فرنسا تدعو إلى اجتماع دولي حول سورية بباريس في 10 ديسمبر

50 ألفاً فروا من شرق حلب.. و21 قتيلاً بقصف للنظام على النازحين

صورة

فرّ أكثر من 50 ألف شخص من مناطق سيطرة مقاتلي المعارضة في شرق حلب، حيث الحصار والقصف والدمار وانقطاع شبه تام للكهرباء والانترنت، في وقت واصلت قوات النظام هجومها على الأحياء الشرقية بعد التقدم السريع الذي أحرزته بسيطرتها منذ السبت على كامل القطاع الشمالي في تلك الأحياء، بينما قتل21 مدنياً بينهم طفلان بقصف مدفعي لقوات النظام استهدف مدنيين نازحين من الأحياء الشرقية. في حين دعت فرنسا إلى اجتماع دولي حول سورية في باريس في 10 ديسمبر.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال أربعة أيام، فرار 50 ألف نازح من شرق حلب، بينهم 20 ألفاً، إلى الأحياء الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، و30 ألفاً الى حي الشيخ مقصود الذي يسيطر عليه الاكراد، غداة تحذير الأمم المتحدة من «انحدار بطيء نحو الجحيم» في شرق حلب مع تدهور الوضع الميداني.

وكان عدد سكان شرق حلب قبل بدء الهجوم أكثر من 250 الفاً يعيشون في ظل حصار خانق تفرضه قوات النظام منذ يوليو، ويعانون نقصاً حاداً في الغذاء والكهرباء والادوية.

وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بافل كشيشيك لـ«فرانس برس»، أمس: «هؤلاء الذين يفرون هم في وضع يائس، كثيرون منهم فقدوا كل شيء ووصلوا من دون أي حقائب، إنه لأمر محزن جداً».

وأضاف: «أولويتنا حالياً هي مساعدة هؤلاء الأشخاص بأسرع ما يمكن».

وقال مصور لـ«فرانس برس»، إن عائلات بأكملها وصلت الى حي جبل بدرو الذي استعادت قوات النظام السيطرة عليه الأحد الماضي، وانتظرت في ظل درجات حرارة منخفضة وصول حافلات نقلتهم الى الأحياء الغربية.

وظهر في الصور التي التقطها عدد كبير من الأطفال ورجال ونساء متقدمون في السن، بعضهم يجرهم أقارب لهم على كراسي متحركة أو يحملونهم على حمالات.

وبعد سيطرتها على ثلث الأحياء الشرقية منذ السبت، واصلت قوات النظام السوري وحلفاؤها تقدمها باتجاه القطاع الجنوبي من هذه الأحياء، بهدف استعادة السيطرة على كامل المدينة.

وتسبب قصف مدفعي لقوات النظام، أمس، على حي جب القبة الذي تسيطر عليه الفصائل بـ«مقتل 21 مدنياً بينهم طفلان»، بالاضافة الى «اصابة العشرات بجروح» وفق المرصد.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن القصف كان «كثيفاً»، لافتاً إلى أن عدداً من الاشخاص مازالوا عالقين تحت أنقاض المباني المنهارة.

في المقابل، أفادت وكالة الانباء الرسمية «سانا»، بمقتل ثمانية شهداء بينهم طفلان وإصابة سبعة اشخاص بجروح «نتيجة قذائف صاروخية أطلقتها التنظيمات الإرهابية على أحياء الاعظمية وسيف الدولة وحلب الجديدة والفرقان» في غرب حلب.

وذكر الدفاع المدني أو «الخوذ البيضاء»، وهم متطوعو إنقاذ وناشطون في الأحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، إن القصف المدفعي استهدف مدنيين نازحين كانوا لجأوا إلى الحي هرباً من مناطق أخرى في الأحياء الشرقية.

ونشرت الجمعية صوراً مروعة عقب القصف تظهر جثثاً وأشلاء متناثرة على طريق تحيط به أبنية مدمرة، وحقائب وأكياساً متناثرة.

وكان متطوعو الدفاع المدني يعملون على وضع الجثث داخل أكياس بلاستيكية برتقالية اللون.

ويظهر في احدى الصور شاب يجلس على حجر وهو يبكي فيما يمسك هاتفاً بيديه وأمامه جثتان تمت تغطية الجزء الأعلى منهما يبدو ان إحداهما تعود لفتاة ترتدي حذاءً أحمر.

ومنذ بدء قوات النظام هجوماً في منتصف الشهر الجاري للسيطرة على كامل مدينة حلب، ارتفعت حصيلة القتلى في الاحياء الشرقية جراء القصف المدفعي والجوي الى نحو 300 مدني.

وتسببت قذائف أطلقتها الفصائل المقاتلة على الاحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام بمقتل 48 مدنياً على الأقل في الفترة ذاتها.

وفي نيويورك، عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً بطلب من فرنسا للتباحث في الوضع المتدهور في شرق حلب، كما أفادت مصادر دبلوماسية.

وقال السفير الفرنسي في الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر، إن «فرنسا وشركاءها لا يمكنهم البقاء صامتين إزاء ما يمكن ان يكون واحدة من أكبر المجازر بحق مدنيين منذ الحرب العالمية الثانية».

وحض نظيره البريطاني ماثيو رايكفورت «النظام السوري وروسيا على وقف القصف والسماح بدخول المساعدات الانسانية».

وطالب موسكو بالضغط على دمشق للموافقة على خطة لدى الأمم المتحدة لإغاثة السكان في شرق حلب واخلاء الجرحى، وقال إن المعارضة وافقت على الخطة.

ودعا رئيس المجلس المحلي لأحياء حلب الشرقية بريتا الحاج حسن، أمس، إلى تأمين «ممر آمن» للسماح لمئات الآلاف من المدنيين المحاصرين والمعرضين للقصف بمغادرة حلب.

وقال إثر لقاء في باريس مع وزير الخارجية جان مارك آيرولت، «باسم الانسانية، باسم القانون الدولي، نطالب بأن يسمح للمدنيين بمغادرة حلب وبالذهاب حيث يشاؤون، لماذا تذهب هذه العائلات للاحتماء في المنطقة الحكومية؟ لماذا يذهبون للاحتماء لدى جلادهم؟».

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي من جهته بعد اجتماع لمجلس الوزراء الفرنسي أنه سيجمع «في 10 ديسمبر في باريس الدول الأوروبية والعربية والولايات المتحدة التي تدعم حلاً سياسياً في سورية وترفض منطق الحرب الشاملة»، مضيفاً «آن الأوان ليستيقظ المجتمع الدولي» إزاء المأساة الجارية في حلب.

تويتر