الأمم المتحدة تندد بمقتل مدنيين في القصف على المدينة

فصائل المعارضة تهاجم قوات النظام في الأحياء الغربية لحلب

صبي سوري يطل من ملجأ في بلدة دوما الخاضعة لسيطرة المعارضة بالغوطة الشرقية لدمشق. أ.ف.ب

واصلت فصائل المعارضة السورية، أمس، هجومها على الأحياء الغربية من مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، من دون إحراز تقدم يذكر، فيما نددت الأمم المتحدة بمقتل مدنيين في القصف على هذه الأحياء.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن المعارك بين النظام والمعارضة تتركز عند الأطراف الغربية لحلب، وتترافق مع قصف من الفصائل المقاتلة على الأحياء الغربية وقصف جوي متقطع على مناطق الاشتباكات.

وبدأت الفصائل الهجوم منذ الجمعة في محاولة لفك الحصار عن الأحياء الشرقية لحلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة والذي تفرضه قوات النظام منذ اشهر. ويعيش أكثر من 250 ألف شخص في الأحياء الشرقية يعانون نقصاً في المواد الغذائية والطبية، وتعرضوا خلال الأسابيع الماضية لحملة من القصف الجوي العنيف من الطيران السوري وحليفه الروسي، حصدت مئات القتلى.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، أمس، إن «وتيرة المعارك تراجعت»، مشيراً إلى أن القصف الجوي على الجبهات مستمر، لكنه ليس كثيفاً.

وأوضح أن الإنجاز الوحيد الذي حققه مقاتلو المعارضة منذ أول من أمس، هو استعادة «السيطرة على بعض مناطق ضاحية الأسد»، مشيراً إلى أن النظام «يستعيد زمام المبادرة».

وتتركز المعارك في محيط ضاحية الأسد جنوب غرب حلب قرب الأكاديمية العسكرية. وكانت الفصائل تمكنت من السيطرة على أغلبية الحي قبل ان تتراجع جزئياً في مواجهة هجوم مضاد من قوات النظام. من جهته، قال مصدر إعلامي من «جيش الفتح» المؤلف من تحالف فصائل مقاتلة، إن «جيش الفتح» اقتحم، أول من أمس، «مشروع 3000 شقة» بعد تمهيد مدفعي وصاروخي بعشرات القذائف ثم تبعه تفجير بسيارة مفخخة استهدف قوات النظام والميليشيات الموالية لها.

وأشار إلى أن «جيش الفتح» قصف بالدبابات فندق ديديمان واستهدف اجتماعاً لقيادة ميليشيا «النجباء» العراقية و«حزب الله» اللبناني وعدد من الضباط التابعين لقوات النظام.

من جهة أخرى، قتل 72 مقاتلاً معارضاً و61 عنصراً من قوات النظام والمجموعات المقاتلة الى جانبها، بحسب المرصد في المعارك.

ويسعى مقاتلو المعارضة الى التقدم نحو حي الحمدانية المحاذي للأحياء التي يسيطرون عليها، ما يمكنهم من فتح طريق الى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في ريف حلب.

وفر عشرات المدنيين، لا سيما النساء والأطفال، أول من أمس، من ضاحية الأسد حاملين معهم بعض أغراضهم في اكياس بلاستيكية، بحسب ما أفاد مراسل لـ«فرانس برس».

ومنذ الجمعة، قتل 48 مدنياً على الأقل بينهم 17 طفلاً في مئات القذائف التي اطلقها مقاتلو المعارضة على الأحياء الغربية، بحسب آخر حصيلة للمرصد.

وأعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا، عن «صدمته» ازاء «تقارير موثوقة نقلاً عن مصادر ميدانيّة» تشير الى أن «عشرات من الضحايا المدنيين لقوا مصرعهم في غرب حلب، بمن فيهم عدد من الأطفال، وجُرح المئات بسبب الهجمات القاسية والعشوائية من جماعات المعارضة المسلحة». وقال في بيان «من يزعمون أن القصد هو تخفيف الحصار المفروض على شرق حلب ينبغي أن يتذكروا أنه لا يوجد ما يبرر استخدام الأسلحة العشوائية وغير المتناسبة، بما فيها الثقيلة، على مناطق مدنية، الأمر الذي يمكن أن يرقى إلى جرائم حرب». وكرّر تنديد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالهجمات الأخيرة على مدارس في شرق وغرب حلب، إضافة الى الغارات الجوية على الأحياء السكنية.

وأضاف في بيانه «لقد عانى المدنيون من كلا الجانبين في حلب بما فيه الكفاية بسبب محاولات غير مجدية وقاتلة، لإخضاع مدينة حلب، هؤلاء المدنيّون يحتاجون إلى وقف دائم لإطلاق النار».

وفي محافظة درعا (جنوب)، تعرضت مجموعة من مقاتلي المعارضة لكمين نصبته قوات النظام الليلة قبل الماضية، ما تسبب في مقتل 34 منهم، بحسب المرصد الذي اشار إلى أن المقاتلين كانوا يستعدون لمهاجمة مواقع لقوات النظام.

تويتر