قصف على شرق حلب.. و«داعش» يدخل مدينة تدمر

المعارضة السورية مستعدة لاستئناف المفاوضات دون شروط

صورة

أكدت فرنسا، أمس، أن المعارضة السورية مستعدة لاستئناف المفاوضات مع النظام من دون شروط مسبقة، في وقت تواصل القصف على الأحياء الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة شرق مدينة حلب، في حين اتهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، النظام السوري بارتكاب «جرائم حرب»، عبر استهدافه المدينة «عشوائياً». في وقت أعلنت «قوات سورية الديمقراطية» بدء «المرحلة الثانية» من حملة «غضب الفرات»، لطرد تنظيم «داعش» من مدينة الرقة، بينما دخل التنظيم، مساء أمس، مجدداً مدينة تدمر الأثرية بوسط سورية بعد ثمانية أشهر من طرده منها.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت، في أعقاب اجتماع دولي في باريس، حضره المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية رياض حجاب، إن المعارضة «على استعداد لاستئناف المفاوضات (مع النظام) من دون شروط مسبقة».

وأضاف «يجب تحديد شروط عملية انتقال سياسي حقيقي، كما يجب استئناف المفاوضات على أسس واضحة بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 2254»، الذي وضع خريطة طريق لتسوية النزاع الذي أوقع نحو 300 ألف قتيل، مشيراً إلى أن المعارضة أكدت استعدادها للتفاوض.

وكانت 10 دول غربية وعربية تدعم المعارضة السورية عقدت اجتماعاً، أمس، للبحث في الوضع الإنساني في حلب.

وإثر اللقاء، قال وزير الخارجية الأميركي، إن «القصف العشوائي من قبل النظام ينتهك القوانين، أو في كثير من الحالات (يعتبر) جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب».

ودعا موسكو، حليفة دمشق، إلى «بذل قصارى جهدها لإنهاء ذلك».

وتسعى دمشق إلى استعادة السيطرة على حلب، ثاني مدن البلاد، بأي ثمن، في خطوة من شأنها أن توجه ضربة موجعة للفصائل المعارضة. وفي حال نجحت في ذلك، فسيكون النظام السوري أمسك بمفاتيح مفاوضات السلام.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بقصف جوي وصاروخي استهدف منذ صباح أمس، الأحياء المتبقية تحت سيطرة الفصائل في حلب، بينها أحياء الفردوس والمعادي وبستان القصر.

وردت الفصائل المعارضة بإطلاق قذائف صاروخية على الأحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام، ما أسفر عن مقتل «تسعة مدنيين»، وفق المرصد.

وأفادت مراسلة «فرانس برس» في غرب حلب، بتحليق كثيف للطائرات الحربية في أجواء المدينة، ومشاهدتها اعمدة دخان تتصاعد من الأحياء الشرقية، فضلاً عن سماعها قصفاً عنيفاً تهتز المباني على وقعه.

ومنذ منتصف شهر نوفمبر الماضي، تمكنت قوات النظام مدعومة بمجموعات مسلحة موالية، من إحراز تقدم سريع داخل الأحياء الشرقية، وباتت تسيطر على اكثر من 85% من مساحة هذه الأحياء التي كانت تحت سيطرة الفصائل منذ العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في مناطق سيطرة المعارضة (الخوذ البيضاء)، إبراهيم أبوالليث، عبر الهاتف لـ«فرانس برس»، أمس، إن «القصف غير طبيعي».

وأضاف خلال وجوده في جنوب شرق حلب «الشوارع امتلأت بالأشخاص العالقين تحت الأنقاض، إنهم يموتون، لأننا غير قادرين على انتشالهم».

ودفع التصعيد العسكري عشرات الآلاف من سكان الأحياء الشرقية إلى الفرار. وتوجه معظمهم إلى أحياء تحت سيطرة قوات النظام.

وأفاد مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن، بـ«فرار أكثر من 2000 مدني»، أمس، من الأحياء الشرقية.

من جهتها، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن ما لا يقل عن 3000 مدني تمكنوا، أمس، «من الفرار من قبضة التنظيمات الإرهابية التكفيرية المنتشرة في أحياء السكري والفردوس وصلاح الدين في الجهة الشرقية لمدينة حلب».

وكانت الأمم المتحدة أعربت، أول من أمس، عن قلقها إزاء معلومات حول فقدان المئات من الرجال بعد هروبهم من شرق حلب إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام، وكذلك منع آخرين من الفرار من مناطق المعارضة.

على جبهة أخرى، أعلنت «قوات سورية الديمقراطية»، وهي تحالف فصائل عربية وكردية، بدء «المرحلة الثانية» من حملة «غضب الفرات» لطرد «داعش» من مدينة الرقة، أبرز معاقله في سورية.

وفي قرية العالية في ريف الرقة الشمالي، أعلنت هذه القوات في بيان تلته المتحدثة باسم الحملة جيهان الشيخ أحمد، أنه «تم اتخاذ قرار البدء بالمرحلة الثانية من الحملة، التي تهدف إلى تحرير كامل الريف الغربي من الرقة، إضافة إلى عزل المدينة».

وبدأت «قوات سورية الديمقراطية» في الخامس من نوفمبر حملة «غضب الفرات» لطرد تنظيم «داعش» من الرقة، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وأكد قياديان في القوات أن القوات الأميركية المرافقة لها ستشارك بطريقة «أكثر فعالية في خطوط الجبهة الأمامية» خلال المرحلة الثانية من الحملة.

إلى ذلك، قال مدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن إن تنظيم «داعش» دخل مساء أمس، إلى مدينة تدمر الأثرية، وتمكن من السيطرة على الجهة الشمالية الغربية منها، مشيراً إلى اندلاع اشتباكات بين التنظيم وقوات النظام في وسط المدينة.

تويتر