السوري وحلفاؤه، من عمليات عسكرية وحشية ضد مدينة حلب وسكانها المدنيين، وما تخلفه من مآسٍ إنسانية وتدمير للمدينة ومقدراتها وإرثها الحضاري والإنساني. جاء ذلك في قرار صدر في ختام اجتماع المندوبين الدائمين للجامعة العربية، أمس، بمقر الأمانة العامة للجامعة.

كما التقى رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، أمس، في بروكسل لرص صفوفهم، وتشكيل جبهة مشتركة في مواجهة دور روسيا في سورية وأوكرانيا، في قمة تبحث أيضاً الاستعدادات لما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد.

وقال الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، لدى وصوله إلى القمة إن «أوروبا يجب أن تسمع صوتها» إزاء ما يحدث في حلب، متهماً روسيا حليفة النظام السوري «بعدم الوفاء بالالتزامات التي تقطعها».

ودعت رئيسة الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، بدورها إلى التشدد مع السلطات السورية «وداعميها روسيا وإيران»، معتبرة أن «المسؤولين عن هذه الفظاعات» في حلب «يجب أن يحاسبوا».

كما تطرقت ماي إلى الطلاق القريب مع الاتحاد الأوروبي، وقالت «نريد أن تتم العملية بأقصى ما يمكن من التنظيم».

في المقابل، قال دبلوماسي أوروبي «لا يوجد إجماع بشأن عقوبات مرتبطة بسورية، لاسيما مع استحالة تبين نوايا الإدارة الأميركية المقبلة» حيال موسكو.

غير أن مسودة خلاصات للقمة اطلعت عليها وكالة «فرانس برس» تندد بشدة بالهجوم الذي شنه «النظام السوري وحلفاؤه، لاسيما روسيا على حلب»، منتقدة «استهداف المدنيين والمستشفيات بصورة متعمدة». ويشير النص المؤقت إلى أن الاتحاد الأوروبي «يدرس كل الخيارات المتاحة»، لكن «الأمور يمكن أن تتطور»، وفق الوضع الميداني.

تويتر