مسلحو الفصائل وعائلاتهم يغادرون خان الشيخ إلى إدلب

المعارضة تتقهقر أمام تقــدم قوات النظام في شرق حلب

مدنيون يغادرون حيي الصاخور وطريق الباب مشياً على الأقدام إثر تقدم قوات النظام في أحياء حلب الشرقية. رويترز

خسرت الفصائل المعارضة، أمس، كامل القطاع الشمالي من الأحياء الشرقية في مدينة حلب، ثاني المدن السورية، إثر تقدم سريع أحرزته قوات النظام وحلفاؤها، فيما فر آلاف السكان من منطقة المعارك، في حين غادر مسلحون معارضون وعائلاتهم بلدة خان الشيخ في ريف دمشق الغربي، إلى محافظ إدلب بشمال سورية، تنفيذاً لاتفاق أبرموه مع النظام.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/11/101397_EY_29-11-2016_p20-p21.jpg

وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، إن الفصائل المعارضة خسرت كامل القسم الشمالي من الأحياء الشرقية، بعد سيطرة قوات النظام على أحياء الحيدرية والصاخور والشيخ خضر، وسيطرة المقاتلين الأكراد على حي الشيخ فارس.

وتقدمت قوات النظام، منذ ليل السبت الماضي، بسرعة في الأحياء الشمالية الشرقية، انطلاقاً من حي مساكن هنانو، الحي الأول الذي سيطرت عليه الفصائل المعارضة في صيف العام 2012، وأكبرها مساحة، لتتقدم إلى الأحياء المجاورة، واحداً تلو الآخر.

وسيطر المقاتلون الأكراد وفق المرصد، على أحياء بستان الباشا والهلك التحتاني، أول من أمس، والشيخ فارس، أمس، التي كانت أيضاً تحت سيطرة الفصائل. ويتهم مقاتلو المعارضة الأكراد بالوقوف إلى جانب النظام في النزاع الجاري.

وبحسب المرصد، يأتي التقدم السريع لقوات النظام وحلفائها «نتيجة خطة عسكرية اتبعتها في هجومها، تقضي بفتح جبهات عدة في وقت واحد، بهدف إضعاف مقاتلي الفصائل، وتشتيت قواهم».

وتشكل سيطرة قوات النظام على ثلث الأحياء الشرقية، بحسب المرصد، الخسارة الكبرى للفصائل المعارضة منذ سيطرتها على شرق المدينة في 2012، في وقت تعد أكبر انتصارات النظام الذي استعاد المبادرة ميدانياً منذ بدء روسيا حملة جوية مساندة له قبل أكثر من عام، في ظل عجز دولي كامل إزاء إيجاد حلول لتسوية النزاع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات.

ومع فرار أكثر من 10 آلاف مدني من شرق حلب إلى مناطق تحت سيطرة النظام وأخرى تحت سيطرة الأكراد، توجهت المئات من العائلات في اليومين الأخيرين الى جنوب الأحياء الشرقية التي لاتزال تحت سيطرة الفصائل المعارضة، ويعيش سكانها المحاصرون وسط ظروف إنسانية صعبة للغاية.

ووصف الناطق باسم الدفاع المدني في حي الأنصاري، إبراهيم أبوالليث، الوضع في شرق حلب بـ«الكارثي». وقال لـ«فرانس برس» بصوت متقطع «هذان أسوأ يومين منذ بدء الحصار، النزوح جماعي، والمعنويات منهارة».

وأضاف «تنام الناس على الأرض، لا مأكل ولا مشرب ولا مأوى أو ملجأ». وقال بغضب: «قولوا لنا، إلى متى سيبقى العالم ضدنا؟».

ومنذ بدء قوات النظام إحراز تقدم في شرق حلب، أحصى المرصد فرار أكثر من 6000 مدني إلى حي الشيخ مقصود، ذي الأغلبية الكردية، و4000 إلى مناطق سيطرة قوات النظام.

وهي المرة الأولى، بحسب المرصد، التي ينزح فيها هذا العدد من السكان من شرق حلب منذ 2012، حين انقسمت المدينة بين أحياء شرقية تحت سيطرة الفصائل، وغربية تحت سيطرة قوات النظام.

واستأنفت قوات النظام في 15 نوفمبر الجاري حملة عسكرية عنيفة ضد الأحياء الشرقية، تخللها هجوم ميداني على أكثر من جبهة، وغارات كثيفة على مناطق الاشتباك والأحياء السكنية.

وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، سكوت كريغ، لـ«فرانس برس»، أمس، إن «الوضع في شرق حلب متقلب، وتتطور الأمور بسرعة»، مضيفاً: «نحن قلقون للغاية من تبعات القتال على السكان المدنيين في حلب».

من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بسيطرة الجيش على محطة سليمان الحلبي، المحطة الرئيسة التي تضخ المياه إلى الأحياء الغربية، والتي كانت الفصائل المقاتلة تتحكم بها.

وربط عضو المكتب السياسي لحركة «نور الدين الزنكي»، أبرز الفصائل المقاتلة في حلب، ياسر اليوسف، أمس، تقدم النظام باستقدامه «تعزيزات عسكرية كبيرة، وبالقصف الجوي العنيف الذي لم يهدأ».

وقال: «الوضع أشبه بعين تقاوم مخرزاً، طيلة السنوات الماضية كنا نقاوم بما أوتينا من قوة بأساليب بدائية، أما اليوم فنحن نقاوم إيران وروسيا»، أبرز داعمي دمشق عسكرياً.

وأضاف: «النظام انتهى وسقط منذ خمس سنوات، ونحن الآن نقاتل جيوشاً وميليشيات من كل أصقاع الأرض»، معتبراً أن الفصائل «محكومة بالصمود والدفاع عن النفس وعن أهالينا».

وتخوض قوات النظام حالياً معارك عنيفة في حيي الشيخ سعيد والشيخ لطفي في جنوب المدينة.

من ناحية أخرى، غادر أمس، مسلحون وعائلاتهم خان الشيخ في ريف دمشق الغربي إلى محافظ إدلب بشمال سورية.

وقال مصدر في لجنة مصالحة خان الشيخ «غادر مخيم خان الشيح نحو 350 مسلحاً مع عائلاتهم، التي تقدر بنحو 700 شخص، أغلبهم نساء وأطفال عبر 23 حافلة».

وأكد المصدر أن المسلحين غادروا المدينة دون سلاحهم، وسمح لكل حافلة بأن تحمل قطعتي سلاح خفيفتين فقط.

وأضاف أن القوات الحكومية تسلمت جميع قطع السلاح المتوسطة التي كانت بحوزة المسلحين، وعملت على تسوية أوضاع كل من رغب بالبقاء في المدينة، التي وعدت الجهات الحكومية بعودة جميع الخدمات إليها.

تويتر